كتبت.. آلاء محمدي

عاد المخرج المصري هادي الباجوري في حلقة جديدة من برنامج "سبوت لايت" الذي يعرض على شاشة قناة "صدى البلد"، ليثير الجدل الفني والاجتماعي، مجددًا تأكيده على موقفه الواضح والصريح تجاه تضمين مشاهد القبلات في الأعمال السينمائية.

هادي الباجوري في برنامج "سبوت لايت"

تصريحات المخرج المصري هادي الباجوري التي جاءت بلهجة واثقة وثابتة، سرعان ما انتشرت كالنار في الهشيم عبر مختلف منصات التواصل الاجتماعي، معيدة إلى الأذهان النقاشات الحادة التي صاحبت أعماله السابقة وعلى رأسها فيلم "قمر 14".

واستعرض الباجوري تاريخ السينما المصرية العريقة، مشيرًا إلى أن الأفلام الكلاسيكية بالأبيض والأسود لم تخلوا يومًا من مظاهر التعبير عن الحب والرومانسية، بما في ذلك مشاهد القبلات، وبصراحته المعهودة، قال "أنا لحد النهاردة بتفرج على أفلام أبيض وأسود فيها كل حاجة، البوسة في الفيلم حب، وأكتر من كده أنا مش هعمله"، بهذه الكلمات القليلة وضع الباجوري خطًا فاصلًا في رؤيته الفنية، مؤكدًا على أن القبلة في سياق العمل الدرامي هي تعبير عن المشاعر الإنسانية النبيلة، ولا يرى ضرورة أو مبررًا لتجاوز هذا الحد في أعماله، وأكد الباجوري أنه لا يمنع زوجته من تقديم مشاهد القبلات في الأفلام.

ولم يفت الباجوري أن يستعيد الجدل الذي أثير حول فيلمه "قمر 14"، والذي تضمن مشهدًا رومانسيًا أثار حينها موجة من الانتقادات والتعليقات المتباينة، وبنبرة استنكارية تساءل "عملوا حدوتة كبيرة بسبب بوسة في فيلم قمر 14، طب ليه؟"، وهذا التساؤل يعكس استغراب المخرج من حجم الضجة التي صاحبت مشهدًا يراه طبيعيًا وضروريًا لسياق القصة وتطور الأحداث.

تصريحات هادي الباجوري تثير الجدل

أشار المخرج المصري هادي الباجوري إلى إدراكه التامة للعادات والتقاليد التي تحكم المجتمع المصري، إلا أنه في الوقت ذاته، عبر عن رفضه لازدواجية المعايير التي قد يتبناها البعض في التعامل مع هذه المسألة، وبصراحة ووضوح شديدين، قال "أنا عارف كويس العادات والتقاليد اللي بنعيش فيها، لكن مش منطقي إن أطلب من ممثلة مشهد بوسة، ولما تكون مراتي ممثلة أرفض إنها تعمله، ده اسمه تمييز، ومش عدل، ومش صح".

وهذه الكلمات تعكس إيمان الباجوري الراسخ بمبادئ المساواة والعدل في التعامل مع الفنانين بغض النظر عن علاقاتهم الشخصية، لم تخلوا ردود الأفعال على تصريحات الباجوري الأخيرة من التباين المعهود، فبينما أبدى فريق من الجمهور والمثقفين دعمهم لحرية المخرج الفنية وحقه في التعبير عن رؤيته دون قيود، شن آخرون هجومًا على تصريحاته، معتبرين أنها تتجاوز ما يرونه "خطوطًا حمراء" اجتماعية وثقافية، وهذا الانقسام في الآراء يؤكد على حساسية القضية وأهمية النقاش المجتمعي حول حدود الفن وحرية الإبداع في مقابل القيم والتقاليد السائدة.

وعلى الرغم من هذه الموجة الجديدة من الجدل، بدا المخرج هادي الباجوري متمسكًا بموقفه بثبات، مؤكدًا بذلك على اتساقه مع ذاته ومع مبادئه الفنية التي لطالما عرف بها، هذا التمسك بالرأي يعكس ثقة المخرج برؤيته وقناعته بأن الفن يجب أن يكون مرآة تعكس الواقع بكل جوانبه، بما في ذلك مظاهر الحب والعاطفة الإنسانية