هل يمكن لروسيا أن تكون وسيطاً في أيّ اتفاق بين إيران وأميركا؟ - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
هل يمكن لروسيا أن تكون وسيطاً في أيّ اتفاق بين إيران وأميركا؟ - تكنو بلس, اليوم السبت 12 أبريل 2025 06:27 صباحاً

تتجلى أهمية دور روسيا في أي اتفاق محتمل بين الولايات المتحدة وإيران في سياق العلاقات المعقدة والمتشابكة بين هذه الدول، والتحديات التي تواجهها على الصعيدين الإقليمي والدولي، ومنذ توقيع الاتفاق النووي الإيراني عام 2015، كان لموسكو دور محوري كوسيط وشريك في الحوار بين طهران والغرب.

حالياً، ومع تصاعد التوترات الأميركية - الإيرانية في الفترة الأخيرة إثر الحملة العسكرية الأميركية على الحوثيين في اليمن وضغط الرئيس الأميركي دونالد ترامب المتواصل لعقد اتفاق جديد مع طهران، تبرز أهمية دور روسيا كوسيط من أجل تحقيق الاستقرار في المنطقة وتعزيز مصالحها الاستراتيجية، لكن هل تمتلك القدرة على القيام بدور الوسيط بين الجانبين؟ وما مصلحتها في تسهيل اتفاق ينهي التوترات في المنطقة؟ والأهم هل ترغب أميركا في دور روسي بهذا الشأن؟

 

طبيعة الدور الروسي وفائدته
ويرى المختص في الشأن الروسي هاني شادي أن موسكو، التي كانت لها مساهمة كبيرة في الاتفاق النووي السابق، تسعى لتأكيد حضورها في المفاوضات الجديدة.

وإذ يشير  شادي، في حديث مع "النهار"، إلى رغبة ترامب في إجراء مفاوضات مباشرة مع إيران واحتمال أن يكون دور روسيا مجرد "ساعي بريد" ينقل المطالب الأميركية، يؤكد أيضاً أن أهمية موسكو تكمن في اتفاقها مع واشنطن على منع طهران من تطوير سلاح نووي وحماية أمن إسرائيل.

 

دمج الدور الروسي في صفقة أوسع

ويعرض هاني الفكرة القائلة بأن وساطة روسيا قد تساعدها على تحقيق مكاسب في سياق الأزمة الأوكرانية. ولكن يحذر من أن الوضع معقد، فـ"خسارة روسيا لسوريا أضعفت موقفها في المنطقة، وهو ما قد يؤثر على ما يمكنها تقديمه في أي اتفاق مقبل".

ويُذكّر بأن مجلس الدوما الروسي صدّق أخيراً على اتفاقية شراكة استراتيجية مع طهران، لكن المسؤولين الروس أكدوا أنها لا تعني التزام موسكو بتقديم دعم عسكري في حال تعرّض إيران لهجوم أميركي.

 

اتفاقات على حساب إيران
ويؤكد هاني أن مخاوف إيران من دور روسيا في المفاوضات "مشروعة إلى حد ما"، ولكنه يستبعد تخلي موسكو عن علاقاتها مع طهران التي تعتبرها "ورقة رابحة".

وفي إطار ذلك، يشير إلى أن "روسيا تأمل أن تساعد هذه الوساطة على تعزيز موقفها حتى في الأوقات العصيبة. وهي في الوقت ذاته لن تفك ارتباطها مع إيران أو الصين، خاصة في ظل حسابات ترامب المعقدة".

 

دور روسي غير مرغوب أميركياً

ويرى الكاتب والمحلل السياسي حسن منيمنة أن أي دور روسي في الوساطة بين واشنطن وطهران، لا بد من أن يسبقه ترتيب للعلاقات بين موسكو وواشنطن، وهو أمر لم يتحقق بعد. ويضيف أن دور موسكو في المرحلة الحالية قد يقتصر على تمرير الرسائل، دون أن يكون هذا الممر هو المفضل من وجهة النظر الأميركية.

ويؤكد منيمنة أن "المقاربة التي تتبعها الإدارة الأميركية الحالية في علاقاتها الدولية هي المقاربة الثنائية، وفي الملف الإيراني تحديداً، لا ترى الولايات المتحدة فائدة من إشراك روسيا في أي اتفاق".

ويضيف أن "تفكيك العلاقات التي تجمع الخصوم هو منهج أميركي ثابت، وأن القناعة السائدة في واشنطن هي أن ما يجمع الصين وروسيا وإيران ليس المصالح الموضوعية بقدر ما هو خصومة كل منها مع الولايات المتحدة"، مشيراً إلى أن "أي توافق أو اتفاق مع أي من هذه الأطراف سيشدد على العلاقات الثنائية وسيسعى إلى فصل الطرف المشارك فيه عن الطرفين الآخرين".

 

تصفية كاملة لـ"محور المقاومة"؟

وبحسب منيمنة، فإن مضمون الاتفاق الذي تسعى إليه واشنطن مع طهران واضح، وهو "ضمان ألا يكون البرنامج النووي ذا طابع عسكري، بما في ذلك تقييد التخصيب (أو حتى إيقافه) وتفكيك أجهزة الطرد وتشديد الرقابة، ثم خفض البرنامج الصاروخي إلى حدود ينتفي معها أي تهديد يمكن أن يشكله، والتصفية الكاملة لمحور المقاومة". ويرى أن التصور الأميركي هو أن الطرف الإيراني قد يجد أن القبول بهذه البنود "أمر لا مفرّ منه".

ويتابع منيمنة قائلاً إنه "من وجهة النظر الأميركية لا علاقة لموسكو بأي من هذه البنود، وليس لديها ما بوسعها أن تضيفه لا سلباً ولا إيجاباً".

في المجمل، يظهر أن دور روسيا في المفاوضات النووية الإيرانية سيكون ثانوياً، ويواجه عوائق، نظراً إلى التقاطعات بين الملفات الدولية المختلفة، كذلك فإن تداخل المصالح سيؤثر حتماً على نتائج هذه المفاوضات وأي خطوات جديدة نحو اتفاق قد تتطلب معالجة دقيقة للتوازنات الحالية وسط مخاوف حقيقية من تغيرات قد تضر بمصالح إيران وروسيا على حد سواء.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق