أثار البودكاست الجديد لدوقة ساسكس ميغان ماركل، "اعترافات مؤسِسة"، موجة من الانتقادات الحادة فور إطلاقه. واعتبر النقاد أن البودكاست يفتقر إلى العمق والمحتوى الجاد، معتمداً على سلسلة من الأقوال الفارغة التي لا تقدم جديداً للمستمعين.

تقييمات سلبية من الصحف البريطانية

على الرغم من أن ميغان ماركل نجحت في جذب الانتباه بإطلاقها للبودكاست عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إلا أن الصحف البريطانية الكبرى لم تراعِ البودكاست بعين الرضا.

صحيفة التليغراف وصحيفة الغارديان، بالإضافة إلى التايمز والإكسبريس وآي بيبر، جميعها قدمت تقييمات قاسية، حيث أعربت عن خيبة أملها من عدم تقديم أي محتوى فاعل.

وبحسب مراجعة التليغراف، وصف الناقد البودكاست بأنه "سلسلة من الأقوال المبتذلة"، حيث قال إن الحديث كان يفتقر إلى "الاعترافات أو الأسرار"، واكتفى بتكرار "أقوال عن العناية الذاتية والحب الذاتي".

ميغان تسيطر على الحوار وتوجهه لصالحها

العديد من المراجعين أشاروا إلى أن ميغان ماركل، التي استضافت في الحلقة الأولى مؤسِسة تطبيق "بامبل" ويتني وولف هيرد، كانت تتحكم في مسار المحادثة بشكل واضح، مما أدى إلى تهميش ضيفتها.

في الغارديان، وصفت راشيل أروستي البودكاست بأنه "محاولة متملقة" وفارغة من أي معلومات حقيقية يمكن أن تفيد المستمعين الراغبين في تعلم أسرار النجاح في عالم الأعمال. وأضافت أن البودكاست يبدو كـ "جلسة استرخاء بين صديقات في مكان مغلق".

حديث عن تحديات ما بعد الولادة

رغم الانتقادات، تطرق البودكاست إلى مواضيع شخصية أثارت بعض التعاطف، خاصةً عندما تحدثت ميغان عن تجربتها مع تسمم ما بعد الولادة، وهي حالة طبية نادرة تحدث بعد الولادة نتيجة ارتفاع ضغط الدم ووجود بروتين زائد في البول.

تحدثت ميغان عن تجاربها الخاصة في هذا السياق، معتبرة إياها "مخيفة"، وهو ما لاقى صدى لدى ضيفتها وولف هيرد التي شاركت بدورها تجربتها مع هذه الحالة. هذا الحديث عن معاناتهما المشتركة أضاف بعداً إنسانياً، ولكنه وبحسب منتقديها كان محدوداً.

تعليقات المراجعين تركز على نقص المحتوى الجاد

التعليقات التي صدرت عن التايمز والإكسبريس تسلط الضوء على عدم تقديم أي نصائح عملية أو استراتيجيات يمكن أن تساعد المستمعين في عالم الأعمال.

وفي التايمز، أشار تشارلي غوانز إغلينتون إلى أن المدة الأولى من الحلقة كانت مليئة بالأحاديث غير ذات مغزى، حيث تم الحديث عن مواضيع شخصية أكثر من كونها ذات صلة بالأعمال.

بينما قالت هنديشا سيتي من الإكسبريس إن ميغان كانت تركز على تجربتها الخاصة بشكل متكرر، ما أدى إلى تقليل أهمية ما يمكن أن تقدمه ضيفتها من نصائح فاعلة.

بودكاست ميغان ماركل

إلى جانب محاور الحديث الخاصة بالتحديات التي واجهتها بعد الولادة، تطرقت ميغان إلى تأثير الأمومة على حياتها المهنية. حيث عبرت عن سعادتها في التوازن بين العمل والحياة الشخصية، خاصة في فترة بناء عملها التجاري، موضحة كيف أن أمومتها جعلتها تعطي الأولوية لأشياء مهمة مثل الوقت مع أطفالها.

لكن هذه المواضيع أيضاً كانت مجرد نظرة سطحية على حياتها الخاصة، ولم تُضف تفاصيل عملية أو مفيدة تتعلق بالريادة أو تطوير الأعمال.

الجدير بالذكر أن البودكاست الجديد لميغان ماركل قد يكون قد لفت الأنظار منذ البداية، لكنه لم يلبِ توقعات من كانوا يأملون في الاستماع إلى نصائح قيمة أو تجارب ملهمة.

ومع تكرار المراجعات السلبية من الصحف البريطانية الكبرى، يبدو أن ميغان ماركل بحاجة إلى إعادة النظر في استراتيجية البودكاست لديها، وإيجاد توازن بين الحياة الشخصية والمهنية دون التركيز المفرط على ذاتها.