القاهرة (خاص عن مصر)- أُحييت المحادثات بين الولايات المتحدة والسعودية حول صفقة قد تسمح للمملكة بتطوير صناعة الطاقة النووية التجارية، بما في ذلك إمكانية تخصيب اليورانيوم.

وفقا لتقرير نشرته نيويورك تايمز، أكد وزير الطاقة كريس رايت، اليوم الأحد، أن المفاوضات الرامية إلى تعزيز التعاون في مجال الطاقة بين البلدين تتقدم قدماً، مع توقع تطورات مهمة هذا العام.

التعاون النووي والمسار المُستقبلي

أكد رايت، في حديثه في الرياض، أنه على الرغم من أن تفاصيل الصفقة لم تُحسم بعد، إلا أن هناك “مساراً” للتوصل إلى اتفاق مُحتمل.

ستُمكّن هذه الصفقة المملكة العربية السعودية ليس فقط من إنشاء صناعة طاقة نووية، بل أيضاً من استكشاف إمكانية تخصيب اليورانيوم محلياً، ومع ذلك، تبقى القضية الرئيسية للولايات المتحدة هي ضمان عدم إساءة استخدام التكنولوجيا النووية الحساسة لأغراض عسكرية، مثل تطوير الأسلحة النووية.

لطالما سعت المملكة العربية السعودية إلى الحصول على مساعدة الولايات المتحدة في تطوير برنامجها النووي، كجزء من استراتيجية أوسع لتنويع مواردها من الطاقة وتقليل اعتمادها على النفط.

وكان التقدم بطيئًا بسبب المخاوف بشأن حظر الانتشار النووي، وما إذا كانت المملكة ستلتزم بضمانات صارمة تمنع تطوير الأسلحة النووية.

سياق دبلوماسي معقد

تتزامن المحادثات مع قضايا جيوسياسية أوسع نطاقًا، بما في ذلك المفاوضات السعودية الجارية مع إسرائيل، وكانت إدارة بايدن قد سعت سابقًا إلى إقامة شراكة نووية مع المملكة العربية السعودية كجزء من اتفاقية لإقامة علاقات دبلوماسية بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل.

مع ذلك، تعثرت هذه المحادثات بسبب تغير الديناميكيات في المنطقة، بما في ذلك تأثير الصراع بين إسرائيل وحماس.

كما سعى المسؤولون السعوديون، الذين يشعرون بالإحباط من بطء التقدم في المفاوضات مع الولايات المتحدة، إلى الحصول على التكنولوجيا النووية من دول أخرى، بما في ذلك الصين وروسيا.

على الرغم من ذلك، شدد رايت على أهمية الولايات المتحدة كشريك نووي مفضل للمملكة العربية السعودية، مسلطًا الضوء على الدور الحاسم للمشاركة الأمريكية في ضمان توافق البرنامج النووي للمملكة مع معايير حظر الانتشار النووي العالمية.

تحديات الكونجرس والسياسية

يُمثل الكونغرس الأمريكي عقبة رئيسية أمام الاتفاق، إذ يجب أن يوافق على أي اتفاقية تعاون نووي مع المملكة العربية السعودية. في الماضي، أعرب كل من الديمقراطيين والجمهوريين، بمن فيهم وزير الخارجية ماركو روبيو، عن مخاوفهم بشأن مخاطر السماح للسعودية بتخصيب اليورانيوم.

يجادل المنتقدون بأن منح مثل هذا الحق قد يُشعل سباق تسلح في الشرق الأوسط، وخاصة مع إيران، الخصم الإقليمي للمملكة العربية السعودية.

أعرب ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عن رغبته في السماح للمملكة العربية السعودية بتطوير قدراتها المحلية في تخصيب اليورانيوم. كما زعم أن المملكة تمتلك موارد يورانيوم هائلة، على الرغم من أن عمليات الاستكشاف الأولية لم تُسفر بعد عن رواسب مجدية اقتصاديًا.

أقرا أيضا.. قضايا فساد.. بنجلاديش تصدر مذكرة اعتقال بحق نائبة بريطانية

تعاون أوسع في مجال الطاقة

إلى جانب المناقشات النووية، أشار رايت إلى أن الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية تعملان أيضًا على توسيع التعاون في قطاعات طاقة أخرى، بما في ذلك المعادن الحيوية ومبادرات تغير المناخ. ومن المتوقع توقيع اتفاقية لتعزيز التعاون في مجال الطاقة بين البلدين في المستقبل القريب.

في حين لم تتناول الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية أسعار النفط بشكل مباشر في محادثاتهما بعد، قلّل رايت من شأن أي اختلاف محتمل في السياسة النفطية.

دعا الرئيس ترامب إلى خفض أسعار الطاقة، لكن المملكة العربية السعودية تحتاج إلى أسعار أعلى لتمويل خططها الاقتصادية والبنية التحتية الطموحة، بما في ذلك مبادرة استثمارية بقيمة 600 مليار دولار في الولايات المتحدة.

نقطة تحول دبلوماسية

يُمثّل إحياء المحادثات النووية تحولاً كبيراً في العلاقات الأمريكية السعودية، مما يُشير إلى فصل جديد محتمل في تعاون البلدين في مجال الطاقة. وبينما يواجه الاتفاق عقبات على الصعيدين السياسي الأمريكي والسعودي، فإنه يُؤكد الأهمية الاستراتيجية الأوسع لأمن الطاقة ومنع الانتشار في الشرق الأوسط.

مع استمرار المفاوضات، ستكون لنتائج هذه المحادثات آثار عميقة على مستقبل الطاقة في المنطقة وعلى توازن القوى المستمر في الشرق الأوسط.

نسخ الرابط تم نسخ الرابط