كتب .. مصطفى محمود

حذرت منسقة الأمم المتحدة المقيمة ومنسقة الشؤون الإنسانية في السودان، كليمنتاين نكويتا – سلامي، من تفاقم الأوضاع الإنسانية في السودان مع اقتراب الصراع المسلح من عامه الثاني، مؤكدة ارتفاع مخاطر المجاعة في عدد من المناطق، وسط نقص حاد في التمويل اللازم للاستجابة الإنسانية.

وقالت المسؤولة الأممية في بيان نشره مركز إعلام الأمم المتحدة إن "الوضع في السودان كارثي"، مشيرة إلى أن أكثر من 12 مليون شخص نزحوا قسريًا، في ما وصفته بأسوأ أزمة نزوح يشهدها العالم حاليًا.

وأضافت: "الناس في وضع يائس. يجب عدم نسيان الرجال والنساء والأطفال الذين وجدوا أنفسهم في هذا المأزق الإنساني في لحظة حرجة".

وأعربت "نكويتا – سلامي" عن قلقها العميق من المجاعة المؤكدة في مخيم زمزم شمال دارفور، حيث يواجه المدنيون نقصًا حادًا في الغذاء والمياه والأدوية، وسط ارتفاع جنوني في أسعار السلع الأساسية. كما لفتت إلى أن مناطق أخرى مثل الخرطوم، وكردفان، والنيل الأزرق معرضة بشكل خطير لخطر المجاعة.

وأكدت استمرار حصار مدينة الفاشر، وقالت إن سكانها "يتعرضون لقصف يومي وتشريد قسري وتدهور متسارع في الأوضاع الإنسانية".

وتابعت  منسقة الشؤون الإنسانية إن خطة الأمم المتحدة لعام 2024 تسعى إلى جمع 4.2 مليار دولار لدعم نحو 30 مليون شخص، لكن التمويل المتاح لا يزال بعيدًا جدًا عن هذا الهدف.

وأشارت إلى أن بعض الجهات المانحة أبلغت عن تقليص التمويل، مما يزيد من صعوبة الاستجابة العاجلة للاحتياجات الملحّة.

ورغم غياب أي أفق سياسي أو وقف لإطلاق النار، شددت نكويتا – سلامي على أن "العمل الإنساني لا يمكن أن ينتظر"، مؤكدة استمرار الجهود لإيصال المساعدات عبر الخطوط الأمامية والحدود الدولية، مع ضرورة الحفاظ على الاتفاقات مع جميع الجماعات المسلحة لتسهيل الوصول.

كما لفت إلى أن الأمم المتحدة لا تعمل وحدها، بل بالتنسيق مع منظمات غير حكومية دولية ووطنية، بينها منظمات تقودها نساء، وصفتهم بأنهم "في الخطوط الأمامية" للاستجابة.