المتداول: فيديو يظهر، وفقاً للمزاعم، "إعلان الرئيس الانتقالي السوري أحمد الشرع استعداده الكامل للتعاون مع اسرائيل". 

الا أنّ هذا الزعم خاطئ.

الحقيقة:  المقطع مجتزأ من فيديو أطول يعود الى 4 شباط 2025، وكان الشرع يتكلم فيه على العلاقات بتركيا والتعاون معها، وليس مع اسرائيل، وذلك خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في أنقرة. FactCheck#

"النّهار" دقّقت من أجلكم

26 ثانية. الكاميرا تركز على الرئيس الانتقالي السوري أحمد الشرع الذي كان واقفا وراء منصة قائلا (من دون تدخل): "كذلك ضرورة الضغط الدولي على إسرائيل للانسحاب من المنطقة العازلة في جنوب سوريا وتطبيق اتفاق 1974. وأبدينا استعدادنا الكامل من طرفنا. وفي ذات الوقت، سنعزز التبادل التجاري والشركات الاستثمارية بين البلدين، وخاصة في مجال إعادة إعمار البنية التحتية، بما يحقق التعافي الاقتصادي ويؤسس لمستقبل تنموي أفضل".

وكٌتب على الفيديو الذي حمل أعلاه الى اليمين شعار "الشرق": الرئيس السوري يبدي استعداده الكامل للتعاون مع اسرائيل". ونشرته حسابات عدة بهذا الشرح.  

لقطة من الفيديو المتناقل بالمزاعم الخاطئة (فايسبوك).

حقيقة الفيديو 

الا ان هذه المزاعم غير صحيحة، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقتها.

فالبحث عن المقطع، بتجزئته الى صور ثابتة (Invid)، يوصلنا اليه منشورا بنسخة أطول (39 ثانية) في حساب قناة "الشرق للأخبار" في تيك توك وحسابات أخرى تابعة لها، في 4 شباط 2025، بعنوان: "الرئيس السوري أحمد الشرع: طالبنا بالضغط الدولي على إسرائيل للانسحاب من المنطقة العازلة في جنوب سوريا وتطبيق اتفاق 1974". 

@asharqnews

الرئيس السوري أحمد الشرع: طالبنا بالضغط الدولي على إسرائيل للانسحاب من المنطقة العازلة في جنوب سوريا وتطبيق اتفاق 1974 #الشرق #الشرق_للأخبار

♬ original sound - Asharq News الشرق للأخبار

لقطة من الفيديو المنشور في حساب قناة الشرق للاخبار في تيك توك في 4 شباط 2025

لقطة من الفيديو المنشور في صفحة الشرق للأخبار- سوريا في الفايسبوك، في 4 شباط 2025

ويبدأ هذا المقطع الاصلي الأطول بقول الشرع: "وقد تشاورنا خلال الاجتماع حول التهديدات التي تحول دون استكمال وحدة الأراضي السورية في شمال شرق سوريا، وتناولنا كذلك ضرورة الضغط الدولي على إسرائيل للانسحاب من المنطقة العازلة في جنوب سوريا...". 

والاجتماع الذي قصده الشرع في كلامه هو لقاؤه الرئيس التركي رجب طيب اردوغان في القصر الرئاسي في أنقرة، في 4 شباط 2025. في الواقع، تكشف نشرتها قنوات و عربية الى يسار خلال مؤتمر صحافي عقداه &t=1s.   

ويمكن الاستماع الى الكلمة الكاملة للشرع في وايضا ابتداء من التوقيت 10.05 في . 

وفي كلمته، لم يأت الشرع على ذكر التعاون مع اسرائيل ولم يقل انه مستعد للتعاون معها، بل تكلّم على العلاقات مع تركيا والتعاون معها وسبل تطويرها. 

وما قاله (من دون تدخل): "أتقدم بخالص الشكر والتقدير لفخامة الرئيس التركي رجب طيب اردوغان على دعوته الكريمة لزيارة جمهورية تركية، وعلى الحفاوة والكرم اللذين عهدناهما من إخوتنا الأتراك. ولا شك أن الشعب السوري لن ينسى الوقفة التاريخية للدولة التركية، مؤسسات وشعبا، حينما فتحوا بلادهم لملايين اللاجئين، والتي وصلت ذروتها عندما اختلط دم التركي بالسوري في معارك التحرير طيلة السنوات الماضية. وما زال الدعم الكبير ملموسا عبر مساعي تركيا المتواصلة لإنجاح القيادة الحالية في سوريا، سياسيا واقتصاديا، بما يضمن استقلال ووحدة وسيادة الأراضي السورية وسلامتها.

إن العلاقة بين جمهورية السورية والجمهورية التركية ممتدة عبر التاريخ، مشتركة في الجغرافيا، متواصلة عبر نسيج اجتماعي واحد. وإن الثورة السورية والتفاعل التركي معها، رغم التحديات الصعبة للقيادة التركية وشعبها، عزز هذه العلاقات. واليوم هناك علاقات أخوية متميزة بين الشعبين، وستكون ممتدة لأجيال عبر الزمن.

كما نؤكد على تحويل هذه العلاقات إلى شراكة استراتيجية عميقة في كافة المجالات، لتحقيق الخير والازدهار لشعبينا. وقد بدأنا العمل ضمن هذا الإطار على التعاون المشترك في كافة الملفات الإنسانية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية. وإننا نعمل معا على بقية الملفات الاستراتيجية الكبرى، وعلى رأسها بناء استراتيجية مشتركة لمواجهة التهديدات الأمنية في المنطقة، وبما يضمن أمن واستقرار مستدامين للجمهوريتين السورية والتركية.

وقد تشاورنا خلال الاجتماع حول التهديدات التي تحول دون استكمال وحدة الأراضي السورية في شمال شرق سوريا.  وتناولنا كذلك ضرورة الضغط الدولي على إسرائيل للانسحاب من المنطقة العازلة في جنوب سوريا وتطبيق اتفاق 1974. وبدأنا استعدادنا الكامل من طرفنا، وفي ذات الوقت سنعزز التبادل التجاري والشركات الاستثمارية بين البلدين، وخاصة في مجال إعادة إعمار البنية التحتية، بما يحقق التعافي الاقتصادي ويؤسس لمستقبل تنموي أفضل.

نجدد شكرنا وامتناننا لهذه الدعوة الكريمة، وما لمسناه من أجواء إيجابية أثناء المحادثات، ونثمن لفخامة الرئيس رجب طيب اردوغان سعيه وحرصه الكبير على التعاون لإنجاح المرحلة الانتقالية، بما سيعود بالأمن والاستقرار لكامل المنطقة. وأتشرف بالختام بدعوة فخامة الرئيس رجب طيب اردوغان لزيارة سوريا في أقرب فرصة". 

وقد أجرى الشرع محادثات مع اردوغان في أنقرة، الثلثاء 4 شباط، في ثاني زيارة رسمية له بعد السعودية. وقد بدأت المحادثات بعيد وصول الشرع الى العاصمة التركية في طائرة تركية رسمية، وفقا لما ذكرت وكالة "فرانس برس". 

وقال الرئيس التركي خلال المؤتمر الصحافي المشترك مع الشرع في ختام محادثاتهما: "أودّ أن أعرب عن ارتياحنا للالتزام القوي الذي أظهره أخي أحمد الشرع في مكافحة الإرهاب".

تقييمنا النهائي: اذاً، ليس صحيحاً أن الفيديو المتناقل يظهر "اعلان الرئيس الانتقالي السوري أحمد الشرع استعداده الكامل للتعاون مع اسرائيل". في الواقع، المقطع مجتزأ من فيديو أطول يعود الى 4 شباط 2025، وكان الشرع يتكلم فيه على العلاقات بتركيا والتعاون معها، وليس مع اسرائيل، وذلك خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في أنقرة.