ابوظبي - ياسر ابراهيم - الأحد 11 مايو 2025 12:05 صباحاً - أوضح البروفيسور حميد بن حرمل الشامسي، رئيس جمعية الإمارات للأورام، أن سرطان الجلد واحد من أكثر أنواع السرطان شيوعاً على مستوى العالم، وأن الوقاية منه ممكنة عبر سلوكيات بسيطة ووعي مجتمعي مستمر.

وأشار إلى أنه وفقاً لبيانات صحية عالمية، فإنه يتم تشخيص أكثر من مليون ونصف المليون حالة جديدة من سرطان الجلد سنوياً، منها نحو 325 ألف حالة من الورم الميلانيني، حيث يهمل كثير من الأشخاص العلامات المبكرة، ما يؤدي إلى تأخر التشخيص والعلاج.

إلا أنه في المقابل، فإن الكشف المبكر يرفع بشكل كبير فرص الشفاء، موضحاً أن نسبة الشفاء عالية من سرطان الجلد بنسبة 95 % في أنواع كثيرة غير الميلانوما.

وتحدث البروفيسور الشامسي حول عوامل الخطورة من المرض، والتي تتمثل في التعرّض المفرط لأشعة الشمس فوق البنفسجية، سواء من أشعة الشمس المباشرة أو من أجهزة التسمير الصناعية والتي تُعتبر السبب الرئيس للإصابة بسرطان الجلد، وتشمل عوامل الخطورة الأخرى البشرة الفاتحة ووجود النمش، وجود تاريخ عائلي للإصابة، والتعرّض لحروق شمسية متكررة منذ الطفولة، وضعف المناعة.

ولفت إلى أن الوقاية ممكنة من خلال استخدام واقي الشمس بطريقة عملية وصحية، وتجنّب التعرّض المباشر لأشعة الشمس في أوقات الذروة وتحديداً من 10 صباحاً حتى 4 عصراً، وارتداء القبعات والملابس الواقية والنظارات الشمسية، وإجراء فحص الجلد شهرياً لملاحظة أي تغيّر في الشامات أو ظهور بقع جديدة، وضرورة مراجعة الطبيب في حال الشك بأي تغيّر جلدي.

وأضاف الشامسي: «يعتقد البعض أن سرطان الجلد يصيب كبار السن فقط، لكن الواقع أن الورم الميلانيني يُعد من أكثر أنواع السرطان شيوعاً بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 إلى 30 عاماً، خصوصاً في المناطق التي ترتفع فيها مستويات أشعة الشمس.

وذكر أن البيانات المسجلة في دولة الإمارات خلال الفترة من عام 2015 إلى عام 2023 تشير إلى وجود تزايد تدريجي في عدد حالات الإصابة بهذا النوع من السرطان، حيث ارتفع العدد الإجمالي من 155 حالة في عام 2015 إلى 403 حالات في عام 2023، مشيراً إلى أنه عند النظر في تفاصيل الحالات حسب النوع، «نلاحظ أن سرطان الجلد غير الميلانيني هو النوع الأكثر تسجيلاً، ويُشكل ما يزيد عن ثلثي الحالات في معظم السنوات، وهو نوع يُعد أقل خطورة من الورم الميلانيني، لكنه أكثر شيوعاً، خصوصاً لدى الفئات التي تتعرض لأشعة الشمس لفترات طويلة».

وأضاف البروفيسور حميد الشامسي: «تُظهر البيانات أن عدد الحالات بين غير المواطنين يفوق بشكل واضح عددها بين المواطنين في جميع السنوات، وهو ما قد يُعزى إلى طبيعة العمل الخارجي لبعض الفئات المهنية، والتعرض المستمر لأشعة الشمس دون استخدام وسائل الحماية الكافية، حيث أكدت الأرقام أن الذكور يُسجّلون معدل إصابة أعلى من الإناث، لا سيما في الفئات العمرية النشطة مهنياً، ما يعكس تفاوتاً في مستوى الالتزام بإجراءات الوقاية واستخدام وسائل الحماية من الشمس».

ومن اللافت أيضاً أن السنوات الأخيرة، مثل 2021 و2023، شهدت تسجيل أكثر من 270 حالة من جميع الأنواع، ما يعزز الحاجة إلى إدماج الوقاية والفحص الجلدي ضمن الرعاية الصحية الأولية، وتكثيف الجهود التوعوية، لا سيما في البيئات المهنية المكشوفة.

ياسر ابراهيم

كاتب محتوى باللغة العربية شغف بالبحث والإطلاع بجانب دقة في مراعاة قواعد اللغة وعلامات الترقيم