كتب .. مصطفى محمود

كشفت مصادر مطلعة لوكالة "فرانس برس" أن الجيش اللبناني سيطر على غالبية المواقع العسكرية التابعة لحزب الله جنوب نهر الليطاني، تنفيذًا لبنود اتفاق وقف إطلاق النار الموقع أواخر نوفمبر الماضي، بعد أشهر من تصاعد التوتر بين الحزب وإسرائيل على خلفية الحرب في غزة.

وأوضح مصدر مقرّب من حزب الله أن الحزب سلّم قرابة 190 من أصل 265 نقطة عسكرية كانت تابعة له جنوب الليطاني، أي ما يعادل أكثر من 70% من انتشاره العسكري في المنطقة، مشيرًا إلى أن الخطوة تأتي في إطار تطبيق الاتفاق الذي نصّ على حصر الوجود العسكري في الجنوب بقوات اليونيفيل والجيش اللبناني فقط.

وشكّلت الحرب المفتوحة التي اندلعت في سبتمبر 2024 بين حزب الله وإسرائيل تحولًا جذريًا في توازن القوى، حيث أُضعف الحزب بشكل ملحوظ، وتعرض لفقدان قيادات بارزة، من بينهم أمينه العام السابق حسن نصرالله، وفق ما أفادت مصادر متعددة.

وأفاد مصدر أمني بأن الجيش اللبناني فكك معظم المواقع العسكرية التابعة للحزب جنوب الليطاني، بالتعاون مع قوات اليونيفيل، مؤكدًا أن لبنان بات في الخطوات الأخيرة لإنهاء الوجود الأمني للحزب في المنطقة.

وفي السياق، شددت نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس، خلال زيارة إلى بيروت، على أن هناك "فرصة ذهبية" للبنان لتطبيق قرار وقف الأعمال العدائية، مؤكدة أن "الجيش اللبناني قادر تمامًا على نزع سلاح حزب الله وكافة الميليشيات"، وداعية إلى احتكار الدولة للسلاح.

وأكد الرئيس اللبناني جوزاف عون التزامه "بحصر السلاح بيد الدولة اللبنانية"، معتبرًا أن تحقيق هذا الهدف يستوجب الحوار الوطني، كما أعلن قرب البدء في صياغة "استراتيجية الأمن الوطني"، في إشارة إلى التحول المرتقب في المعادلة الأمنية في البلاد.

ورغم الاتفاق، لا تزال إسرائيل تشن غارات متفرقة على مواقع تزعم أنها تابعة لحزب الله في الجنوب، كما أبقت على انتشارها في خمس مرتفعات استراتيجية على الحدود اللبنانية، ما يعكس توترا مستمرًا وتوجسًا من إعادة تجذّر الحزب عسكريًا في الجنوب.

يُذكر أن حزب الله هو الفصيل اللبناني الوحيد الذي احتفظ بسلاحه بعد الحرب الأهلية (1975-1990) تحت شعار "المقاومة" ضد الاحتلال الإسرائيلي، لكن التطورات الأخيرة، بما فيها الحرب الأخيرة وخسائره القيادية، دفعت باتجاه تغيير جذري في وضعيته العسكرية جنوب البلاد.