اعتبر مستشار محافظ القدس، معروف الرفاعي، الثلاثاء، أن إغلاق سلطات الاحتلال الإسرائيلي مدارس تابعة لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" لفرض مناهج محرّفة على الطلبة المقدسيين.

وقال الرفاعي، لـ"المملكة"، إنّ الاحتلال الإسرائيلي سارع عبر بلديته في القدس إلى التواصل مع أولياء الأمور من أجل تسجيل أبنائهم في مدارس تابعة لها، لمسخ الهوية الفلسطينية وكيّ وعي الطلبة المقدسيين.

واعتبر أن إغلاق المدارس التابعة لوكالة "الأونروا" يُشكّل جريمة تربوية وثقافية وأخلاقية لا تقلّ خطورة عن الجريمة السياسية والعسكرية التي تُرتكب بحق المخيمات الفلسطينية يوميًا.

وتستنكر محافظة القدس بأشدّ العبارات الجريمة الجديدة التي اقترفتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي عبر إغلاقها التعسفي لمدارس الوكالة في مخيم شعفاط، وسلوان، ووادي الجوز، وصور باهر.

وأكّد أن هذا الاعتداء لا يُمثل فقط تصعيدًا خطيرًا في الحرب الشاملة التي يشنها الاحتلال على الفلسطينيين في القدس، بل يُعدّ انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وتعديًا فجًا على مؤسسة أممية رسمية تعمل بتفويض من الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وأشار إلى أن الإجراء الإجرامي يحمل في طيّاته محاولة ممنهجة للقضاء على حقوق اللاجئين الفلسطينيين وشطب قضيتهم من الوجود، عبر استهداف البنية التعليمية التي تحفظ ذاكرتهم الوطنية وتُرسّخ حقهم في العودة والتعويض، كما نصّت على ذلك قرارات الشرعية الدولية.

وحذّر الرفاعي من أن هذه الإجراءات التعسفية سيكون لها تبعات كارثية على مستقبل آلاف الطلبة المقدسيين، وتحرمهم من حقهم الأساسي في التعليم ضمن بيئة تحفظ كرامتهم وتراعي خصوصيتهم الثقافية والوطنية، وتُهدّد النسيج الاجتماعي للمجتمع المقدسي في ظل الحملة الإحلالية الشاملة التي يقودها الاحتلال.

وحمّل سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة النكراء، مطالبًا المجتمع الدولي وخاصة الدول الممولة للأونروا، بالتحرك العاجل والفوري لوقف هذا العبث والتدخل لفرض الحماية للمؤسسات الأممية وموظفيها وطلبتها، والعمل على إعادة فتح المدارس فورًا وضمان استمرار عمل الوكالة دون تدخل أو ابتزاز سياسي.

وأشار الرفاعي إلى أن "المعركة اليوم لم تعد معركة تعليم فقط، بل معركة وجود وهوية وكرامة وحق تاريخي لا يسقط بالتقادم"، مؤكدا أنه "لن يسمح بطمس الحقيقة أو تزوير التاريخ، وسنظل نواجه هذا الاحتلال الغاشم بكل ما أوتينا من قوة وثبات حتى تحرير القدس وكل فلسطين".

المملكة