نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
كيف كسبت إيران جولة التفاوض في عمان؟ - تكنو بلس, اليوم الثلاثاء 15 أبريل 2025 05:14 صباحاً
إذا بدا أن إيران كسبت بشكل كبير الجولة الأولى من مفاوضات عمان بشأن البرنامج النووي الإيراني فهو لأنها كذلك. وهذا ليس سوى تقييم أحد المسؤولين السابقين في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأولى: الموفد الخاص للشؤون الفنزويلية، ولاحقاً للشؤون الإيرانية، إليوت أبرامز.
يوم الأحد، عدّد أبرامز في "مجلس العلاقات الخارجية" ثلاثة أسباب رجّحت كفة إيران. طلبت الولايات المتحدة مفاوضات مباشرة فحصلت على محادثات غير مباشرة، و"الدردشة-التحية" التي حصلت بين وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي وموفد ترامب ستيف ويتكوف لم تغير الطابع العام للتفاوض.
السبب الثاني هو أن انتقاد ترامب السابق للاتفاق النووي، لجهة عدم حلّه قضية وكلاء إيران وبرنامجها الصاروخي، سقط في عمان مع التركيز فقط على المسائل النووية.
ثالثاً، قال ويتكوف لصحيفة "وول ستريت جورنال" قبل التفاوض: "أعتقد أن موقفنا يبدأ من تفكيك برنامجكم... هذا لا يعني، بالمناسبة، أنه على الهامش لن نجد طرقاً أخرى للتسوية بين بلدينا حيث خطنا الأحمر سيكون، لا يمكن تسليح قدرتكم النووية".
أعاد أبرامز صياغة موقف ويتكوف بعبارة تهكمية: "هذا هو جوهر موضوعنا – لكن إن لم يعجبكم، سأجد (جوهراً) آخر".
تساؤلات إضافية
قد يكون هناك نقطة ضعف أخرى في الموقف الأميركي: ويتكوف نفسه. لا يملك ويتكوف خبرة سياسية في الملف الإيراني، هو الآتي من عالم الأعمال. ربما اختار ترامب ويتكوف، إلى جانب صداقتهما، بسبب تشابه مسيرتيهما. تذكر تقارير أن ويتكوف، في بداية حياته العملية، كان يجمع مبالغ الإيجارات وهو يحمل مسدساً على خصره. يذكر ترامب في كتابه "فن الصفقة" مرحلة مشابهة اختبرها في حياته حين كان يرافق أشخاصاً يحملون مسدسات في بعض الأحياء الخطرة لجمع أموال الإيجارات في عقارات والده. ما تعلمه ترامب في تلك الفترة، هو الوقوف إلى جانب الباب، لا قبالته تماماً، كي لا يتلقى رصاصة. لا شك في أن الرجلين صقلا قوّتهما التفاوضية كثيراً في مرحلة إبرام الاتفاقات. لكن كل ذلك قد لا يكون كافياً للتعامل مع إيران.
(ويتكوف - "أ ب/تاس")
بات الإيرانيون متمرسين في التفاوض مع الإدارات الأميركية المتعاقبة، حيث شارك عراقجي في صياغة الاتفاق النووي لسنة 2015. علاوة على ذلك، يبدو ويتكوف نفسه متعاطفاً مع الإيرانيين. فهو شدد منذ فترة غير بعيدة على أهمية ذهاب إيران إلى التفاوض لإزالة "التصورات الخاطئة" عن مسعاها النووي. بالتالي، يعتقد ويتكوف أن إيران لا تريد بناء قنبلة من وراء برنامجها النووي بالرغم من أن البرنامج أوصل نقاء التخصيب إلى نسب لم تصل إليها أي دولة لا تملك أسلحة نووية.
ثم هناك تعليق ويتكوف بكلمة "عظيم" على منشور لعراقجي كتب فيه أن بلاده تعهدت بموجب الاتفاق السابق بعدم حيازة أي سلاح نووي "تحت أي ظرف". يفرض التعليق السؤال التالي: إذا كان التعهد الإيراني بموجب اتفاق 2015 "عظيماً"، فلِمَ هذا التفاوض، ولِمَ الخروج من الاتفاق أساساً؟ على أي حال، حذف ويتكوف تعليقه، وهي خطوة تثير أكثر من نقطة جدلية من بينها ما إذا كانت قد أتت بناء على مبادرة شخصية أم بطلب من ترامب.
لا يمكن القفز فوق الالتباس
الالتباس الكبير في موقف ويتكوف هو قضية عدم السماح لإيران ببناء سلاح نووي. فالتخلص من القدرة النووية لإيران شيء، وعدم تسخير هذه القدرة لتصنيع قنبلة شيء آخر تماماً. فالخيار الثاني يعني عملياً الفلسفة نفسها التي استند إليها اتفاق 2015: بنية تحتية كافية للتخصيب، مع رقابة أممية للتأكد من أنه ليس تخصيباً ممكّناً للتسليح. في حديث إلى "سي أن أن"، قال الأستاذ في جامعة جونز هوبكينز ولي نصر إنّ إيران استنتجت من محادثات عمان أنّ "الأميركيين مهتمّون فقط بإرجاع البرنامج الإيراني إلى مرحلة مدنيّة خاضعة للمراقبة".
الواقع أنّ حصول هذا اللقاء بين مسؤولين إيرانيين وأميركيين هو مكسب أكبر للإيرانيين. سنة 2019، كان ترامب سيعقد لقاء مشابهاً مع وزير الخارجية آنذاك محمد جواد ظريف لولا تدخل مسؤوليه في اللحظات الأخيرة لإجهاض هذا الاحتمال في قمة مجموعة السبع. معنى ذلك أن ترامب بات متحرراً من القيود السابقة التي كبّلت نزعة انفتاحيّة على الإيرانيين.
تأرجُح
"لا بأس بها". هكذا وصف ترامب السبت مفاوضات عمان بالرغم من أنّه فضل عدم التعليق على الموضوع قبل نتائجه النهائية. لكنه أضاف أن "وضع إيران يسير على نحو جيد جداً، على ما أعتقد". يحمل هذا التقييم نسبة كبيرة من التأرجح واللا يقين، ربما بسبب عدم صدور نتيجة واضحة من محادثات عمان، إن لم يكن نتيجة سلبية للأميركيين.
ويوم الأحد، قال ترامب إنه سيتخذ قراراً في شأن إيران في وقت "سريع جداً"، وهو تهديد يضاف إلى تهديداته السابقة لطهران بالقدوم سريعاً إلى طاولة التفاوض. لكن مواصلة التحذيرات بعد قبول إيران بمطلبه ترجح أن الجولة الأولى من المحادثات لم تحمل تلك الأنباء الإيجابية المأمولة لدى الرئيس.
0 تعليق