في رسالة احتجاجية غير مسبوقة، دعا مئات الطيارين داخل جيش الاحتلال الإسرائيلي من جنود الاحتياط والمتقاعدين، اليوم الخميس، إلى وقف فوري للعمليات العسكرية في قطاع غزة من أجل استعادة الأسرى، متهمين الحكومة باستغلال الحرب لأهداف سياسية على حساب حياة المختطفين.

وتجمع الطيارون أمام مقر الحكومة في تل أبيب، حيث عقدوا مؤتمراً صحفياً وجّهوا فيه انتقادات حادة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، مؤكدين أنه "ضحّى بالأسرى من أجل مصلحته السياسية"، وفق تعبيرهم.

وقال الطيار جاي فورن، أحد الموقعين على الرسالة: "القضية لا تتعلق بانتقاد سلاح الجو، بل بوجود 59 مختطفاً كان يجب إعادتهم منذ أشهر. الأغلبية الساحقة من المجتمع الإسرائيلي تريد إعادتهم الآن، ولو أدى ذلك إلى فوضى عسكرية، فهذا ثمن علينا دفعه".

أما العقيد الاحتياط أوري أراد، فأعرب عن غضبه قائلاً: "بعد يومين سنجلس على مائدة عيد الفصح، فيما ألون أوهيل وتامير نمرودي وماتان أنجريست لا يزالون في الأنفاق.. لقد كنت أسير حرب، لكن ما يمرون به يفوق كل وصف". وأضاف: "التخلي عنهم اليوم، بعد انتهاك الاتفاقات عمداً، ليس فقط جريمة بل سياسة متعمدة هدفها إنقاذ نتنياهو، لا إنقاذهم".

وشدد الطيار السابق أمنون بارليف على أن "الفجوة بين الشعب والقيادة لم تكن يوماً بهذا الاتساع"، داعياً إلى "ضغط شعبي واسع لأن الحكومة لن تتحرك من تلقاء نفسها".

من جانبها، قالت إيناف تسينغاوكر، والدة الأسير ماتان: "منذ استئناف القتال، نشعر أن الحكومة لا ترانا. لا أحد يهتم في عالم السياسة". وأضافت: "رسالتكم تمثل شعاع أمل لكل أمهات الأسرى. نحن بحاجة إلى دولة تقاتل من أجلهم، لا حكومة تتخلى عنهم".

ووقع على الرسالة أكثر من 950 طياراً ومقاتلاً احتياطياً، شددوا على ضرورة الإفراج عن الأسرى دون تأخير، حتى لو تطلب ذلك وقف الحرب. كما اتهموا الحكومة باستغلال الحرب لدوافع سياسية، محذرين من أن استمرار العمليات يهدد حياة الأسرى والجنود والمدنيين على حد سواء.

وفي رد فعل سريع، قرر قائد سلاح الجو اللواء تومر بار منع الموقعين على الرسالة من مواصلة الخدمة، فيما هاجم نتنياهو المحتجين ووصفهم بـ"المجموعة المتطرفة التي تمزق وحدة المجتمع".

ويأتي هذا التطور في ظل تزايد الغضب الشعبي إزاء فشل المفاوضات وتعثر جهود الإفراج عن الأسرى، وسط اتهامات لنتنياهو بإطالة أمد الحرب للهروب من المساءلة بشأن أحداث 7 أكتوبر، فيما تتواصل الاحتجاجات الأسبوعية المطالبة بإبرام اتفاق عاجل يعيد الأسرى إلى ذويهم.

وتعكس هذه الخطوة غير المألوفة انقساماً داخلياً متفاقماً داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، وتطرح تساؤلات جدية حول قدرة الحكومة على مواصلة الحرب في ظل الضغوط السياسية والاجتماعية المتصاعدة، لا سيما مع اقتراب عيد الفصح وما يحمله من رمزية وطنية وعاطفية لدى الإسرائيليين.

للمزيد تابع

خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك