كتب .. مصطفى محمود

أحالت النيابة العامة في العاصمة السورية دمشق دعوى قضائية إلى القضاء الجزائي ضد الناشطة غادة الشعراني، وذلك على خلفية مشاركتها في اجتماع رسمي بمحافظة السويداء مطلع أبريل الجاري، حيث وُجهت إليها اتهامات بـ"الذم والتحقير بحق موظف حكومي والنيل من هيبة الدولة"، وفق ما أفاد به المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وكانت الشعراني، المعروفة بلقب "سيدة القلادة"، قد ظهرت خلال الاجتماع وهي تخاطب محافظ السويداء مصطفى البكور بلهجة اعتبرها البعض "انفعالية وحادة"، أثناء حديثها عن اعتقال مجموعة من أبناء المحافظة لدى توجههم إلى مناطق خاضعة لسيطرة "قسد"، حيث نُقلوا لاحقاً إلى سجن حارم شمال البلاد، وتعرضوا للتعذيب بحسب ما أفادت به خلال الاجتماع.

وذكر المحامي السوري باسم سعيد مانع، الذي تقدم بالشكوى، أن تصريحات الشعراني "تثير النعرات الطائفية وتنال من الوحدة الوطنية".

الحادثة أثارت تفاعلاً واسعاً عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث انقسمت الآراء بين من رأى في حديث الشعراني تعبيراً عن حرية الرأي والمطالبة بالحقوق، وبين من اعتبر تصرفها "تعدياً على هيبة الدولة". وانتشر وسم "كلنا محافظ السويداء" تعبيراً عن التضامن مع المسؤول الحكومي، في مقابل حملة داعمة للناشطة، رأت أنها تمثل صوتاً حراً مدافعاً عن أهالي المحافظة.

وفي تصريحاتها، رفضت الشعراني الاعتراف بالإعلان الدستوري، وهو ما زاد من الجدل المحيط بالقضية، وكانت غادة الشعراني قد تصدرت عناوين الأخبار قبل أسابيع بعد تقديمها "قلادة رمزية" للرئيس أحمد الشرع، مصنوعة من أحجار منطقة الساحل السوري التي شهدت أعمال عنف وانتهاكات دامية مؤخراً، ما منحها حضوراً بارزاً في المشهد العام السوري.