شهدت سوق الأسهم السعودية “تاسي”، بنهاية جلسة تداول أمس الأحد، تباطؤًا ملحوظًا في وتيرة الارتفاع، حيث أغلق المؤشر العام عند مستوى 11593 نقطة، مسجلاً ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 0.8% فقط.

يأتي هذا الأداء بعد جلسة سابقة شهدت ارتفاعًا أقوى بنسبة تقارب 2.4%، مما يعكس حالة من الحذر تسيطر على أوساط المستثمرين في ظل عوامل محلية وعالمية متداخلة.

اقرأ أيضًا: كيفية التقديم على منحة الزواج في السعودية 2025.. دليل شامل خطوة بخطوة

تراجع قيم التداول بسوق الأسهم السعودية

وأظهرت بيانات السوق انخفاضًا حادًا في قيم التداول بنسبة 42% مقارنة بالجلسة السابقة، حيث بلغت القيمة الإجمالية نحو 4.8 مليار ريال.

ويعزو المحللون هذا الانخفاض إلى حالة الترقب التي تهيمن على السوق، خاصة مع عودة الأسواق العالمية إلى التداول بعد فترة من التقلبات، إلى جانب المتابعة الدقيقة لتحركات أسعار الطاقة.

وتتركز الأنظار حاليًا على قدرة المؤشر على اختراق حاجز 11600 نقطة والاستقرار فوقه، وهو مستوى يُعتبر مؤشرًا حاسمًا لثقة المستثمرين في استدامة الزخم الإيجابي.

غياب النتائج المالية يعزز الحذر

ويأتي هذا التباطؤ وسط غياب إعلان معظم الشركات المدرجة عن نتائجها المالية للربع الحالي، وهو ما يسهم في تعزيز حالة الحيطة بين المتداولين.

ومن المتوقع أن تكون هذه النتائج عاملاً حاسماً في تحديد اتجاه السوق خلال الفترة المقبلة، خاصة في ظل التحديات التي تواجهها الأسواق العالمية، بما في ذلك مخاطر الحرب التجارية التي لا تزال آثارها غير واضحة المعالم.

ويرى خبراء السوق أن نتائج قوية قد تمنح المستثمرين دفعة ثقة لمواجهة هذه التحديات، بينما قد تؤدي أي مفاجآت سلبية إلى تفاقم حالة عدم اليقين.

أداء سوق الأسهم السعودية في سياق التحديات العالمية

وعلى الرغم من تسجيل السوق لعدة جلسات إيجابية خلال الأسابيع الأخيرة، إلا أن مؤشر “تاسي” لا يزال يتداول دون المستويات التي كان عليها قبل إعلان الولايات المتحدة عن فرض رسوم جمركية تبادلية، حيث يقل الأداء الحالي بنحو 4% عن تلك المستويات.

ويحذر المحللون من أن استمرار عجز السوق عن استعادة هذه المستويات قد يرسل إشارات سلبية للمتداولين، مما يزيد من احتمالية التقلبات خلال الفترة المقبلة.

أداء المؤشرات والقطاعات

وعلى صعيد أداء المؤشرات الفرعية، تفوقت الشركات الصغيرة على نظيراتها من الفئات الأخرى، حيث سجل مؤشرها ارتفاعًا بنسبة 1.7%، مدعومًا بتداولات قوية بلغت قيمتها 2.2 مليار ريال، لتحتل بذلك صدارة النشاط في السوق.

وفي المقابل، كانت الشركات الكبيرة الأقل أداءً، حيث اكتفت بارتفاع متواضع بلغ 0.5%، مما يعكس تفاوت الزخم بين فئات الشركات.

أما على مستوى القطاعات، فقد شهدت السوق تباينًا واضحًا. تصدر قطاع “السلع الرأسمالية” قائمة القطاعات الأكثر ارتفاعًا بنسبة 6%، مما يعكس اهتمام المستثمرين بالفرص طويلة الأجل في هذا القطاع.

وفي المقابل، شهدت أربعة قطاعات تراجعًا، بقيادة قطاع “المرافق العامة” الذي هبط بنسبة 0.8%.

وفيما يتعلق بالتداولات، كان قطاع “البنوك” الأكثر نشاطًا، حيث بلغت قيمة تداولاته 757 مليون ريال، مما يؤكد دوره المحوري في حركة السوق.

اقرأ أيضًا: كيفية حجز موعد في المرور السعودي لعام 2025 عبر منصة أبشر

توقعات أداء سوق الأسهم السعودية

ومع استمرار الترقب لإعلان النتائج المالية وتطورات الأسواق العالمية، يظل السوق السعودي في حالة من التوازن الحذر.

ويؤكد المحللون أن اختراق حاجز 11600 نقطة قد يفتح الباب أمام موجة صعود جديدة، بينما قد يؤدي الفشل في تحقيق ذلك إلى ضغوط بيع إضافية.

وفي هذا السياق، يبقى أداء الشركات الكبرى، وعلى رأسها سهم “الرياض”، تحت المجهر، حيث ينظر إليه كمؤشر رئيسي لصحة السوق.

ويواجه سوق الأسهم السعودية اختبارًا دقيقًا خلال الأسابيع المقبلة، حيث ستحدد النتائج المالية للشركات وتطورات الأسواق العالمية ملامح المرحلة القادمة، سواء في اتجاه تعزيز الثقة أو تفاقم حالة الحذر.

نسخ الرابط تم نسخ الرابط