بدأت شركات السيارات العالمية في اتخاذ إجراءات بعدما فرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب رسوماً جمركية على واردات السيارات بنسبة 25%. وشملت إجراءاتها إغلاق بعض المصانع، وخفض الإنتاج في البعض الآخر. وتوقعت شركات البحوث أن يتكبد المستهلك الأميركي خسائر بالمليارات جراء الزيادات المرتقبة في الأسعار بفعل التعريفات الجديدة.

دخلت الموجة الأولى من الرسوم الجمركية على السيارات حيز التنفيذ في 3 نيسان /أبريل الجاري، ولن تبدأ التعريفات على قطع غيار السيارات المستوردة، مثل المحركات وناقل الحركة، حتى 5 أيار /مايو 2025.

يقول علاء السبع، عضو شعبة السيارات باتحاد الغرف التجارية المصري، لـ"النهار" إن الرؤية بشأن حركة سوق السيارات عالمياً لن تتضح قبل 3 أشهر من الآن، وربما 6 أشهر على أقصى تقدير، "ونحن الآن أمام سيناريوين محتملين، الأول هو إعلان كبرى شركات السيارات المتعاملة مع السوق الأميركية خفض إنتاجها بشكل مؤقت إلى حين التوصل إلى آلية مُرضية للأطراف الثلاثة، أي الشركة والمستهلك وإدارة ترامب نفسها".

ولفت السبع إلى أن التكلفة الزائدة التي يتحملها المستهلك الأميركي لن تقتصر على 25% فقط التي فرضها ترامب، "بل هناك تكاليف إضافية أخرى مثل الشحن وبعض الرسوم على مكونات مستوردة مثل أشباه الموصلات وغيرها. وبالتالي، لن يتحمل المستهلك الأميركي زيادة تتخطى 50% على ثمن السيارة، وهذا ما يدفع بعض الشركات مثل ’بي إم دبليو‘ إلى تحمل جزء من التعريفات الجديدة لحين توفيق الأوضاع مع الإدارة الأميركية".

وأضاف السبع: "هذه الرسوم ستخفض الإنتاج العالمي للنصف تقريباً، وستتسبب في إغلاق العديد من المصانع. وبالنسبة إلى السوق المصرية، توقع السبع أن تشهد ارتفاعاً طفيفاً في أسعار السيارات بنسب تتراوح بين 3 و7%، بمتوسط 5%، وذلك جراء الارتفاع في سعر صرف الدولار بنحو 3% مؤخراً. أما بالنسبة إلى تأثير رسوم ترامب، فيرى أنها لن تؤثر في السوق المصرية قبل 90 يوماً من الآن.

أكثر من 30 مليار دولار زيادات في الأسعار

توقع بيتر نافارو، كبير مستشاري البيت الأبيض للتجارة، أن تدر الرسوم على واردات السيارات وحدها نحو 100 مليار دولار سنوياً، وذلك خلال حديثه إلى برنامج "فوكس نيوز صنداي". لكن شركة أندرسون إيكونوميك غروب (Anderson Economic Group) الاستشارية الأميركية المتخصصة في تحليل وتقييم السوق قدرت في تقرير أخير أن يتكبد المستهلك الأميركي أكثر من 30 مليار دولار جراء الزيادات المرتقبة في أسعار السيارات، والانخفاض المتوقع في المبيعات خلال أول عام.

وقدرت شركة آيه إي جي (AEG) الاستشارية أن تكلف الرسوم الجمركية بين 2,500 و5,000 دولار إضافية لسعر السيارة الاقتصادية، وبين 5,000 و8,000 دولار للسيارة متوسطة الحجم، وبين 10 آلاف و15 الف دولار لسيارة الدفع الرباعي والنماذج الفاخرة.

وفي ما يتعلق بالسيارات المستوردة من أوروبا وآسيا، قدرت أن يصل حجم تأثير الجمارك الجديدة إلى ما بين 8 و10 آلاف دولار للطرازات الأصغر، وما يفوق 20 ألف دولار للطرازات الفاخرة وسيارات الدفع الرباعي والسيارات الرياضية.

يذكر أن الولايات المتحدة استوردت 8 ملايين سيارة خلال عام 2024، تُقدر قيمتها بنحو 240 مليار دولار، أي نصف إجمالي المبيعات، وفق "بي بي سي".

ماذا ستفعل الشركات الكبرى؟

جاغوار

أعلنت شركة جاغوار لاند روفر أنها ستوقف جميع شحناتها إلى الولايات المتحدة مؤقتاً في إطار عملها على "معالجة شروط التداول الجديدة". تأتي هذه الخطوة رغم أن بريطانيا تُصدّر سيارات إلى الولايات المتحدة أكثر من أي سلعة أخرى.

نيسان

يدرس المصنع الياباني نقل بعض إنتاجه من المركبات المتجهة إلى السوق الأميركية من اليابان إلى الولايات المتحدة في وقت مبكر من هذا الصيف، بحسبما ذكرت صحيفة نيكي المالية. وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، قالت نيسان إنها ستحتفظ بنوبتي إنتاج في مصنعها في تينيسي، بعد أن أعلنت عن خطط لتقليص العمليات هناك في كانون الثاني /يناير.

ستيلانتيس

في هذه الأثناء، قالت شركة صناعة السيارات ستيلانتيس إنها ستغلق مؤقتاً مصنع التجميع الخاص بها في وندسور، وهي مدينة كندية على الحدود مع الولايات المتحدة، الأسبوع المقبل بسبب التعريفات الجمركية الجديدة.

أودي

وأوقفت أودي جميع الواردات الأميركية، يأتي هذا بعد أن قررت الشركة الألمانية الاحتفاظ بجميع الموديلات المستوردة إلى الولايات المتحدة بعد 2 نيسان /أبريل في الموانئ، وفي الوقت نفسه، ستستمر طرازات أودي التي تم استيرادها قبل 3 نيسان /أبريل في الوصول إلى الكثير من الوكلاء، وفقًا لتقرير من قبل منفذ إخباري ألماني.

بي إم دبليو

وأكدت "بي إم دبليو" أنها ستُفعّل تغطية تكاليف التعريفة الجمركية للسيارات المجمعة في المكسيك، ولكن فقط حتى 1 أيار /مايو، وتنطبق هذه التعريفات على السيارات سيدان سيريس 3 و إم 2 كوبيه، التي تم تصنيعها في مصنع "بي إم دبليو" في سان لويس بوتوسي، المكسيك. وفق تقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال.

جنرال موتورز

أصدرت جنرال موتورز التي تمتلك العلامات التجارية كاديلاك، شيفروليه، بويك و جي إم سي بياناًقالت فيه "إن شركات صناعة السيارات الأميركية ملتزمة برؤية الرئيس ترامب لزيادة إنتاج السيارات والوظائف في الولايات المتحدة وستواصل العمل مع الإدارة بشأن السياسات الدائمة التي تساعد الأميركيين على وجه الخصوص، ومن الأهمية بمكان أن يتم تنفيذ التعريفات بطريقة تتجنب رفع الأسعار للمستهلكين وتحافظ على القدرة التنافسية لقطاع السيارات المتكامل في أميركا".