قفز حجم المعاملات في سوق الإنتربنك الدولاري بين البنوك المصرية إلى مستويات غير مسبوقة، حيث بلغت 955 مليون دولار اليوم، مقارنة بـ300 مليون دولار فقط يوم أمس. وتأتي هذه الزيادة الملحوظة نتيجة للارتفاع الكبير في الطلب على الدولار داخل الأسواق، مما أدى إلى تأثير مباشر على أسعار صرف العملات لدى مختلف البنوك.

ارتفاع تعاملات الإنتربنك الدولاري

يُعتبر سوق الإنتربنك منصة رئيسية لتداول الدولار بين البنوك، وقد بلغ إجمالي المعاملات منذ بداية الأسبوع الجاري 3.215 مليار دولار. يعكس هذا الرقم الضخم تفاعلاً متزايداً داخل السوق، لا سيما في ظل استمرار العمل بنظام سعر الصرف المرن الذي يعتمد على قوى العرض والطلب. ويُظهر السوق تأثراً كبيراً بالعمليات التي يقوم بها المستثمرون العرب والأجانب، حيث شهدت الأسواق عمليات خروج جزئي من سوق الأوراق المالية.

أسعار صرف الدولار تسجل أرقاماً قياسية

انعكس ارتفاع الطلب على الدولار اليوم على أسعاره في البنوك، حيث ارتفعت الأسعار بنحو 32 قرشاً في بعض التعاملات لتصل إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق، مسجلة 51.76 جنيه في عدد من البنوك. هذا التضخم في الأسعار هو نتيجة طبيعية لزيادة معدلات الطلب، في ظل سياسات سعر الصرف المرن التي يتبعها البنك المركزي المصري.

سياسات البنك المركزي المصري

أكد رامي أبو النجا، نائب محافظ البنك المركزي المصري، خلال مؤتمر هيرميس في دبي، أن انخفاض قيمة الجنيه مقابل الدولار يُعد تطوراً طبيعياً ومؤشراً على أن السوق يعمل بديناميكية حرة. وأوضح أن البنك المركزي لن يستخدم الاحتياطي النقدي للدفاع عن العملة، بل إن ترك أسعار الصرف للسوق يُعزز من مرونة الاقتصاد.

تستمر سياسات سعر الصرف المرن في تشكيل مستقبل سوق النقد الأجنبي في مصر، حيث يُتوقع مزيد من التفاعل مع تغير معدلات الطلب والعرض وضغوط الأسواق المالية.