كتب – محمود كمال

صعد تنظيم داعش الإرهابي من عملياته في شمال وشرق سوريا رغم وجود القوات الأميركية وقواعدها العسكرية المنتشرة في تلك المناطق، وسط مؤشرات ميدانية على عودته إلى استقطاب عناصر جديدة من خارج الحدود، وتحذيرات من تنامي نشاط الخلايا النائمة.

وأكدت صحيفة نيويورك تايمز نقلا عن تقارير أممية ومسؤولين أميركيين، أن التنظيم كثّف من هجماته مؤخرا وسط إشارات واضحة إلى محاولات استعادة نفوذه، في بلد يشهد حالة عدم استقرار منذ سقوط نظام بشار الأسد.

وأشارت التقييمات إلى أن التنظيم لا يزال بعيدا عن قوته السابقة قبل عقد، حين كان يسيطر على شرق سوريا وأجزاء واسعة من شمال العراق لكنه يواصل محاولاته لتجنيد العناصر واستغلال نقاط الضعف الأمنية.

وحذر خبراء أمنيون من أن عودة داعش قد تفشل أي مسعى لإنهاء الحكم الديكتاتوري في سوريا وقد تؤدي إلى موجات جديدة من زعزعة الاستقرار الإقليمي خاصة مع سابقة استخدام التنظيم للأراضي السورية كمنصة لتخطيط وتنفيذ هجمات خارجية.

ويقبع حاليا نحو 10 آلاف مسلح تابع لداعش بالإضافة إلى 40 ألفًا من أفراد عائلاتهم في سجون ومعسكرات خاضعة لقوات سوريا الديمقراطية المدعومة من واشنطن في شمال شرق سوريا.

واعتبر كولين كلارك رئيس قسم الأبحاث في مجموعة صوفان للأمن والاستخبارات أن هذه المنشآت تمثل الكنز الحقيقي للتنظيم، لما تحويه من مقاتلين متمرسين قد يشكلون نواة لإعادة التنظيم في حال الإفراج عنهم.

وأوضح كلارك أن أي عملية فرار من تلك المراكز لا تعني فقط تعزيزا عدديا، بل تمثل أيضا انتصارا دعائيا ضخما يسهم في تجنيد عناصر جدد.

وكشف مسؤولو الاستخبارات الأميركية أمام الكونغرس في تقييمهم السنوي للتهديدات أن داعش يخطط لاستغلال نهاية النظام السوري لتحرير المعتقلين وإعادة بناء قدراته الهجومية.

وضاعفت الولايات المتحدة نهاية العام الماضي عدد قواتها في سوريا إلى نحو 2000 جندي ونفذت ضربات متكررة في صحراء سوريا ما ساعد في تقليص التهديدات الفورية حسب وزارة الدفاع الأميركية.