مسار البرنامج النووي الإيراني في ظل الحوار مع أميركا! - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مسار البرنامج النووي الإيراني في ظل الحوار مع أميركا! - تكنو بلس, اليوم الاثنين 14 أبريل 2025 04:43 صباحاً

مسار البرنامج النووي الإيراني في ظل الحوار مع أميركا!

عرقجي وويتكوف

Smaller Bigger

عقدت السبت 12نيسان/ إبريل الجاري، جولة المفاوضات الأولى بين أميركا وإيران في سلطنة عمان، التي كان لوزير خارجيتها بدر البوسعيدي دور رئيس في التواصل بين الوفدين.
البوسعيدي كتب في منصة X: "أنا فخور بأن أعلن أننا استضفنا اليوم في مسقط وزير الخارجية الإيراني الدكتور عباس عراقجي، والمبعوث الرئاسي الأميركي ستيف ويتكوف، وقدنا وساطة لبدء حوار ومفاوضات بهدف مشترك هو إبرام اتفاق عادل وملزم". كما أن مصدراً عمانياً قال  لوكالة "رويترز" إن المحادثات بين إيران والولايات المتحدة "تركز على تهدئة التوتر في المنطقة، وتبادل السجناء، والتوصل إلى اتفاقات محدودة لتخفيف العقوبات على إيران في مقابل كبح البرنامج النووي الإيراني".
هذه الأجواء الإيجابية التي تحدث عنها المسؤولون في سلطة عمان، تلاقت مع تصريحات في السياق ذاته أدلى بها مسؤولون أميركيون وإيرانيون.
البيت الأبيض وصف المباحثات بأنها "إيجابية وبناءة للغاية"، كما أن المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية فاطمة مهاجراني أكدت أن "الجولة الأولى من المحادثات الإيرانية الأميركية أجريت في أجواء بناءة".
الجلسة الأولى – على الأرجح - ركزت على موضوع البرنامج النووي الإيراني، والذي يمثل أولوية لدى واشنطن التي ترى أن حيازة طهران   القنبلة النووية خط أحمر لا يمكنها قبول تجاوزه! ويبدو أن الإيرانيين يدركون ذلك، ويعملون على طمأنة إدارة الرئيس دونالد ترمب، وعيونهم على رفع العقوبات الاقتصادية والحصول على الأموال المجمدة والسماح لهم بحرية تصدير النفط.
قبل جلسة الحوار ببضعة أيام، كانت هناك نقاشات حول البرنامج النووي بين النخب الإيرانية، ولعل من اللافت حديث الرئيس السابق لمجلس الشورى علي لاريجاني، الذي عينه مرشد الثورة علي خامنئي مستشاراً له، والذي قال إن "فتوى المرشد تحرّم السلاح النووي، لكن إذا أخطأت أميركا، فقد يضطر الشعب الإيراني إلى المطالبة بتصنيعه"، مضيفاً في حديث تلفزيوني:" "عقلاؤهم (الأميركيون) أنفسهم أدركوا أنهم إذا هاجموا إيران، فسيدفعونها نحو السلاح النووي".
هذه التصريحات تكتسب أهميتها لكونها صادرة من شخصية مؤثرة في أوساط النخبة الإيرانية، وهو من السياسيين غير المحسوبين على التيار الأصولي، ما يعني أن ثمة وجهة نظر يبدو أنها بدأت تأخذ حيزاً أكبر من النقاش باتجاه الحصول على "القنبلة النووية" كسلاح ردع، خصوصاً بعد الضربات الإسرائيلية التي تلقتها إيران في أعقاب عملية "طوفان الأقصى" في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 ، والخلل في ميزان القوى، وفقدان طهران القوة العسكرية لحليفين رئيسين لها: "حماس" في غزة و"حزب الله" في لبنان.
علي لاريجاني يعتقد أن "الشعب سيضغط للدفاع عن البلاد"، وأن "إيران قادرة على انتاج السلاح النووي، لكنها تؤكد أن هناك فتوى بتحريم ذلك"، إلا أنه أشار إلى أن "الفتوى تختلف عن القرارات السياسية".
هذه التصريحات أثارت عدداً من ردود الفعل المعارضة والمؤيدة في آنٍ واحد؛ إذ اعتبر وزير الإرشاد عباس صالحي أن "فتوى القائد الخاصة بحظر السلاح النووي، ليست فتوى فقيه في الأفرع وإنما وفقاً للمبادئ الدينية التي لا تتغير وليست فروعاً اجتهادية يمكن تغييرها".
المعاون السياسي في الحرس الثوري، يد الله جواني،قال، من جهته،:"سنعيد النظر في عقيدتنا الدفاعية في حال نفذ العدو تهديداته".
ما سبق يدفع نحو السؤال عما إذا كانت هذه التصريحات هي مجرد ورقة يراد الاستفادة منها على طاولة التفاوض، من أجل منع حصول أي هجوم عسكري أميركي – إسرائيلي، أم أنها تشير بوضوح إلى أن الإيرانيين باتوا يعتقدون أن "القنبلة النووية" باتت ضرورة قومية؟
إذا تغيرت العقيدة النووية الإيرانية، وأقدمت على الحصول على القنبلة النووية، كما جاء في حديث الرئيس السابق لمجلس الشورى علي لاريجاني، فإن ذلك سيؤثر سلباً على علاقات إيران بمحيطها وتحديداً بدول الخليج العربي، التي بدأت إيران بسياسة انفتاح عليها، وانتهجت هذه الدول ديبلوماسية مرنة لتخفيف الأزمات قادتها السعودية، وأيدت الحوار بين واشنطن وطهران. وبالتالي، على داعمي "الخيار النووي" أن يفكروا، ليس في مجرد ردع واشنطن وتل أبيب كما يتحدثون، وإنما عليهم أن ينظروا بجدية إلى التداعيات السلبية لمثل هذا القرار على علاقاتها الخليجية التي تحتاج إلى بناء الثقة والشفافية والتعاون وتعزيز الشراكات الاقتصادية والسياحية والأمنية وسواها.

العلامات الدالة
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق