قال ريوسي أكازاوا، الذي تم تعيينه حديثاً كبيراً للمفاوضين في ملف الرسوم الأمريكية، إن اليابان ستواصل حث الولايات المتحدة على إعادة النظر في سياستها الجمركية، مؤكداً أن بلاده تسعى للحصول على إعفاء طويل الأجل من الرسوم المفروضة، رغم إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب تعليق جزء منها مؤخراً. وأضاف أكازاوا: "ندرك تماماً أن الرسوم المفروضة على الألمنيوم والصلب والسيارات لا تزال قائمة، وموقفنا من هذه القضية لم يتغير. نواصل التعبير عن قلقنا الشديد، ونطالب بقوة بإعادة النظر في هذه الرسوم".

وفيما يتعلق بزيارة محتملة إلى العاصمة الأميركية، أشار أكازاوا إلى أنه لم يُحدَّد بعد موعد رسمي للرحلة، وذلك رداً على استفسار حول تقرير إعلامي تحدث عن زيارة مرتقبة إلى واشنطن الأسبوع المقبل.

تخفيض مؤقت ورسوم مرتفعة مستمرة

بعد نحو ثلاث عشرة ساعة من إقراره مجموعة واسعة من الرسوم "المتبادلة" على الشركاء التجاريين للولايات المتحدة، أعلن الرئيس الأميركي عن مهلة مدتها 90 يوماً لتجميد الرسوم الجمركية المرتفعة التي كان من المقرر تطبيقها على واردات اليابان وعدد من الدول الأخرى. وبموجب هذا القرار، تم الإبقاء مؤقتاً على نسبة الرسوم الأساسية عند 10%، علماً بأن اليابان كانت تواجه رسوماً بنسبة تصل إلى 24%.

جاء هذا القرار كاستجابة للاضطرابات التي أحدثها فرض الرسوم الجمركية، والتي أثارت حالة من الذعر في الأسواق وأربكت المستثمرين، ما دفع العديد من الحكومات إلى التحرك سريعاً وبدء مشاورات بهدف تهدئة الأوضاع.

طوكيو في صدارة أولويات المفاوضات التجارية

من المتوقع أن تكون طوكيو ضمن أولى الدول التي ستجري مفاوضات تجارية مع واشنطن، إذ أعلن وزير الخزانة الأميركي، سكوت بيسنت، أنه يعتزم التحدث مع مسؤولين من اليابان، إلى جانب فيتنام والهند وكوريا الجنوبية، خلال الأيام القليلة المقبلة، في إطار السعي لتخفيف التوترات التجارية ومراجعة السياسات الجمركية الحالية.

تأثير الرسوم على الاقتصاد الياباني

رغم التجميد المؤقت لبعض الرسوم، لا تزال اليابان تواجه رسوماً جمركية بنسبة 25% على السيارات وقطع الغيار، إلى جانب الصلب والألمنيوم. كما أن العديد من السلع الأخرى لا تزال خاضعة لضريبة موحدة بنسبة 10% تُطبق على جميع الدول. وقد أعرب المسؤولون اليابانيون مراراً عن قلقهم حيال هذه الرسوم، مؤكدين أن الرسوم المفروضة على قطاع السيارات تمثل تهديداً حقيقياً لاقتصاد البلاد.

وفي هذا السياق، صرّح وزير المالية الياباني، كاتسونوبو كاتو، يوم الخميس، بأنه سيبذل كل ما في وسعه للتخفيف من آثار هذه الرسوم، عبر طرح تدابير اقتصادية مناسبة، مشيراً إلى أن الحكومة اليابانية ستواصل مراقبة تأثير السياسة التجارية الأميركية على الأسواق المالية عن كثب.

موقف ياباني ثابت رغم التقدم المحدود

رغم اعتبار الحكومة اليابانية أن قرار تخفيض بعض الرسوم مؤقتاً يُعد تطوراً إيجابياً في العلاقات التجارية مع واشنطن، فإنها تواصل الضغط من أجل مراجعة شاملة لجميع الرسوم المفروضة. وأكد أكازاوا، الذي يشغل أيضاً منصب وزير الاقتصاد، أن بلاده لن تتهاون في هذا الملف، وستواصل المفاوضات لإزالة العراقيل التجارية التي لا تزال قائمة.