انتخابات زغرتا بين الأمس واليوم... كيف كان فرنجية ومعوض والدويهي المختلفون سياسياً يجولون في سيارة واحدة! - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
انتخابات زغرتا بين الأمس واليوم... كيف كان فرنجية ومعوض والدويهي المختلفون سياسياً يجولون في سيارة واحدة! - تكنو بلس, اليوم الاثنين 14 أبريل 2025 10:23 صباحاً

"شد العصب" السياسي الذي نصح به القريبون من النائبين طوني فرنجية وميشال معوض، والمبارزة الاعلامية المفتوحة بينهما على تصعيد كلامي إضافي لكسب بلدية أو اتحاد البلديات في الانتخابات البلدية والاختيارية المقبلة، أثارا قلقاً لدى جانب من الأهالي في زغرتا وقرى القضاء وبلداته، لكونها المرة الأولى التي تصل فيها الأمور الى هذا الدرك منذ سنوات طوال، بعد عودة اللحمة في ما بين أبناء البلدة منذ حرب السنتين (1975 - 1976) دفاعاً "عن قلعة الموارنة " بعدما كانت باعدت بينهم اشكالات في خمسينات القرن الماضي وستيناته.
 لهذا، كتب المحامي زياد خازن، نجل الراحل رامز خازن مستشار الرئيس الراحل سليمان فرنجية على صفحة التواصل الاجتماعي الخاصة به الآتي تحت عنوان "الزعماء و الفرامل: عن زغرتا التي تستحق أكثر":
"في زغرتا، لا يدخل التاريخ إلى الأرشيف، بل يبقى يتجول في الأزقة. 

رئيس

وما نشهده اليوم من سجالٍ بين النائبين فرنجية ومعوض، ليس صراعاً جديداً، بل فصل آخر من رواية تاريخية قديمة، بدأت في زمن الشهابية وبلغت ذروتها يوم صوّت الرئيس الشهيد رينيه معوض ضد انتخاب الرئيس الراحل سليمان فرنجية في 18 آب 1970، في الجلسة التي فاز فيها فرنجية على الرئيس الياس سركيس بصوتٍ واحد.

خُيِّل للجميع أن التصويت ضد ابن الضيعة هو نهاية العلاقة، فإذا بصفحة السياسة تطوى بطريقة لا تُدرّس في كليات العلوم السياسية، بل في معاهد الكبار.

ي قصر فرنجية الرئيس معوض يجلس على كرسي مضيفه الذي تنحى عنها، وبدا الحفيد سليمان.

ي قصر فرنجية الرئيس معوض يجلس على كرسي مضيفه الذي تنحى عنها، وبدا الحفيد سليمان.

روت لي يوماً، في مطلع التسعينات، السيدة الأولى نائلة معوض، أطال الله عمرها، وقد عاصرت الحدث واحتفظت بصداه، أن والدي، رحمه الله، وكان مستشاراً للرئيس فرنجية، قصد منزلهم من دون موعد صباح عودة الرئيس فرنجية إلى إهدن لتقبّل التهاني بمناسبة انتخابه، وقال للرئيس معوض: "رنيه بك، جئت لأرافقك إلى بيت فخامته"… لعلَّ والدي لم يكن يحمل شيئاً في يده، لكنه حمل المعنى الكامل للأصول واللياقة والتاريخ. وكانت تلك اللفتة كافية، كما قالت الست نائلة، “لإذابة الجليد بين الرجلين".

وعندما سألته في حينها عن تلك المبادرة، أجابني والدي بكلام لا يزال عالقاً في ذهني: "زعماء زغرتا ميّالون إلى دعس البنزين، والمحيطون بهم يجب أن يعرفوا متى يدعسون الفرامل… كي لا نصطدم”. عبارة تختصر كثيراً من الواقع.

كبيران انتصرا على شرذمة السياسة.

كبيران انتصرا على شرذمة السياسة.

اليوم، من ينفخ في الخلاف بين آل معوّض وآل فرنجية، لا يخدم لا الإنماء، ولا السياسة، ولا الرأي العام الزغرتاوي. كلا الفريقين قدّم، وكلا الفريقين أخطأ. لا الإنماء يتم بالشعارات ولا بالردود، بل بورشة عقلٍ ويدٍ ومصارحة.

زغرتا لا تحتاج إلى خنادق جديدة، بل إلى مساحات مشتركة. ولا إلى جولات من البيانات والبيانات المضادة، بل إلى رجال دولة يضعون مصلحة قضاء زغرتا الزاوية فوق الحسابات، ويرفعون الخلاف إلى مرتبة التنافس النبيل، لا التصادم الغرائزي.

وإن كنتُ، في خياري السياسي، أقف بوضوح إلى جانب النائب فرنجية، فذلك لا يمنعني من أن أرى في خصمه اليوم شريكاً في ماضٍ مشترك، وفي مستقبل نأمل أن يكون أوفر إنصافاً لزغرتا الزاوية وأهلها.

دعوا الانتخابات البلدية للّعبة الديموقراطية. ودعونا نعمل معاً، لإنماء زغرتا الزاوية التي كانت تستحق، منذ زمن، أكثر بكثير مما نالته.

رحم الله الرئيسين فرنجية ومعوض… وقد يكون الوقت مناسباً لاستعادة شيء من حكمتهما".

الى ما أورد المحامي خازن، أضيف بعضاً من الذاكرة علّ الذكرى تنفع... 
أيام الكبار في السياسة في زغرتا الرئيسان فرنجية ومعوض والأب سمعان الدويهي، وكان كلاً منهم في تحالف سياسي مختلف، (فرنجية مع كتلة الوسط التي تضم الرئيسين كامل الاسعد وصائب سلام)، (معوض مع النهج  والشهابيين) و(الدويهي مع الرئيس كميل شمعون والوطنيين الاحرار). كانوا يتحالفون انتخابياً في لائحة واحدة ويزورون قرى الزاوية وبلداتها في سيارة واحدة، لمنع الحزازات والاشكالات. وغداة الانتخابات يعود كل منهم الى تحالفه السابق. وأيضاً يوم انتخاب معوض في قاعدة القليعات، وفيما كان متوجهاً الى المنصة لأداء اليمين الدستورية، إلتفت إليّ مبتسماً، فاقتربت منه مصافحاً ومهنئاً، فبادرني قائلاً:  "عندك اتصال بالقصر؟ (المتعارف عليه كان قصر الرئيس فرنجية)، فأجبته: نعم استطيع الاتصال بالاذاعة (بصفتي مندوباً لإذاعة وتلفزيون إهدن) ومن هناك يتصلون بالقصر. فقال: "رجاء بلغ الرئيس فرنجية أني سأزوره قبل أن أتوجه الى بيتي في إهدن، ففعلت. وقد انتظره فرنجية عند المدخل الخارجي للقصر ليبادره فور نزوله من السيارة قائلاً: "مبروك فخامة الرئيس، إن شاء الله خيراً للبنان"، ثم تعانقا طويلاً. وعندما حاول فرنجية أن يقدم معوض أمامه رفض الأخير ذلك وأمسك بيده ودخلا معاً من الباب الواسع.

وأيضاً للتذكير بأنه في آخر لقاء في قصر زغرتا بين الرئيسين فرنجية ومعوض، وعند الوداع عند المدخل الخارجي للقصر وهذه الحكاية تروى للمرة الاولى، كنت واقفاً قربهما مع زميلي مرسال الترس والسيدتين إيريس فرنجيه ونائلة معوض. وقبل أن يستقل معوض السيارة قال له فرنجية: "فخامة الرئيس في البلاد ريحة مش حلوة، الله يرضى عليك بلا نزلة بيروت خليك بزغرتا وسكروا الطريق اللي عند بيتك من الجهتين. واذا ما إلك عين تسكرها من جهة بيت أهلي، أنا أرسل من يسكرها. وقعود بأمان معنا هون ."

فاجابه معوض: "عندي استقبال السلك الديبلوماسي، وبعدها منها منشوف، مش حلوة نجيب كل السفرا لهون ."

وهنا تدخلت السيدة معوض وقالت للرئيس فرنجية: "منتكل ع الله وبدنا ننزل، هي خطىً كتبت علينا ومن كتبت عليه خطىً مشاها ".

الرئيس معوض أيضاً للأمانة ما كان يدخل باحة قصر الرئيس فرنجية الا بسيارته وحيداً من دون أي  مواكبة، إذ كانت المواكبة تنتظره على الاوتوستراد عند مدخله الخارجي، ولم يكن يأتي الى زغرتا من دون فنجان قهوة عند الرئيس السابق.

الرئيس الشهيد رشيد كرامي حمل اللياقات نفسها، إذ ما دعا مرة معوض الى منزله في طرابلس لتكريم أو غداء، إلا دعا فرنجية أيضاً.

ذكريات بكل ما فيها من لياقات، تغيب عن الساحة اليوم سعياً وراء كسب بلدية أو اتحاد، في وقت لم يدع فيه السياسيون النظرة الى البلدية تتجاوز "جمع الزبالة وتأمين السير" حداً أقصى من الخدمات الانمائية الواسعة التي يمكن البلديات تقديمها.

وفي الختام كلمة للاخت زهية فرنجيه جاء فيها: "علينا أن نحافظ على التضامن والمحبة بين الأخوة، لا ان نزرع الحقد بسب مصالح شخصية".
لا بد من الاشارة الى أن المنزل الوالدي للرئيس فرنجية يجاور المنزل الوالدي للرئيس معوض ويعرف حتى اليوم بـ"عمارة بيت قبلان بك فرنجية"، وهو اليوم ملك عائلة النائب الراحل سمير فرنجية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق