شهدت الساحة السياسية والعسكرية في  إسرائيل  حالة من التوتر والجدل بعد لقاء دبلوماسي رفيع المستوى بين إسرائيل وتركيا في أذربيجان، بالإضافة إلى تطورات محلية تتعلق بمواقف بعض الجنود من الخدمة العسكرية. 

حيث تزايدت النقاشات بعد إقالة موقعي عريضة الاحتجاج من قبل الجيش الإسرائيلي، وتوجيه اتهامات متبادلة بين المسؤولين السياسيين والعديد من الأطراف في إسرائيل. 

في الوقت نفسه، تتوالى الاقتحامات الإسرائيلية للمسجد الأقصى في مشهد يعكس الاستقطاب السياسي المتزايد في البلاد.

لقاء إسرائيلي تركي في أذربيجان: مسار جديد للعلاقات بين البلدين

أعلنت رئاسة الوزراء الإسرائيلية أن وفداً رفيع المستوى من إسرائيل، بقيادة رئيس مجلس الأمن القومي، قد التقى أمس في أذربيجان مع وفد تركي لمناقشة العلاقات الثنائية. 

اللقاء كان محورياً حيث تم استعراض مصالح الدولتين، والاتفاق على ضرورة استمرار الحوار لتعزيز التعاون المشترك. 

يأتي هذا اللقاء في وقت حساس حيث تسعى إسرائيل إلى إعادة بناء علاقاتها مع تركيا في محاولة لتعزيز التعاون الإقليمي، خاصة في مجالات الأمن والاقتصاد.

التوتر الداخلي: رفض الخدمة العسكرية وإقالة المتمردين

في شأن داخلي، أكدت رئاسة الوزراء الإسرائيلية دعم رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، الكامل لقرار وزير الدفاع ورئيس الأركان الإسرائيليين بإقالة الجنود الذين وقعوا على عريضة احتجاج ضد الخدمة العسكرية في الضفة الغربية وغزة. 

وقالت رئاسة الوزراء إن رفض الخدمة، حتى وإن تم بأسلوب غير مباشر أو بتصريحات مبطنة، يُعتبر رفضاً مرفوضاً ويضعف الجيش الإسرائيلي". 

وأوضحت أن التصريحات التي تُضعف الجيش في وقت الحرب وتدعم أعداء الدولة غير مقبولة إطلاقاً.

نتنياهو يؤكد دعمه للقوات العسكرية: لا مكان للتمرد

بالتزامن مع هذه التطورات، أيد نتنياهو قرار إقالة الجنود الرافضين للخدمة العسكرية، مشيراً إلى أن مجموعة هامشية متطرفة تحاول تقويض المجتمع الإسرائيلي من الداخل. 

وأكد أن موقعي العريضة لا يمثلون المقاتلين ولا الجمهور الإسرائيلي. 

كما شدد على أنه لن يتم قبول أي دعوات تمرد ضد الجيش سواء في أوقات السلم أو الحرب.

رئيس المحكمة العليا يرفض المساس بالقضاء الإسرائيلي

وفي السياق نفسه، أعرب رئيس المحكمة العليا الإسرائيلية عن التزامه الثابت بحماية السلطة القضائية من أي محاولات لتقويضها. 

وقال إن السلطة القضائية ستظل صامدة أمام أي محاولات للنيل من مبادئها الأساسية، وهي إشارات واضحة على التوترات المستمرة بين السلطة القضائية والحكومة الإسرائيلية بشأن إصلاحات قضائية مثيرة للجدل.

التوترات في المسجد الأقصى: اقتحام المستوطنين وسط إجراءات أمنية مشددة

على الصعيد الفلسطيني، استمرت التوترات في القدس الشرقية حيث اقتحم عشرات المستوطنين الإسرائيليين المسجد الأقصى، تحت حراسة أمنية مشددة. 

هذه الاقتحامات تأتي في وقت حساس للغاية، حيث تثير ردود فعل غاضبة من الفلسطينيين ودول عربية، مما يزيد من تعقيد الوضع الأمني في المدينة المقدسة.

انتقادات لنتنياهو من معارضيه: رفض تحمل المسؤولية

على الصعيد السياسي الداخلي، اشتدت الانتقادات الموجهة إلى نتنياهو من قبل معارضيه. 

زعيم حزب الديمقراطيين في إسرائيل، انتقد بشدة سياسة نتنياهو تجاه الأزمة الحالية، مشيراً إلى أنه "يرفض القتال من أجل المختطفين ويرفض تجنيد الجميع للدفاع عن الدولة".

وأضاف أنه حتى بعد الكارثة الأليمة، ما زال يرفض تحمل المسؤولية. 

هذه التصريحات تعكس حالة من الانقسام السياسي داخل البلاد في ظل تصاعد الأزمات الداخلية.

إسرائيل تواجه تحديات داخلية وخارجية معقدة، بدءًا من المظاهرات والاحتجاجات ضد الخدمة العسكرية وصولاً إلى التوترات مع تركيا والتهديدات من بعض الجماعات داخل الجيش. 

في هذا السياق، يبقى المشهد الإسرائيلي متأثراً بصراع سياسي مستمر، مع تصاعد المواقف تجاه قرارات الحكومة وإجراءات الجيش