يؤكد الأطباء دائما على أهمية الفعل البسيط والفعال المتمثل في تدليك الرضع. لذلك، تم تخصيص يوم لتعزيز الوعي بأهمية هذه الممارسة، ليس فقط لأنها مهمة لصحة الطفل، ولكن أيضا لتعميق الروابط العاطفية بين الآباء وأطفالهم الصغار. يعرف هذا اليوم باسم يوم تدليك الأطفال.

إن تدليك طفلك ليس فقط مجرد وسيلة رائعة لتعزيز النمو الصحي البدني والعاطفي لدى الأطفال الرضع، ولكن في الوقت ذاته تعد هذه الممارسة روتينا يوميا هادئا، يساعد على توفير الراحة لكل من الطفل والوالد على حد سواء.

وفي التقرير التالي، نستعرض معكم طريقة تدليك الطفل، أو كيف نقوم بعمل مساج للطفل. بالإضافة إلى فوائد هذا الروتين اليومي الذي يجب أن نواظب عليه مع أطفالنا الرضع.

يتساءل البعض: كيف أقوم بعمل مساج لطفلي؟ وفي الواقع، تجدر هنا الإشارة إلى أن جذور ممارسة تدليك الأطفال تمتد لآلاف السنين، حيث كانت الحضارات القديمة في مناطق مثل الهند والصين ومصر تمارسها كجزء من طقوس العلاج والرعاية الصحية للأطفال.

اختيار المكان والوقت المناسبين

يعد أفضل وقت للتدليك عندما يكون الطفل مستيقظا وهادئا، وليس جائعا أو متعبا، أو بعد التطعيم مباشرة. كما يجب عليك اختيار مكان دافئ ومريح، مثل غرفة هادئة، أو على منشفة ناعمة على الأرض. وتأكد من أن يديك دافئتان ونظيفتان.

زيوت طبيعية

استخدم زيتا طبيعيا وآمنا لبشرة الطفل الحساسة، مثل زيت اللوز الحلو، زيت جوز الهند المكرر، أو زيت الزيتون النقي بكمية صغيرة لتسهيل حركة اليدين ومنع الاحتكاك. وتجنب الزيوت العطرية القوية في الأشهر الأولى.

خطوات تدليك الطفل

. ابدأ بتدفئة الزيت بين يديك.

. أمسك بساق الطفل بإحدى يديك من أعلى الفخذ، واستخدم اليد الأخرى لعمل حركات دائرية لطيفة من الفخذ إلى الكاحل. كرر ذلك عدة مرات لكل ساق.

. دلك القدمين بلطف، افرك باطن القدم بأصابعك، ودلك كل إصبع على حدة بحركات دائرية صغيرة.

. أمسك بذراع الطفل بإحدى يديك من الكتف، واستخدم اليد الأخرى لعمل حركات دائرية لطيفة من الكتف إلى الرسغ. كرر ذلك عدة مرات لكل ذراع.

. دلك اليدين بلطف، افرك راحة اليد بأصابعك، ودلك كل إصبع على حدة بحركات دائرية صغيرة.

. ضعي كمية صغيرة من الزيت على بطن الطفل.

. باستخدام أطراف أصابعك، قومي بعمل حركات دائرية لطيفة في اتجاه عقارب الساعة حول سرة البطن. تجنبي الضغط المباشر على السرة حديثة الولادة.

. ضعي كمية صغيرة من الزيت على صدر الطفل.

. ابدئي من منتصف الصدر، وحركي يديك بلطف للخارج باتجاه الكتفين على شكل قلب مفتوح.

. ضعي الطفل على بطنه.

. ابدئي من أعلى الظهر، وحركي يديك بلطف لأسفل العمود الفقري بحركات طويلة ومستقيمة. تجنبي الضغط المباشر على العمود الفقري.

. ضعي كمية صغيرة من الزيت على أطراف أصابعك.

. دلكي جبهة الطفل بحركات لطيفة من المنتصف للخارج. ثم دلكي الوجنتين بحركات دائرية صغيرة. وكذلك دلكي منطقة الفك بحركات لطيفة من الذقن باتجاه الأذنين.

. دلكي فروة الرأس بلطف بأطراف أصابعك بحركات دائرية صغيرة.

مدة تدليك الطفل

ابدئي بجلسات قصيرة تتراوح بين 5 إلى 10 دقائق للرضع الصغار، وزيدي المدة تدريجيا مع نمو الطفل لتصل إلى 15-20 دقيقة. كما يمكنك تدليك طفلك مرة أو مرتين يوميا، حسب رغبتك ورغبة طفلك.

إذا كنت تتساءل عن السن المناسب لبدء تدليك الطفل، ففي الواقع، لا يوجد سن مثالي، بل يتوقف الأمر بالأساس على مدى استعداد الطفل والأم. لذلك، وبشكل عام، يمكن البدء في تدليك الطفل بعد الولادة. حتى الرضيع الصغير يحتاج إلى التدليك، ويمكن أن يستفيد من هذه اللمسات الحانية.

ومع ذلك، هناك بعض الاعتبارات الهامة التي يجب أخذها في الحسبان مع المولود الجديد، أهمها أن تكون اللمسات المتبعة لطيفة وحذرة، خاصة في الأسابيع الأولى من حياة الطفل، إذ يكون جسمه لا يزال حساسا. لذلك، يجب أن يركز التدليك في هذه المرحلة على لمسات خفيفة ولطيفة للغاية.

إن ممارسة تدليك الأطفال تحمل في طياتها فوائد صحية جمة للرضع. وفي السطور التالية، نستعرض معكم فوائد تدليك الطفل.

تهدئة الصغار

يعتبر تدليك الرضع وسيلة فعالة لتهدئة الصغار، حيث يساهم في خفض مستويات هرمونات التوتر لديهم، ويعزز حالة الاسترخاء العميق.

تخفيف الغازات والمغص

يلعب هذا النوع من التدليك دورا هاما في دعم النمو الصحي للعضلات وتخفيف حدة الانزعاج الناتج عن الغازات المعوية والمغص الذي قد يصيب الأطفال في هذه المرحلة العمرية.

تحسين الدورة الدموية

تساعد ممارسة التدليك على تنشيط الدورة الدموية وتوصيل الأكسجين والمغذيات بشكل أفضل إلى جميع أنحاء الجسم.

تعزيز الصحة النفسية للطفل

من خلال ممارسة التدليك، يكتسب الآباء مهارة فهم الإشارات غير اللفظية التي يعبر بها أطفالهم عن احتياجاتهم ومشاعرهم، مما يرسخ لديهم شعورا عميقا بالأمان والثقة في محيطهم. وبشكل عام، يمكن القول إن تدليك الأطفال لا يعزز فقط صحتهم البدنية، بل يساهم أيضا في خلق بيئة محبة وداعمة لازدهارهم ونموهم.

تعزيز الروابط العاطفية

لا تقتصر فوائد تدليك الأطفال على الجانب الجسدي فحسب، بل تمتد لتشمل تعزيز الروابط العاطفية القوية بين الوالدين والرضيع. هذا الترابط الوثيق يعتبر أساسا متينا لنمو الطفل العاطفي والنفسي السليم.

تعزيز ثقة الآباء في قدراتهم

الآباء والأمهات الذين يخصصون وقتا لتدليك أطفالهم غالبا ما يكتسبون شعورا أكبر بالثقة في قدرتهم على تقديم الرعاية المثلى لأطفالهم، وينعمون بعلاقة أكثر قوة وتماسكا معهم.

يعتبر التدليك أداة قوية لتخفيف الانزعاج وتهدئته المغص في حالة الطفل المملوع. لذلك، يمكن اتباع مجموعة من الخطوات التي تساعد على تخفيف معاناة الطفل.

تدليك البطن بحركة دائرية

ضع يدك بشكل مسطح على بطن طفلك أسفل القفص الصدري. وابدأ بتدليك البطن بحركات دائرية لطيفة في اتجاه عقارب الساعة. هذه الحركة تتبع مسار القولون، ويمكن أن تساعد في تحريك الغازات.

حركة دراجة الساقين

أمسك ساقي طفلك بلطف، وحرك ساقي طفلك كما لو كان يركب دراجة، بالتناوب بين ثني وفرد كل ساق. هذه الحركة تساعد في الضغط اللطيف على البطن وتسهيل خروج الغازات.

الضغط اللطيف على الركبتين والقدمين

اثن ساقي طفلك برفق نحو بطنه، واضغط برفق على ركبتيه وقدميه نحو البطن لبضع ثوان ثم حررهما. ثم كرر هذه الحركة بلطف عدة مرات.