هل صرخ الميت في نعشه؟ ما ردّ الحي على كرسيه؟ - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
هل صرخ الميت في نعشه؟ ما ردّ الحي على كرسيه؟ - تكنو بلس, اليوم الاثنين 12 مايو 2025 09:57 صباحاً

نهلة كدر رحال - سوريا

 

 

نعم وكانت صرخاته قوية رغم الصمت المهيب الذي ساد رهبة من الموت واحتراماً لرحيل روحه.
إنه الأب فرنسيس الذي صرخ في وجوه الباكين عليه من المتنعمين بالعيش في الفاتيكان قائلاً: ابكوا على أنفسكم إن لم تقتدوا بمن اقتديتُ به إلهنا يسوع المسيح الذي اختار الفقر والتواضع فتفوق وارتفع إلى أغنى وأعلى المراتب. كما صرخ في وجوه الملوك والرؤساء الذين جاؤوا لوداعه قائلاً: كما اجتمعتم عند نعشي مُظهرين احترامكم للموت، أرجوكم أن تجتمعوا في أي قاعة من قاعاتكم الواسعة الفخمة وتتفقوا على حلّ نزاعاتكم وصراعاتكم دون حروب تدمّر الشعوب، كفاكم اجتماعاً على الموت فقد حان الوقت أن تجتمعوا من أجل الحياة.
ثم صرخ في رجال الدين: إلى متى هذا الانقسام بينكم ترسخونه في رعاياكم فينشغلون عن الجوهرالإلهي الواحد بالتمسك بالاختلافات، وعن الإيمان الحقيقي به بالاكتفاء بالطقوس وتنوع العبادات فيشوّهون ويتشوًّهون؟
وحين وصل إلى جموع المتابعين لطقوس جنازته، لم يستطع الصراخ فيهم لأنه استنفد الوقت في الصراخ بمن يستغلّونهم أو يستثمرونهم في تحقيق أهدافهم بينما يصرون على الادعاء أنهم يعملون من أجل تحقيق آمالهم، والتي انحصرت عند غالبهم في حياة آمنة كريمة لهم ولأولادهم،  لكن روحه ارتعشت وارتبكت حين رأت أرواحهم تهفو إلى العرش الإلهي لعل قوة القوى تفرض مشيئتها وتحقق لهم حياة آمنة أو موتاً كريماً .
ملاحظة: لم يسمع أحد صراخه لأن الجميع كانوا مشغولين باختيار البابا الجديد، أما بالنسبة الى الجموع، فهو كما قلنا لم يستطع أن يصرخ فيها ولو استطاع لما أصغت اليه لأن الضجيج حولها قد افقدها السمع، ضجيج الآلات والأدوات و الهتافات والخطابات.
نعم الهتافات باسم البابا الجديد المنتخب ليو الرابع عشر الذي جلس على الكرسي خليفة لبطرس والخطابات التي تتعالى أصوات قائليها كل على منبره، لعل البابا الجديد يسمعها ولكن ما رده عليها؟ ترى أسيكون متوافقا مع سياسات بلده التي قدم منها وينتمي إليها أم مع مصالح الشعوب المتأثرة بتلك السياسات؟              

 هذا ما ستكشفه الأيام المقبلة، وما بين رحيل البابا فرنسيس واستقبال البابا ليو لا يسعنا إلا أن نترحم على السابق ونهنئ اللاحق ونبدي إعجابنا بهذه السرعة في الاختيار، وندعو للبابا الجديد أن يوفقه الله في قراراته وفي ردوده لما فيه مصلحة  الكنيسة الجامعة المقدسة الرسولية وقوتها وازدهارها ومصلحة الشعوب في سعيها إلى مستقبل افضل لها ولبلادها.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق