أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الأحد، أنه استهدف المستشفى المعمداني (الأهلي) شمال قطاع غزة، زاعمًا أنه كان يُستخدم كمركز قيادة وتحكم تابع لحركة حماس، فيما أثار الهجوم موجة من الإدانة والاستنكار الفلسطيني والدولي.

وصرّح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن "الغارة استهدفت مجمعًا للقيادة والسيطرة تابعًا لحماس داخل المستشفى"، مضيفًا أن "العملية نُفذت بعد اتخاذ خطوات للحد من الأضرار المدنية، باستخدام ذخائر دقيقة".

ومن جانبهم، أفاد مسعفون في المستشفى أن صاروخين أصابا المبنى الرئيسي، ما أدى إلى تدمير قسم الطوارئ والاستقبال، وإلحاق أضرار بمبانٍ أخرى داخل المجمع الطبي. وأكدوا أن عائلات نازحة ومرضى أُجبروا على الفرار من المكان تحت وقع الصدمة والدمار.

ووفقًا لمصادر طبية، تم إخلاء المستشفى بشكل عاجل بعد تلقي اتصال هاتفي من جهة زعمت أنها تابعة للأمن الإسرائيلي، حذّرت فيه من هجوم وشيك، ولم ترد تقارير رسمية عن وقوع ضحايا في الهجوم، حسبما أفاد الدفاع المدني الفلسطيني، أما صور متداولة على منصات التواصل الاجتماعي – لم يتم التحقق من صحتها بعد – أظهرت عشرات المرضى يُسحبون على الأسرة إلى خارج المستشفى، وسط حالة من الهلع والدمار.

ونددت وزارة الخارجية الفلسطينية بما وصفته بـ"القصف الوحشي"، معتبرة أن تدمير المستشفى بالكامل وتشريد المرضى والجرحى "ما كان ليحدث لولا تواطؤ المجتمع الدولي وتقاعسه عن تحمل مسؤولياته القانونية والإنسانية".

أما حركة حماس، فقد وصفت في بيان صادر عن مكتبها الإعلامي الهجوم بـ"الجريمة الجديدة المروعة"، مشيرة إلى أن هذا الاستهداف "يأتي ضمن خطة ممنهجة لتدمير ما تبقى من المنظومة الصحية في غزة".

وأكدت الحركة أن "الاحتلال دمّر عمدًا 34 مستشفى منذ بداية العدوان، إلى جانب العشرات من المراكز الطبية"، في خرق فاضح لاتفاقيات جنيف والقانون الدولي الإنساني.

وفي سياق متصل، قالت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) إن ما لا يقل عن 8 مدنيين، بينهم امرأة، قتلوا في غارات جوية استهدفت مناطق متفرقة من وسط وشمال قطاع غزة.

كما أفادت وسائل إعلام تابعة لحماس بأن مدير مركز شرطة غرب خان يونس قُتل في غارة إسرائيلية جنوب القطاع.

يُذكر أن المستشفى المعمداني كان قد تعرض لانفجار كبير في أكتوبر 2023، حيث اتهمت حماس إسرائيل بشن غارة جوية أدت إلى مقتل مئات المدنيين، في حادثة أثارت حينها موجة غضب عالمي.