في كرة القدم الحديثة، لا تزال الأضواء تُسلَّط على المهاجمين وصانعي الألعاب، فيما يُنسى غالباً أولئك الذين يصنعون الفارق في الخط الأخير، لكن نسخة هذا العام من دوري أبطال أوروبا حملت مشهداً مغايراً، بعدما قدم الحارسان يان سومر وجيانلويجي دوناروما أداءً خارقاً في نصف النهائي، ليقودا إنتر ميلان وباريس سان جيرمان إلى النهائي الكبير في ميونيخ.

السويسري سومر، الحارس الذي جاء بديلاً لآندريه أونانا والذي لا تتجاوز قيمته السوقية 7 ملايين يورو، أثبت أنه صفقة العمر للإنتر، ففي مواجهة برشلونة، كان "رجل المباراة" دون منازع.

تصدياته أمام لامين يامال وإريك غارسيا كانت بمثابة بطاقات العبور إلى النهائي، وتحديداً تلك التي وصفها بأنها "سيحملها معه مدى الحياة"، لقطات أعادت إلى الأذهان تصديات العظماء على غرار جانلويجي بوفون ومانويل نوير وإيكر كاسياس.

وفي الجانب الآخر، تألق دوناروما بشكل مذهل أمام أرسنال في ملعب حديقة الأمراء، تصدياته الحاسمة، وعلى رأسها الطيران الخارق أمام تسديدة بوكايو ساكا، جعلت المدرب ميكيل أرتيتا يصرّح صراحةً بعد اللقاء: "الحارس هو من كسب لهم هذه المواجهة".

دوناروما لم يكتفِ بلقطة واحدة، بل كرر التألق أمام أوديغارد ومارتينيلي، ليمنح الفريق الباريسي تذكرة العبور إلى النهائي.

"من دون حارس كبير، لا يمكنك الذهاب بعيداً"، هكذا اختصر الحارس الإسباني السابق سانتي كانيزاريس المشهد بعد نهاية نصف النهائي، مقولة تنطبق تماماً على ما قدمه الحارسان خلال هذه النسخة.
نهائي دوري الأبطال هذا الموسم لن يكون فقط صراعاً بين باريس وإنتر، بل معركة فاصلة بين حارسين من الطراز الرفيع، ربما تحدد هوية أفضل حارس مرمى في العالم في هذا التوقيت، وفي زمن تُحسم فيه المباريات بتفاصيل صغيرة، يظهر الحارس ليرجّح كفة فريقه... ويكتب اسمه في التاريخ.