في سياق إعادة تنظيم الاستراتيجية العالمية، طلبت كوريا الجنوبية رسميًا دعمًا عسكريًا إضافيًا من الولايات المتحدة عقب إعادة النشر الجزئي لبطاريات الدفاع الصاروخي باتريوت المتمركزة أصلاً في شبه الجزيرة الكورية إلى الشرق الأوسط.

قلق كوريا الجنوبية بعد سحب ونقل نظام الدفاع الجوي الأمريكي “باتريوت”

وقد أثارت هذه المعلومات، قلق ورُعب في كوريا الجنوبية من جارتها الشمالية بعد سحب نظام الدفاع الجوي باتريوت، ونشرت صحيفة “دونغ-أه إلبو” الكورية الجنوبية تقريراً يشرح مخاوف سيول المتزايدة بشأن قدرة الردع التي تمتلكها، على الصمود في مواجهة التهديدات المستمرة من كوريا الشمالية.

ووفقًا لمسؤولين حكوميين كوريين جنوبيين، طلبت السلطات الدفاعية في البلاد من وزارة الدفاع الأمريكية نشر أصول بديلة مؤقتًا، مثل أنظمة دفاع جوي بديلة أو طائرات مقاتلة، بشكل دوري .. ويمكن إرسال هذه التعزيزات من البر الرئيسي الأمريكي أو القواعد الأمريكية في اليابان.

نقل أنظمة باتريوت للشرق الأوسط لمدة 6 أشهر

ويأتي هذا الطلب بعد نقل بطاريات باتريوت المتمركزة في كوريا الجنوبية لمنطقة الشرق الأوسط .. ومن المتوقع أن تبقى هذه الأنظمة، التي تشمل طرازي PAC-2 وPAC-3، منتشرة في الشرق الأوسط لمدة تتراوح بين ثلاثة وستة أشهر، وقد نُفذت عملية إعادة الانتشار هذه بالتنسيق مع سيول بموجب بروتوكولات دفاعية ثنائية.

تلعب أنظمة باتريوت دورًا محوريًا في منظومة الدفاع الصاروخي المشتركة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، وتتمركز هذه الأنظمة في مواقع رئيسية مثل معسكر همفريز في بيونغتايك وقاعدة أوسان الجوية، حيث تحمي القوات الأمريكية في كوريا (USFK) بالإضافة إلى الأصول الجوية المنتشرة في المنطقة.

نسخة باتريوت في كوريا الجنوبية مجهزة لاعتراض الصواريخ الباليستية

وصُممت نسخة PAC-2 لاعتراض الصواريخ الباليستية والطائرات على ارتفاعات متوسطة، بينما يوفر طراز PAC-3 الأحدث قدرات اعتراض مُحسّنة، لا سيما ضد الصواريخ الباليستية قصيرة المدى. وتُشكل هذه الأنظمة، التي تعمل على ارتفاعات تتراوح بين 15 و40 كيلومترًا، خط الدفاع الأول ضد أي هجمات محتملة من الشمال.

كوريا تمتلك نظام الدفاع الجوي “ثاد”

هذه القدرة جزء من نظام دفاعي متعدد الطبقات أوسع نطاقًا، والذي يشمل أيضًا نظام ثاد (الدفاع الجوي للمناطق عالية الارتفاع الطرفية) الذي تديره الولايات المتحدة، والمنتشر في سيونغجو والقادر على اعتراض الصواريخ على ارتفاعات أعلى (بين 40 و150 كيلومترًا).

بالإضافة إلى نظام تشيونغونغ 2 (KM-SAM) المطوّر محليًا في كوريا الجنوبية، والذي يستهدف التهديدات على ارتفاعات متوسطة. تُشكّل هذه العناصر الثلاثة معًا درعًا متكاملًا ضد ترسانة الصواريخ الباليستية المتوسعة لكوريا الشمالية.

سيول تسعى لسد الثغرة في حماية سماءها

ردًا على إعادة الانتشار، تسعى سيول إلى سد أي ثغرة في تغطيتها الجوية. في حين لم يتم الكشف علنًا عن أنواع الأنظمة البديلة المحددة، إلا أن خيارات مثل طائرات مقاتلة من طراز F-16 أو F-15 أو F-22، أو أنظمة أرضية مثل NASAMS.

وتأتي هذه الخطوة أيضًا في ظل ديناميكيات جيوسياسية متغيرة، حيث أعادت إدارة ترامب، وفقًا للتقارير، تحديد أولوياتها الاستراتيجية.

من يدفع تكاليف حماية كوريا الجنوبية؟

وفي سيول، أعرب بعض المحللين عن مخاوفهم من أن الولايات المتحدة قد تستخدم مثل هذه التحركات للأصول كورقة ضغط في مفاوضات تقاسم تكاليف الدفاع الجارية. ومع ذلك، قلل مسؤول كوري جنوبي كبير من شأن هذا الاحتمال، مشيرًا إلى أن البلدين اتفقا منذ فترة طويلة على أن أي نشر خارجي للقوات الأمريكية يجب ألا يُقوض موقفهما الرادع المشترك.

ووفقًا لهذا المصدر، من غير المرجح أن تُأذن إدارة ترامب بانسحابات قد تُضعف الفعالية العملياتية لقوات الولايات المتحدة في كوريا.

استمرار التوترات الإقليمية يدفع سيول عن البحث عن أمنها

مع استمرار التوترات الإقليمية وتطور التوازنات الاستراتيجية، يظل التعاون بين سيول وواشنطن حجر الزاوية في دفاع شبه الجزيرة الكورية.

إن إعادة الانتشار المؤقت لبطاريات باتريوت تعكس التعديلات الأميركية المستمرة في بيئة عالمية متزايدة التنافس، في حين تسلط الضوء على الجهود المستمرة التي تبذلها كوريا الجنوبية للحفاظ على سلامة تغطية دفاعها الصاروخي بغض النظر عن التقلبات في الوجود العسكري الأميركي.

اقرأ أيضاً: “إنيوخوس 2025”.. طيارون قطريون وإماراتيون وإسرائيليون في تمرين جوي مشترك | لأول مرة

نسخ الرابط تم نسخ الرابط