تستمر شائعات وفاة الرئيس سيلفا كير، الحاكم الفعلي لجنوب السودان منذ استقلال البلاد في 2011، في إثارة الجدل والقلق بين السكان والمراقبين الدوليين على حد سواء.

وانتشرت خلال الأيام الماضية عبر مواقع التواصل الاجتماعي أخبار مفادها أن كير قد توفي، وهو ما نفته الحكومة بشكل قاطع، معتبرةً أن هذه الشائعات “زائفة ومفبركة” وتستهدف زعزعة الاستقرار في الدولة التي تعاني بالفعل من أزمات متعددة.

نفي رسمي لوفاة سيلفا كير

في بيان رسمي صدر الخميس، نفت وزارة الخارجية في جنوب السودان بشكل قاطع صحة الشائعات التي زعمت وفاة الرئيس سالفا كير، ووصفتها بأنها “شائعات كيدية وغير مسؤولة”.

وأكد البيان أن الرئيس في صحة جيدة، ولا يزال يمارس مهامه بشكل طبيعي، داعياً المواطنين إلى التحلي بالحذر وعدم الانجرار وراء الأخبار الكاذبة التي تروج لها جهات وصفتها بـ”أعداء السلام والتنمية”.

تأتي هذه التصريحات بعد تداول واسع لمعلومات مزيفة على وسائل التواصل الاجتماعي، أثارها بعض المؤثرين، مما أدى إلى موجة من القلق وسط السكان، خاصة في ظل عدم ظهور كير بشكل متكرر في الفضاء العام خلال الفترة الأخيرة.

تساؤلات حول صحة الرئيس في جنوب السودان

تأتي الشائعات في ظل تكهنات متزايدة حول صحة الرئيس كير الذي يبلغ من العمر 73 عامًا. فقد أثيرت تساؤلات كثيرة في السابق حول حالته الصحية، خصوصاً مع ندرة ظهوره العلني.

ومع ذلك، وثقت وسائل الإعلام الرسمية خلال الأشهر الأخيرة عدة لقاءات للرئيس مع قادة محليين ومسؤولين حكوميين، وهو ما يؤكد استمرار نشاطه السياسي.

على الجانب السياسي، يشهد جنوب السودان توترات متصاعدة بين الرئيس كير ونائبه السابق رياك مشار، الذي فرضت عليه السلطات الإقامة الجبرية، واعتقل العديد من حلفائه. وتُشير هذه التحركات إلى صراع داخلي محتدم داخل أروقة السلطة، مما زاد من تعقيد المشهد السياسي.

مخاوف من تجدد الحرب الأهلية في جنوب السودان

الجدير بالذكر أن هذه الخلافات تأتي في وقت تشهد فيه عدة مناطق في جنوب السودان مواجهات مسلحة بين قوات موالية للرئيس كير وقوات تدعم مشار، وهو ما يثير مخاوف جدية من عودة البلاد إلى أتون الحرب الأهلية التي دمرت بنية الدولة وأدت إلى سقوط عشرات الآلاف من القتلى ونزوح الملايين.

وقد حذرت منظمات دولية وحقوقية من أن استمرار هذه المواجهات قد يقوض اتفاق السلام الذي وقع عام 2018، والذي كان من المفترض أن ينهي الصراع الدموي ويؤسس لمرحلة جديدة من الاستقرار.

الحاجة إلى حوار سياسي في جنوب السودان

في ظل هذه الأوضاع، يرى كثير من المراقبين أن توضيح حقيقة وضع صحة الرئيس سالفا كير يعتبر خطوة ضرورية لتعزيز الثقة في القيادة السياسية، والحد من التوترات التي تغذيها الشائعات.

كما يبرز كضرورة قصوى استئناف الحوار السياسي بين الأطراف المتصارعة داخل جنوب السودان، بهدف تجنيب البلاد خطر العودة إلى دائرة العنف، والتمهيد لمرحلة من المصالحة الوطنية التي تضمن استقرار الدولة وتحقيق التنمية المنشودة.

اقرأ أيضا

القمة العربية تضع بغداد تحت الأضواء.. هل ينجح العراق في استعادة دوره الإقليمي؟

نسخ الرابط تم نسخ الرابط