كتب – محمود طلبة

أعلن حزب العمال الكردستاني اليوم الاثنين تفكيك بنيته التنظيمية والتخلي عن السلاح، مؤكدا طي صفحة من النزاع الدموي مع الدولة التركية امتدت لأكثر من أربعين عامًا.

وجاء الإعلان بعد انعقاد مؤتمر الحزب في شمال العراق، حيث صدر القرار النهائي بإنهاء كل أنشطة الحزب رسميا بحسب ما نقلته وكالة فرات المقربة من الحزب.

تفكيك حزب العمال الكردستاني

وأكد البيان الصادر عقب المؤتمر أن زعيم الحزب عبد الله أوجلان، المسجون في تركيا منذ عام 1999 سيتولى الإشراف على تنفيذ هذه المرحلة الانتقالية باعتباره المرجعية السياسية العليا مشيرا إلى أن الكفاح المسلح وصل إلى غايته بتحقيق تقدم في القضية الكردية عبر أدوات العمل الديمقراطي، وبذلك أنجز الحزب مهمته التاريخية.

ولاقت الخطوة تفاعلا واسعا داخل تركيا إذ وصف حزب العدالة والتنمية الحاكم هذا الإعلان بأنه محطة مفصلية في مسار القضية الكردية لكنه شدد على ضرورة تطبيق القرار على أرض الواقع ومراقبة خطوات التنفيذ بدقة.

التوافق بين تركيا والأكراد

ورحب حزب المساواة والديمقراطية المؤيد للأكراد بالقرار، مؤكدا أن تنفيذ هذه الخطوة يتطلب تغييرا جذريا في طريقة تعاطي الدولة التركية مع الأكراد وقضيتهم.

وكان عبد الله أوجلان قد دعا في فبراير الماضي من محبسه إلى عقد مؤتمر موسّع يُنهي رسميًا وجود الحزب ويمهد لمرحلة جديدة من العمل السياسي السلمي.

وفي الأول من مارس استجاب الحزب لذلك بإعلان هدنة من جانب واحد، مطالبا بوضع إطار قانوني لأي مفاوضات مستقبلية.

ويذكر أن حزب العمال الكردستاني تأسس عام 1978 على يد عبد الله أوجلان، مستندًا إلى فكر ماركسي لينيني وانخرط منذ الثمانينيات في صراع مسلح مع الدولة التركية للمطالبة بحقوق الأكراد وأسفر الصراع عن سقوط عشرات الآلاف من القتلى وخلف آثارا سياسية وأمنية عميقة في تركيا والمنطقة.

ويعد هذا التحول نهاية مرحلة طالما اعتبرت واحدة من أعقد أزمات الشرق الأوسط، حيث يشكل الأكراد أقلية كبيرة موزعة بين تركيا وسوريا والعراق وإيران، وظل حلم الدولة الكردية المستقلة بعيد المنال منذ تفكك الدولة العثمانية في أعقاب الحرب العالمية الأولى.