نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
المؤتمر الثامن للجامعات التي وقّعت مذكّرة تفاهم مع الأمم المتّحدة "محترفو مهن اللغات يواكبون التغيير" - تكنو بلس, اليوم الاثنين 14 أبريل 2025 03:41 مساءً
انعقد المؤتمر الثامن للجامعات التي وقّعت مذكّرة تفاهم مع الأمم المتّحدة، بتنظيم مشترك بين مدرسة الترجمة بيروت في جامعة القديس يوسف في بيروت، وإدارة شؤون الجمعية العامّة والمؤتمرات في الأمم المتّحدة، وذلك في 7 و8 نيسان/أبريل 2025، في مقرّ الأمم المتّحدة في فيينا. وقد نُظّم المؤتمر هذا العام بصيغة مدمجة، فجمع أكثر من 150 مترجمًا تحريريًا ومترجمًا فوريًا ومسؤولاً ومحاضرًا من عدّة جامعات وقّعت مذكّرة التفاهم مع الأمم المتّحدة.
أمّا الموضوع فجاء من وحي واقع سوق العمل: "محترفو مهن اللغات يواكبون التغيير".
وكان من المقرّر أن ينعقد هذا المؤتمر في جامعة القديس يوسف في بيروت، وهي الجامعة اللبنانية الوحيدة في لبنان الموقّعة على مذكرة التفاهم مع الأمم المتحدة منذ العام 2010. إلا أنّ الظروف المعقّدة التي يشهدها لبنان أجبرت المنظّمين على نقله إلى فيينا. على الرغم من ذلك، وكما قال البروفسور سليم دكّاش اليسوعي، رئيس جامعة القديس يوسف في كلمته الافتتاحية، فإنّ "رياح الأمل بدأت تهبّ في لبنان، لتبدّد الغيوم السوداء التي كانت ترسم أفقًا قاتمًا لشبابنا". وقد أعاد البروفسور دكّاش التأكيد على التزام جامعة القديس يوسف بمواكبة هذه النهضة من خلال إعداد متكيّف مع الواقع المستجدّ في سوق العمل.
استهلّت البروفسورة جينا أبو فاضل سعد، عميدة كلّية اللغات والترجمة في جامعة القديس يوسف في بيروت، ومديرة مدرسة الترجمة بيروت، كلمتها بتسليط الضوء على القضايا الشائكة التي يطرحها الذكاء الاصطناعي والترجمة الآلية العصبية. فقالت: "إنّ التحوّل يصيب هذه المهنة في الصميم، مثيرًا القلق والتحدّيات"، وشدّدت على ضرورة توفير إعداد أكاديمي متكيّف مع المستجدّات التكنولوجية ومتطلبات سوق العمل، ومكافحة الأفكار المسبقة المتعلّقة باندثار مهنة المترجم.
أمّا البروفسورة ندى مغيزل نصر، العميدة الفخرية لكلّية العلوم التربوية ومندوبة رئيس الجامعة لضمان الجودة وشؤون التربية الجامعية في جامعة القديس يوسف، فشاركت في المؤتمر كمحاضرة رئيسية، وتمحور كلامها حول الأهمّية الاستراتيجية لمهنة المترجم في عصر الذكاء الاصطناعي. وقد دعت إلى "ضمان استخدام أخلاقي ومستنير للأدوات التكنولوجية"، مؤكّدة على قدرة المترجم البشري على "التجاوز والابتكار والإبداع"، ومشيرة إلى أن المهنة ليست آيلة إلى الاندثار بل إنها تعبر في مرحلة تحوّل لا بد من مواكبته.
المؤتمر الثامن للجامعات التي وقّعت مذكّرة تفاهم مع الأمم المتّحدة
وفي جلسة جمعت مدارس الترجمة الرائدة، ومنها مدرسة الترجمة في جنيف ETI، والمعهد العالي للتراجمة والمترجمين ISIT، والمدرسة العليا للتراجمة والمترجمين ESIT في باريس، شدّدت البروفسورة لينا صادر فغالي من مدرسة الترجمة بيروت على الدور الأساسي الذي يضطلع به المترجم البشري في العملية التكنولوجية. فأكّدت على ما يلي: "يبقى الحدس والمنطق السليم ومعرفة القواعد الثقافية، نقاط قوّة خاصّة بالبشر"، مشدّدة على مبدأ أن يكون "الإنسان في قلب العملية" الذي لا ينبغي أن يغيب عن ذهننا خلال إعداد محترفي مهن اللغات المستقبليين.
إنّ هذا المؤتمر الجامع الذي شاركت مدرسة الترجمة بيروت في تنظيمه، هو دليل قاطع على الانتشار الدولي للإعداد الذي توفّره هذه المدرسة في عصر الذكاء الاصطناعي، تزامنًا مع احتفالها بالذكرى الخامسة والأربعين لتأسيسها.
ولا ننسى أن نذكر المشاركة الفعّالة لمترجمتَين من قدامى مدرسة الترجمة بيروت: نضال نون، رئيسة قسم إدارة المؤتمرات في الإسكوا، ولين زهر الدين، المترجمة الفورية في الأمم المتّحدة في نيويورك، والمسؤولة عن تعدّد اللغات في مكتب وكيل الأمين العام للأمم المتّحدة. وإلى جانب تولّي السيّدة زهر الدين مهمّة التنظيم اللوجستي في المؤتمر، تشاركت مع السيّدة ماري يزبك، مديرة قسم الترجمة في مدرسة الترجمة بيروت، في تقديم ملخّص عن توصيات المشاركين الأساسية.
وعليه، يشكّل المؤتمر الثامن للجامعات التي وقّعت مذكّرة تفاهم مع الأمم المتّحدة نقطة تحوّل حاسمة في مستقبل المهن اللغوية. وسوف يتابع الأكاديميون والمحترفون في الأمم المتّحدة تعاونهم من أجل الاستعداد للتطوّرات التكنولوجية، وتحديد الكفاءات اللازمة لدى المترجمين الفوريين والتحريريين المستقبليين.
ما هي شبكة الجامعات الموقّعة على مذكّرة تفاهم؟
هي شبكة تضم الجامعات التي وقّعت مذكّرة تفاهم مع الأمم المتّحدة، تشكّل إطارًا للتعاون القائم من أجل إعداد متخصّصين في اللغات ليقدّموا الامتحانات التنافسية لتعيين الموظّفين اللغويين. ومنذ عام 2010، صارت جامعة القدّيس يوسف جزءًا من هذه الشبكة المختارة التي تضمّ 22 جامعة من جميع أنحاء العالم.
0 تعليق