الفلسطينيون يموتون جوعاً في غزة.. حتى متى يمول العالم ذلك؟ - تكنو بلس

nni 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الفلسطينيون يموتون جوعاً في غزة.. حتى متى يمول العالم ذلك؟ - تكنو بلس, اليوم الاثنين 14 أبريل 2025 12:35 صباحاً

القاهرة (خاص عن مصر)- بلغ الوضع في غزة مستوى جديدًا من اليأس، لا يمكن تجاهله أو تبريره، حيث يعاني الفلسطينيون في غزة من واقعٍ وحشيٍّ يسيطر عليه المرض والجوع والعنف.

وبينما وصفت منظمات دولية، مثل منظمة العفو الدولية، أفعال إسرائيل بالإبادة الجماعية، لا يزال المجتمع الدولي يقف مكتوف الأيدي.

إعلان

الفلسطينيون في غزة.. إبادة جماعية مُتكشفة

أمام أنظار العالم، تُدمر غزة ببطءٍ ومنهجية، وفقا لتحليل، أروى المهداوي، بصحيفة الجارديان البريطانية، على مدار الثمانية عشر شهرًا الماضية، أودت موجةٌ متواصلة من العنف بحياةٍ لا تُحصى، ومع ذلك، فهذه ليست مجرد حرب، إنها إبادةٌ واضحةٌ ومُتعمدة  فتدمير غزة يتجاوز بكثير تدمير البنية التحتية؛ إنه اعتداءٌ على جوهر الحياة في المنطقة.

تتوالى الأهوال يوميًا: يُحرق الصحفيون الفلسطينيون أحياءً، ويموت الأطفال وهم نيام، وتُدفن العائلات في مقابر جماعية، وهذه الفظائع ليست حوادث معزولة، بل هي جزء من جهد مُنسّق لمحو الفلسطينيين من أرضهم، وكما تُشير أروى مهداوي، فإن ما يحدث لا يقل عن إبادة جماعية، ومع ذلك، يواصل قادة العالم تمويل آلية هذا التدمير.

التجويع سلاح حرب

من أكثر عناصر هذه الحملة خبثًا حصار الإمدادات الأساسية، والذي تطور الآن إلى ما لا يُمكن وصفه إلا بحملة تجويع، ففي أوائل مارس، قطعت إسرائيل إمدادات الغذاء وأوقفت تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة.

عواقب كارثية

بعتمد القطاع، الذي تحول بالفعل إلى أنقاض، على الموارد الخارجية لتأمين أبسط مقومات البقاء، وكما تصف مهداوي، لا توجد محاصيل تُحصد، ولا إنتاج غذائي محلي يُعيل السكان. والنتيجة موت بطيء ومؤلم لملايين المحاصرين في غزة.

بالإضافة إلى قطع الغذاء، حوّلت إسرائيل المياه إلى سلاح بإغلاقها محطة تحلية المياه الرئيسية في غزة مطلع مارس، مما فاقم المعاناة، فبدون الغذاء والمياه النظيفة والكهرباء، يعاني سكان غزة معاناةً لا إنسانية.

وقد وصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش غزة، بأنها “ساحة قتل”، حيث يُحاصر المدنيون في دوامة لا تنتهي من الموت.

الخطاب السياسي والتحريض على الإبادة الجماعية

وأدى خطاب القادة الإسرائيليين إلى تفاقم الوضع. فالتصريحات العلنية التي تدعو إلى “تحويل الضفة الغربية إلى غزّة”، إلى جانب تصريحات مسؤولين رفيعي المستوى تشير إلى تهجير الفلسطينيين قسرًا إلى دول مثل السودان أو الصومال، تكشف فقط عن المدى الكامل لخطط تفريغ غزة من سكانها، وهذه الخطط ليست خفية؛ بل تُناقش علنًا، ومع ذلك، يواصل المجتمع الدولي تجاهلها.

وفي تصريحٍ مُرعب، ذكر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “خطة ترامب للهجرة الطوعية”، التي تقترح نقل الفلسطينيين من غزة إلى دول أخرى.

هذه الخطة، التي تُردد أصداء طموحاتٍ راسخةٍ بالتهجير، تسعى إلى تهجير الفلسطينيين من وطنهم. هذه الآراء ليست آراءً هامشية، بل هي الخطاب السياسي السائد في إسرائيل اليوم.

أقرا أيضا.. “سيكون الأمر فوضويًا”.. الأمريكيون يذكرون تأثير رسوم ترامب الجمركية على إنفاقهم

تواطؤ الإعلام والصمت الغربي

لا يُمكن المبالغة في تقدير دور الإعلام الغربي في تطبيع هذه الأفعال، وكما يُشير مهداوي، يُسمح لشخصياتٍ مثل يوآف جالانت، وزير الدفاع الإسرائيلي السابق، الذي يواجه مذكرة توقيف بتهمة ارتكاب جرائم حرب، بالظهور في مقابلاتٍ مع وسائل إعلاميةٍ رئيسيةٍ مثل CNN.

بينما يُقتل الصحفيون الفلسطينيون ويُحرقون أحياءً، يُمنح مجرمو الحرب الإسرائيليون منابرَ لمشاركة آرائهم في بيئاتٍ مريحةٍ ومعقمة. يُشير هذا التناقض الصارخ إلى تواطؤ الإعلام الغربي في تمكين التدمير المُستمر لغزة.

علاوةً على ذلك، يتجلى تطبيع خطاب الإبادة الجماعية في الطريقة العفوية التي تُعامل بها التحريضات العلنية الإسرائيلية. فالدعوات إلى القتل الجماعي للرجال الفلسطينيين وفصل النساء والأطفال لا تُقابل بالغضب الذي تستحقه.

ومعظم وسائل الإعلام الدولية إما تتجاهلها أو تقلل من شأنها. وتُعدّ هذه التغطية الانتقائية والمعايير المزدوجة السائدة إدانةً دامغةً للاستجابة العالمية لمعاناة غزة.

الحاجة إلى مساءلة عالمية

لقد ولّى زمن التوسل للتدخل الدولي، فصمت قادة العالم أمام هذه الإبادة الجماعية دليلٌ قاطع على التواطؤ.

وكما تكتب المهداوي في تحليلها، يجب على العالم أن يتوقف عن تطبيع معاناة الفلسطينيين، وأن يواجه حقيقة أن هذه ليست قضيةً بعيدة، بل هي قضية عالمية تُموّل بأموال دافعي الضرائب من الولايات المتحدة ودول أخرى.

الفظائع في غزة ليست معزولة؛ بل هي جزء من نمط أوسع من العنف الممنهج ضد الفلسطينيين، والذي سُمح له بالاستمرار دون عقاب.

كما يقول عمر العقاد بقوة: “في يومٍ ما، عندما يكون الوضع آمنًا، وعندما لا يكون هناك أي ضرر شخصي في تسمية الأمر بمسماه، وعندما يفوت الأوان لمحاسبة أي شخص، سيكون الجميع قد عارضوا هذا الأمر”. ولكن بحلول ذلك الوقت، سيكون الأوان قد فات. الآن هو وقت التحرك.

يبقى السؤال: إلى متى سيتسامح العالم مع هذه الإبادة الجماعية؟ إلى متى سيقف المجتمع الدولي مكتوف الأيدي بينما تتحول غزة إلى ساحة قتل؟

إعلان

نسخ الرابط تم نسخ الرابط

قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : الفلسطينيون يموتون جوعاً في غزة.. حتى متى يمول العالم ذلك؟ - تكنو بلس, اليوم الاثنين 14 أبريل 2025 12:35 صباحاً

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق