أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الأربعاء، عن قرار رفع الرسوم الجمركية على الصين بنسبة غير مسبوقة بلغت 125%. وأكد أن هذه الخطوة تأتي رداً على ما وصفه بـ”عدم احترام الأسواق العالمية من قبل الصين”. القرار من المتوقع أن يُشعل فتيل مرحلة جديدة في الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، تاركاً أثره على الأسواق العالمية والتبادلات التجارية.

رد الصين على رفع الرسوم الجمركية

أعقب إعلان ترامب بزيادة الرسوم الجمركية، رد حاسم من الصين يتسم بالتصعيد. إذ رفعت الصين الرسوم الجمركية على المنتجات الأمريكية من 34% إلى 84% بدءًا من 10 إبريل. وجاء هذا القرار رداً على الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب، والتي وصلت إلى نسبة مذهلة بلغت 104%.
وتعهدت وزارة المالية الصينية باتخاذ تدابير إضافية للتعامل مع هذا التطور، معلنة فرض رسوم إضافية استهدفت السلع الأمريكية المهمة.
وإلى جانب ذلك، سارعت الصين إلى اتخاذ خطوات أخرى، بما فيها إدراج شركات أمريكية محددة في قوائم التقييد التجاري، ما يعكس رغبتها في التصعيد والمواجهة.

التوترات السياسية والاقتصادية بين الطرفين

لم تكن هذه الإجراءات المتعلقة بالرسوم الجمركية سوى حلقة جديدة في سلسلة طويلة من النزاعات بين واشنطن وبكين. فقد أكدت الصين نيتها رفع دعوى قضائية ضد الولايات المتحدة في منظمة التجارة العالمية، في سعي منها لوقف ما اعتبرته ممارسات جائرة.
كذلك، أعلن المسؤولون الصينيون إضافة ست شركات أمريكية كبرى إلى “قائمة الكيانات غير الموثوقة”، مما ينذر بتصعيد قادم في العلاقات الاقتصادية.

تأثير القرارات الجمركية على الأسواق العالمية

تأثرت الأسواق المالية بشكل كبير مع تصاعد التوترات الاقتصادية. حيث شهدت العقود المستقبلية للأسهم الأمريكية انحداراً ملحوظاً بلغ نحو 1.7% بعد إعلان الصين عن قراراتها بشأن زيادة الرسوم الجمركية.
كما تجددت المخاوف من انعكاس هذا النزاع التجاري سلباً على النمو الاقتصادي العالمي. الأسواق المالية لا تزال تراقب بحذر هذه التطورات، متخوفة من تراجع الاستثمارات وتفاقم العقبات التجارية.

تُظهر هذه التطورات أن الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين ليست على وشك أن تنتهي، مما يشير إلى فترة طويلة من النزاعات التي ستؤثر سلباً على الاقتصاد العالمي.