واشنطن وطهران بعد كسر الجليد في عُمان يحتاجان إلى اتفاق في أسرع وقت - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
واشنطن وطهران بعد كسر الجليد في عُمان يحتاجان إلى اتفاق في أسرع وقت - تكنو بلس, اليوم الاثنين 14 أبريل 2025 06:59 صباحاً

أدت المفاوضات غير المباشرة (والمباشرة أيضاً) بين وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي والمبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف في ضواحي مسقط السبت الغرض منها. أي كسر الجليد بين إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب وإيران.
المفاوضات الأولى من نوعها بين واشنطن وطهران منذ 2017، صيغت في الشكل لترضي الجانبين. حصلت طهران على "الاحترام" الذي تدرجه شرطاً أساسياً للحديث مع إدارة ترامب. وحصل ترامب على ما نادى به طويلاً وهو الشروع في مفاوضات على اتفاق نووي جديد أكثر موثوقية وقابلية للتحقق منه.
ويتكوف، الذي يحمل بين يديه ثلاثة ملفات ساخنة من أوكرانيا إلى غزة والآن إيران، رسم بدقة الخطوط الحمر الأميركية، وهي عدم حصول طهران على القنبلة. بعد ذلك كل شيء قابل للتفاوض. وهو اتسم بالواقعية في مقاربته، بإقراره أن "ثمة طرقاً" لإيجاد حلول بين ما تطمح إليه واشنطن من تفكيك كامل للبرنامج النووي الإيراني، تناغماً مع مطالب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المصر على "النموذج الليبي"، وبين رفض طهران لهذا الأمر.

 

عراقجي متحدثاً إلى الوفد الإيراني عقب جولة المحادثات في عمان. (أ ف ب)

 

خروج الجانبين الأميركي والإيراني راضيين عن الجولة الأولى من المفاوضات التي خصصت لـ"وضع الأسس" التي ستتناولها مفاوضات السبت المقبل، أوحى أن الجانبين يريدان فعلاً التوصل إلى اتفاق في أسرع وقت. 
ترامب الذي تراوح جهوده مكانها في أوكرانيا وغزة وخذلته الأسواق المالية كردة فعل على حروبه التجارية، يفتش الآن عن إنجاز في السياسة الخارجية عبر تسريع مسار التفاوض مع إيران، أملاً في أن يؤدي ذلك إلى خفض توترات الشرق الأوسط. وهذا ما يضعه على نقيض مع نتنياهو، الذي يربط بقاءه في الحكم باستمرار الحروب وتفضيله الحل العسكري للبرنامج النووي الإيراني.
وإيران، وفق عراقجي "تريد اتفاقاً في أسرع وقت". مثل هذا الاتفاق يتيح لطهران التقاط الأنفاس بعد سنة حافلة بالخسائر الاستراتيجية في الإقليم، وفي ظل أزمة اقتصادية تزيدها العقوبات القصوى الأميركية استفحالاً. وعليه، بات تفادي نشوب مواجهة عسكرية مع الولايات المتحدة، أمراً حيوياً للنظام.
إذن، ترامب يحتاج إلى اتفاق بالقدر نفسه الذي تحتاجه إيران. هذا الاقتناع هو الذي أفضى إلى طاولة فندق البستان في عُمان، على رغم تحفظات نتنياهو الذي رمى بـ"النموذج الليبي" من باب العرقلة. وعندما اضطر إلى التراجع أمام رغبة ترامب في التفاوض، لجأ إلى التصعيد في غزة من باب التشويش والإعراب عن الاستياء.
مشكلة نتنياهو الآن، هي أنه لن يجد جمهوريين في الكونغرس يدعونه لإلقاء خطاب يهاجم فيه ترامب. الجمهوريون يؤيدون رئيسهم على الأقل في الظاهر. هم اعترضوا على اتفاق 2015 وعلى المفاوضات غير المباشرة التي أجراها الرئيس السابق جو بايدن مع إيران، وأطاحتها حرب غزة.    
قطع ترامب الطريق على نتنياهو للتحرك بمفرده عسكرياً ضد إيران. بمجرد بدء المفاوضات الأميركية - الإيرانية، تراجعت احتمالات ذهاب إسرائيل وحدها إلى قصف المنشآت النووية الإيرانية.
لا يعني هذا أن ترامب لا يوظف التهويل الإسرائيلي الدائم بالحرب في المفاوضات وفي الضغط على إيران للحصول على تنازلات أكبر. 
سيواكب مسار التفاوض الذي لن يطول الأمر حتى يتحول إلى حوار مباشر، إجراءات لاستعادة الثقة المعدومة بين الجانبين. والمسؤولون الإيرانيون يذكّرون دائماً بأنهم يريدون ضمانات بألا يكون مصير اتفاق جديد كمصير اتفاق 2015، الذي انسحب منه ترامب نفسه في ولايته الأولى.
وخطوات مثل تبادل للسجناء وتسهيلات مالية لإيران والتراجع عن التخصيب بنسبة 60 في المئة في مرحلة أولى للعودة إلى 20 في المئة، ومن بعدها إلى 3.67 في المئة المنصوص عنها في الاتفاق السابق، قد تمهد الطريق لاتفاق يذهب إلى ما هو أبعد من النووي.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق