ألقت السلطات الفيدرالية القبض على عمار عبد المجيد محمد سعيد، البالغ من العمر 19 عامًا، وهو عضو سابق في الحرس الوطني لجيش ميشيغان، بزعم التخطيط لإطلاق نار جماعي في قاعدة ديترويت أرسنال العسكرية في وارن، ميشيغان.

وفقًا لتقرير وول ستريت جورنال، كشف تحقيق مكتب التحقيقات الفيدرالي أن سعيد، بدافع من الفكر المتطرف ومتأثر بتنظيم داعش، كان يُخطط للهجوم بمساعدة عميلين سريين انتحلا صفة مؤيدي داعش. ويُسلط اعتقاله، الذي جاء قبيل محاولته إطلاق طائرة مُسيّرة لمراقبة القاعدة جوًا، الضوء على التهديد المُستمر للتطرف المحلي في الولايات المتحدة.

تفاصيل مخطط إطلاق نار جماعي

وفقًا لوثائق المحكمة، كان سعيد يُخطط للهجوم منذ عدة أشهر، ناقش خلالها نواياه مع عملاء سريين. في أغسطس 2024، أفادت التقارير أن سعيد أعرب عن خيبة أمله في الولايات المتحدة، قائلاً إنه “سئم من هذا البلد” ويريد “الذهاب للقتال بين المسلمين وإعلاء كلمة الله”.

لم تقتصر خططه على الأسلحة النارية فحسب، بل شملت أيضًا استخدام زجاجات المولوتوف والزي العسكري والطائرات المسيرة لأغراض الاستطلاع. كان هدف سعيد هو قيادة الدبابات والسيارات والتسليح التابعة للجيش الأمريكي في ترسانة ديترويت، وهي منشأة عسكرية زارها خلال فترة خدمته في الحرس الوطني.

منحه تدريب سعيد كجندي أفضلية في تنفيذ خططه. تفاخر بتدريبه على القنابل اليدوية والأسلحة النارية، إلى جانب قدرته على تجميع وتفكيك بندقية AR-15 وهو مغمض العينين.

على الرغم من خلفيته العسكرية، كان سعيد لا يزال قاصرًا عندما حاول الحصول على أسلحة نارية وذخيرة. يبدو أن خططه قد تبلورت بعد سيطرة المتمردين السوريين على دمشق في ديسمبر 2024، عندما أصبح مهووسًا بالسفر إلى سوريا للانضمام إلى القتال.

دور العملاء السريين وجهود مكتب التحقيقات الفيدرالي

كان دور مكتب التحقيقات الفيدرالي في هذا التحقيق بالغ الأهمية. فقد ساعد العملاء السريون، الذين تظاهروا بأنهم من مؤيدي داعش، في رصد تقدم سعيد ومنع تنفيذ الهجوم. وعلى مدار عدة أشهر، أدرك العملاء التزام سعيد المتزايد بالمخطط، بما في ذلك نقاشات حول بث الهجوم مباشرةً لتعظيم أثره.

أعرب سعيد عن اعتقاده بأن العمل الرمزي المتمثل في مهاجمة قاعدة عسكرية أمريكية من شأنه أن “يكسب قلوب الناس” ويضر بسمعة الجيش الأمريكي، بدلاً من مجرد قتل عدد من الأشخاص.

يُظهر استخدام طائرة بدون طيار للاستطلاع، إلى جانب تدريبه على التكتيكات العسكرية، مستوى استعداد سعيد لهجومه. وقد أشارت أفعاله إلى نية واضحة لتنفيذ هجوم منسق، باستخدام كل من الحرب البدنية والنفسية.

أقرا أيضا.. رفع العقوبات عن سوريا.. هل يتعافى اقتصاد دمشق قريبًا أم أنها خطوة تتبعها آلاف الخطوات؟

التهم القانونية والعواقب المحتملة

وُجهت إلى سعيد تهمة محاولة تقديم دعم مادي لمنظمة إرهابية أجنبية وتوزيع معلومات تتعلق بجهاز مدمر. وفي حال إدانته، قد تصل عقوبة هذه التهم إلى السجن 40 عامًا. وتُبرز هذه القضية الجهود المتزايدة التي تبذلها جهات إنفاذ القانون لكشف وتفكيك مخططات الإرهاب المحلية قبل أن تُسبب ضررًا.

كما يُذكرنا الاعتقال بالتهديد المستمر الذي يُشكله المتطرفون المنفردون، وخاصة أولئك الذين يستلهمون أفكارهم من جماعات إرهابية أجنبية مثل داعش. ومع استمرار تأثير الوضع العالمي في الشرق الأوسط على التهديدات المحلية، يُحذر مسؤولو الأمن القومي منذ أشهر من احتمالية تصرف الأفراد بناءً على أيديولوجيات متطرفة داخل الولايات المتحدة.

السياق الأوسع: تهديد التطرف المحلي

تُسلط القضية الضوء أيضًا على تنوع التهديدات التي يواجهها مسؤولو الأمن القومي الأمريكيون. ففي حين لا يزال الإرهاب التقليدي الذي ترعاه الدولة مصدر قلق، فإن تزايد هجمات المنفردين والجماعات الصغيرة المستوحاة من الأيديولوجيات المتطرفة أصبح يُمثل أولوية متزايدة لجهات إنفاذ القانون.

كانت السلطات يقظة في مراقبة الأفراد الذين يُحتمل أن تكون لهم صلات بمنظمات إرهابية أجنبية، وتحركت بسرعة عند اكتشاف أي تهديدات.

أكد العميد ريت ر. كوكس، القائد العام لقيادة مكافحة التجسس في الجيش، على أهمية جهود مكافحة التجسس في حماية الولايات المتحدة من مثل هذه التهديدات.

قال كوكس ردًا على الاعتقال: “إن اعتقال هذا الجندي السابق تذكيرٌ جادٌّ بأهمية جهودنا في مكافحة التجسس لتحديد وتعطيل أولئك الذين يسعون إلى الإضرار بوطننا”.

نسخ الرابط تم نسخ الرابط