إذا كان الشيخ محمد متولي الشعراوي سببا في اعتزال العديد من الفنانين والفنانات، فإنه أيضا كان سببا في إثناء الفنان حسن عابدين عن الاعتزال ، ما أدهش عابدين وجعله يدرك أن الفن الهادف لا يحرمه الإسلام. 

اتخذ حسن عابدين قرارا باعتزال الفن، بعد زيارة الأراضي المقدسة الت تعرض فيها لموقف صادم، حين طرده أحد الحراس بعد علمه بأنه ممثل، ليعود إلى القاهرة في أول طائرة. 

وبعد مرور 30 يوما ظل فيها حسن عابدين حبس منزله، لا يفعل شيئا تأدية الصلاة في المسجد والعودة بيته وقراءة القرآن، عرض عليه الفنان إبراهيم الشامي القيام بزيارة للشيخ محمد متولي الشعراوي، وصلاة الجمعة معه، وبعد الصلاة حكي إبراهيم الشامي للشيخ الشعراوي ما حدث لصديقه حسن عابدين، فابتسم الشيخ الشعراوي وقال له: إذا اعتزلت.. أنا هتفرج على مين؟

ظهرت الدهشة على ملامح حسن عابدين، وسأل الشيخ الشعراوي : يا مولانا هو حضرتك بتتفرج علي؟.. فقال له الشعراوي.. طبعا طالما أنت تقدم فنا يفيد الناس لكن بالطبع نشاهده، وإذا تركت أنت مكانك فسيأتي غيرك ويقدم فنا مبتذلا لا معنى له، بحسب ما نشرته جريدة “الوفد”.

وتابع الشعراوي: عد لفنك طالما تقدم ما يفيد الناس، واكمل مشوارك، واحكم بنفسك على ما تقدمه.

تهلل وجه حسن عابدين فرحا ، ويحب فقال له إبراهيم الشامي مداعبا: خلاص يابو علي.. اطمنت.. فكها بقى يا أخي ثم قال وهو يضحك “شفيق ياراااااجل”، وضحك ثلاثتهم ومن هنا بدأت صداقة حسن عابدين بالشيخ الشعراوي والتي امتدت ولم تنقطع إلا برحيله.

رحلة الشيخ محمد متولي الشعراوي 

ولد محمد متولي الشعراوي في 15 أبريل عام 1911م بقرية دقادوس مركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية ، حفظ القرآن الكريم في الحادية عشرة من عمره.

التحق بمعهد الزقازيق وحصل على الشهادة الابتدائية الأزهرية سنة 1923، ودخل المعهد الثانوي، وكانت نقطة تحول في حياة الشيخ الشعراوي، عندما أراد والده إلحاقه بالأزهر الشريف بالقاهرة، وكان الشيخ الشعراوي يود أن يبقى مع إخوته يزرع الأرض.

تخرج الشعراوي عام 1940، وحصل على العالمية مع إجازة التدريس عام 1943، وعين في المعهد الديني بطنطا، ثم انتقل إلى المعهد الديني بالزقازيق ومنه إلى المعهد الديني بالإسكندرية، قبل أن يسافر للعمل في السعودية عام 1950 ليعمل أستاذاً للشريعة في جامعة أم القرى.

في عام 1963 حدث الخلاف بين الرئيس جمال عبد الناصر وبين الملك سعود، فمنع عبد الناصر الشعراوي من العودة ثانية إلى السعودية، وعين في القاهرة مديراً لمكتب شيخ الأزهر الشريف الشيخ حسن مأمون، وسافر بعد ذلك إلى الجزائر كرئيس لبعثة الأزهر وظل فيها سبع سنوات، وحين عاد عين مديراً لأوقاف محافظة الغربية فترة، ثم وكيلاً للدعوة والفكر، ثم وكيلاً للأزهر ثم عاد ثانية إلى السعودية ، حيث قام بالتدريس في جامعة الملك عبد العزيز.

وفي نوفمبر 1976م اختار ممدوح سالم رئيس الوزراء آنذاك أعضاء وزارته، وأسند إلى الشيخ الشعراوي وزارة الأوقاف وشئون الأزهر، فظل الشعراوي في الوزارة حتى أكتوبر عام 1978.

خواطر الشيخ الشعراوي 

ترك الشعراوي كنزا من الحلقات لتفسير آيات الذكر الحكيم، و خواطره حول آيات القرآن الكريم، وعدد من المؤلفات مثل: خواطر الشعراوي، المنتخب في تفسير القرآن الكريم، خواطر قرآنية، معجزة القرآن، من فيض القرآن، المرأة في القرآن الكريم.

حلم الشعراوي الذي لم يتحقق

كشف محمد عبد الرحيم الشعراوي، الحفيد الأكبر لإمام الدعاة، عن أن جده الإمام محمد متولي الشعراوي كان يعتزم إنشاء فرع لجامعة الأزهر في قريته دقادوس، ولكنه توفى قبل أن يحقق أمنيته.

وقال «عبد الرحيم» خلال مداخلة هاتفية مع فضائية «الحدث اليوم»، إن الشيخ محمد الشعراوي أنشأ العديد من المشروعات الخيرية، وله مؤسسة خيرية قائمة حتى الآن، منوهًا بأنه أنشأ في قريته دقادوس -مسقط رأسه- بمحافظة الدقهلية مجمعًا إسلاميًا، ومعهدًا دينيًا، ومسجدًا كبيرًا، وأنفق على عدة مشروعات كرصف القرية وإدخال الصرف الصحي إلى المنازل.

وتابع: “م ن العادات الأساسية للشيخ محمد الشعراوي، أنه كان حريصًا على الاجتماع بكامل العائلة، وكان من عاداته إطعام الفقراء”.