ابوظبي - ياسر ابراهيم - السبت 12 أبريل 2025 11:50 مساءً - توقع تقرير «الفرص المستقبلية: 50 فرصة عالمية» الصادر عن مؤسسة دبي للمستقبل، ارتفاع الاستثمار الرقمي في قطاعات الأمن والاستجابة للطوارئ ليصل حجم الإنفاق في هذه القطاعات إلى مستويات غير مسبوقة، إلى 488 مليار دولار عام 2025، كما يشير التقرير إلى إمكانية تأثر 60 % من الوظائف الحالية بالتحولات التقنية والرقمنة.

وشدد التقرير على ضرورة تبني الدول والمؤسسات لاستراتيجيات أمنية متطورة لمواجهة التحولات العالمية المتسارعة على الأصعدة التقنية والاقتصادية والاجتماعية، مع توقع أن يسهم الاستثمار في أدوات الأمن الاستباقي في حماية المنشآت وسلاسل التوريد الحيوية، وخاصةً في ظل الارتفاع المتزايد في الإنفاق على الأمن السيبراني والتقنيات الحديثة.

الأمن الاستباقي

وأشار التقرير إلى أن مفهوم «الأمن الاستباقي» يتمثل في القدرة على توقع المخاطر قبل وقوعها والعمل على تهيئة البنية التحتية والسياسات والإجراءات اللازمة لمواجهتها.

وتُظهر المؤشرات أن التحولات الرقمية قد تؤثر في 60 % من الوظائف الحالية، ما يستدعي الاستثمار في التقنيات الذكية والابتكارية لتوفير آليات رصد وتحليل المخاطر المحتملة.

كما أكد التقرير تصاعد التحديات في مجالات التكنولوجيا الحيوية وتبادل البيانات، حيث يتوقع الخبراء استمرار تفاقم التهديدات السيبرانية وتنوع أساليب الجرائم الإلكترونية.

وأوضح التقرير أهمية تبني حلول تجمع بين الذكاء الاصطناعي والتحليلات المتقدمة لتوفير آليات أمنية استباقية قادرة على التعامل مع الهجمات السيبرانية قبل وقوعها، مع ضرورة تعزيز الثقة من خلال إصدار تشريعات وتنظيمات حديثة وتقنيات تشفير وتأمين متطورة.

استثمارات مستقبلية

وفي ما يتعلق بالاستثمارات المستقبلية، توقع التقرير ارتفاع حجم سوق الأمن السيبراني ليصل إلى أكثر من 488 مليار دولار عام 2025، إذ يُعزى هذا النمو إلى زيادة الوعي العالمي بأهمية حماية البيانات والأصول الرقمية وضمان استمرارية الأعمال دون انقطاع.

كما أوضح أن تطوير البنى التشريعية وتوسيع الشراكات الدولية يُعدان من الركائز الأساسية لتأمين البنية التحتية الرقمية على مستوى عالمي، مع ضرورة تبادل الخبرات والتقنيات بين الدول لمواجهة التهديدات العابرة للحدود.

الأمن السيبراني

وتشير التوقعات إلى أن قيمة سوق الأمن السيبراني ترتفع بشكل مطرد، مدفوعة بتزايد الوعي بأهمية حماية البيانات والأصول الرقمية، فضلاً عن التزام المؤسسات بضمان استمرارية الأعمال دون انقطاع. كما يفرض النمو المتواصل في القطاعات الرقمية والخدمات الذكية على الحكومات والشركات استثماراً أكبر في تقنيات الأمن السيبراني.

وشدد التقرير على أن الأمن الاستباقي ليس خياراً، بل ضرورة ملحة في ظل تسارع التحولات التكنولوجية، مع توقع الخبراء أن تبني استراتيجيات استباقية فعّالة سيسهم في حماية المكتسبات وتحقيق الاستقرار العالمي، ما يفتح آفاقاً جديدة للتعاون الدولي والاستثمار في حلول تقنية متقدمة تواكب تحديات المستقبل.

النمو التقني

وتوقع التقرير أن يواكب النمو التقني إصدار تشريعات أكثر شمولاً لتنظيم عمليات تبادل البيانات وحماية الخصوصية، ما يعزز الثقة بالمنظومة الرقمية ويسهم في استقطاب المزيد من الاستثمارات، ويوسع مفهوم الشراكات الدولية نظراً لطبيعة المخاطر العابرة للحدود، حيث ستتجه الدول والمؤسسات إلى بناء شراكات استراتيجية لتبادل الخبرات والتقنيات وتوحيد الجهود في مواجهة التهديدات الإلكترونية.

وأوضح التقرير أن تحقيق التوازن بين توسيع الاستثمارات في مجال الأمن الاستباقي وضمان الاستفادة المثلى من التطور التقني يمثل تحدياً مهماً، ما يتطلب تخصيص موارد مالية وبشرية كافية، وتبني استراتيجيات إدارة أخطار واضحة، وخاصةً في ظل تزايد مطالب الأفراد والمؤسسات بضرورة توفير بنية تحتية ذكية قادرة على صد الهجمات الإلكترونية وتخفيف آثارها.

جودة الحياة

يشار إلى أن «تقرير الفرص المستقبلية: 50 فرصة عالمية» الصادر عن مؤسسة دبي للمستقبل، يتناول أهم 10 توجهات عالمية كبرى ستؤثر بشكل إيجابي في جودة حياة المجتمعات وتطور القطاعات والاقتصادات وتعزيز أداء الحكومات على مستوى العالم خلال السنوات والعقود المقبلة.

وترتكز هذه التوجهات على مؤشرات مهمة ومتنوعة مثل توسع شبكات الاتصال من الجيل السادس، وتسارع تطور الذكاء الاصطناعي، وتطوّر تقنيات الطاقة، وزيادة الاعتماد على الروبوتات والطائرات بدون طيار.

وتتوزع الفرص الواردة في التقرير على 5 محاور رئيسة تشمل الصحة، والطبيعة والاستدامة، وتمكين المجتمعات، وتحسين الأنظمة، والابتكارات المستقبلية. وتم إعداد التقرير بالتعاون مع شركاء مؤسسة دبي للمستقبل وعشرات الخبراء العالميين من مختلف الجهات الحكومية والخاصة والأكاديمية والبحثية حول العالم.

ياسر ابراهيم

كاتب محتوى باللغة العربية شغف بالبحث والإطلاع بجانب دقة في مراعاة قواعد اللغة وعلامات الترقيم