عيون العالم على اللقاء "النووي" بين أميركا وإيران في عُمان... كيف تحوّلت السلطنة وسيطاً محايداً؟ - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
عيون العالم على اللقاء "النووي" بين أميركا وإيران في عُمان... كيف تحوّلت السلطنة وسيطاً محايداً؟ - تكنو بلس, اليوم الجمعة 11 أبريل 2025 07:25 صباحاً

تحتضن سلطنة عمان السبت المقبل محادثات نووية بين كل من ‏واشنطن وطهران، لتتحول السلطنة بمثابة قناة تواصل مهمة بين الجانبين وقت يحشد كل منهما قواته استعداداً لكل الاحتمالات.

 

وفي حين أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب لأول مرة عن إجراء ‏محادثات أميركية مباشرة مع إيران، أكدت طهران بعد ساعات أن ‏المحادثات ستجرى السبت في سلطنة عُمان، مشددة على أنها "غير ‏مباشرة". ‏

يأتي ذلك بعد تسلّم طهران رسالة أميركية نقلتها الإمارات العربية ‏المتحدة عبر المستشار الدبلوماسي لرئيس الدولة أنور قرقاش، إلى طهران ‏الإيرانيين منتصف آذار/مارس الماضي.‏

 

هذه الرسالة قالت عنها طهران إنها "أقرب إلى التهديد"، إلّا أنها ‏إيران ردت عليها برسالة من خلال عُمان، وأيضاً، جَعل ‏السلطنة مركزاً لاستئناف المحادثات  حول برنامج ‏طهران النووي، بما قد يفضي لرفع العقوبات المفروضة عليها حالياً.‏

تجدر الاشارة الى أن وزير الخارجية عباس عراقجي سيترأس الوفد ‏الإيراني،  فيما يترأس الوفد الأميركي المبعوث الرئاسي ستيف ‏ويتكوف‎.‎

 

وفي هذا السياق، قالت صحيفة "واشنطن بوست إن فريق ويتكوف ‏أرسل رسائل إلى إيران عبر سلطنة عُمان، طالباً إجراء مفاوضات ‏مباشرة يوم السبت.‏

علما أميركا وإيران وشعار النووي (وكالات)

علما أميركا وإيران وشعار النووي (وكالات)

 

وكانت المتحدثة باسم البيت الأبيض أكدت في وقت سابق أن ‏المفاوضات المقررة السبت المقبل بين إيران والولايات المتحدة ‏ستُجرى بشكل مباشر. ‏

 

يذكر أنه في أيار/مايو 2018 أعلن ترامب انسحاب الولايات المتحدة ‏من الاتفاق النووي المبرم مع إيران عام 2015 ، واصفا إياه ‏بـ"الكارثي". كما وقع أمراً رئاسياً للبدء بإعادة العمل بالعقوبات ‏الأميركية على طهران، في خطوة تركت تداعيات واسعة على إيران ‏والعلاقات الأميركية الأوروبية.‏

طاولة مفاوضات تجمع واشنطن وطهران (وكالات)

طاولة مفاوضات تجمع واشنطن وطهران (وكالات)

 

ووفقاً للباحث في معهد بيكر للسياسات العامة بجامعة رايس/هيوستن كريستن أولريخسن فإن الأزمة الحالية في الشرق الأوسط هي أزمة عمِل ‏المسؤولون في سلطنة عمان سنوات على  محاولة تجنّبها. فسلطنة ‏عمان التي تربطها علاقات دفاعية وأمنية وثيقة مع الولايات المتحدة ‏والمملكة المتحدة، تدرك أن الهجمات المتبادلة تزيد من خطر اندلاع ‏حرب أوسع نطاقاً قد تبتلع دولاً وجماعات مسلحة في جميع أنحاء ‏المنطقة.‏

ويرى أن نهج عمان يختلف عن نهج الدول الأخرى. فبدلاً من ‏المشاركة في المحادثات المباشرة، فإنها تخلق مساحة للحوار، وتعمل ‏كميسّر وليس كوسيط.‏

وبحسب المراقبين، باتت السلطنة ذات مصداقية لدى الغرب، وخاصة ‏الأميركيين منذ نجاحها في رعاية المفاوضات التي قادت إلى الاتفاق ‏النووي بين إيران والدول الغربية في 2015.‏

 

وخلال السنوات الماضية كانت سلطنة عمان وجهة لاجتماعات ‏بعضها معلن والبعض الآخر سرّي بهدف التوصل إلى حل لوقف ‏الحرب في اليمن بدعم من إيران والسعودية والولايات المتحدة. كما ‏أمّنت لقاءات بين مسؤولين أميركيين وحوثيين، وقبلها بين الأميركيين ‏والإيرانيين ما سهّل مهمة التوصل إلى اتفاق 2015.‏

 

ومع اقتراب العودة  الى طاولة المفاوضات، تكثر التساؤلات عن ‏أسباب اختيار عمان كوسيط للمفاوضات بين ‏واشنطن وطهران. ‏

 

أعلام أميركا وإيران وإسرائيل ومفاعلات نووية (وكالات)

أعلام أميركا وإيران وإسرائيل ومفاعلات نووية (وكالات)

 

في هذا الإطار، يوضح المحلل المتابع للشؤون الاقليمية ابراهيم ‏ريحان، لـ"النهار"، أن  "عمان لديها علاقة ممتازة مع ‏الولايات المتحدة الأميركية على المستوى السياسي كذلك مع إيران. ‏كما أن لديها تجربة سابقة قبيل اتفاق العام الـ2015، أثبتت خلالها ‏أنها محل ثقة من الطرفين". ‏

 

ويلفت الى أن ما يميّز العمانيين أنهم "يحافظون على سرية مطلقة بأي ‏وساطة، كما أنهم يوفّرون البيئة والمكان المناسب للتفاوض، ولا ‏يتدخّلون بالمحادثات الجارية، فهم  يأخذون دائما دور الوسيط بشكل ‏جدي". ‏

 

‏ ‏
ويذكر أنه "خلال الوساطات الأمنية التي حصلت بعد العام 2015 ‏مع انسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الاتفاق النووي ‏ومجيء جو بايدن الى سدة الرئاسة كانت تحصل لقاءات على ‏المستوى الأمني بين إيران وأميركا وجرى  تبادل رسائل أيضاً عبر ‏السلطنة". ‏

ويؤكد ريحان أنه "دائما ما كانت القنوات العمانية تفتح لخفض ‏التصعيد في المنطقة، مثلاً في الفترة التي تلت اغتيال قاسم سليماني ‏لعبت السلطنة دوراً كبيراً جداً لمنع التصعيد، وأثبتت التجارب أنها ‏دائماً ما تأخذ دور الوسيط المحايد ولم تتخذ أبداً أي موقف ضد ‏أميركا ولا ضد إيران وهو أمر طبيعي، فهي حليفة واشنطن ولديها ‏علاقات ممتازة مع طهران، والاهم قدرتها على إدارة الوساطات من ‏دون التدخل بها". ‏

 

 

نووي إيران (وكالات)

نووي إيران (وكالات)

 

وعن حيثيات الدور العماني، يشرح ريحان أنه "عندما تقوم عمان ‏بالوساطة لا يكون لديها مطالب من أي طرف من الطرفين، وهي لا ‏تطلب أي مقابل سياسي أو أمني أو أي دور بصياغة الاتفاق، بالتالي ‏هي لا تتدخل نهائياً"، من هنا يأتي سبب اختيارها كوسيط. ‏

وتثير تحذيرات ترامب من عمل عسكري التوتر في الشرق الأوسط ‏مع اشتعال الأوضاع في المنطقة بسبب الحرب في غزة والخروقات لوقف النار في لبنان والضربات الأميركية في اليمن وتبادل إطلاق النار بين إيران ‏وإسرائيل والإطاحة بالنظام السابق في سوريا.‏

 

ووفقاً للمراقبين، لا شك في أن الإيرانيين قد وجدوا خلال الأزمة ‏الحالية في سلطنة عمان القناة المثالية لإيصال رسائل الطمأنة ‏للأميركيين بشأن التزامهم بالتهدئة الشاملة في المنطقة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق