كريم السعدي 

تحتضن العاصمة المغربية الرباط، ما بين 18 و28 أبريل/نيسان الجاري، الدورة الثلاثين للمعرض الدولي للنشر والكتاب، تحت رعاية العاهل المغربي الملك محمد السادس، وبشراكة مع عدد من الفاعلين المحليين.
ويأتي تنظيم هذه الدورة، التي ستكون فيها إمارة الشارقة ضيف شرف، في سياق تحضير المملكة لاستضافة فعاليات "الرباط عاصمة عالمية للكتاب" سنة 2026، وهي التظاهرة التي أعلنت منظمة اليونسكو عن اختيار العاصمة المغربية لاحتضانها، اعترافاً بتنامي الحضور الثقافي للمغرب في المحافل الدولية.

وأكّد محمد المهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل، في مؤتمر صحافي عقد الإثنين، أنّ المعرض "أصبح محطة دولية تحظى بإقبال متزايد". وأوضح أن هذه الدورة تشكل محطة مهمة في مسار ترسيخ القراءة العمومية، معلناً عن عزم وزارته تنظيم مناظرة وطنية حول واقع القراءة وإشكالاتها، بمشاركة كتّاب ومهنيين ومؤسسات معنية، وذلك بهدف الخروج بتوصيات عملية تدعم حضور الكتاب في الحياة اليومية للمواطن المغربي.

وبلغة الأرقام، تعرف دورة هذا العام مشاركة 775 عارضاً من 51 بلداً، موزعين على 311 عارضاً مباشراً و464 عارضاً غير مباشر، يعرضون ما يفوق 100 ألف عنوان تغطي مختلف مجالات المعرفة والإبداع.

من جهته، اعتبر إدريس اليزمي، رئيس مجلس الجالية المغربية في الخارج، أنّ حضور مغاربة العالم في المعرض "يمثّل لحظة ثقافية استثنائية"، مذكّراً بدور الجالية المغربية في دعم الجسور الثقافية بين الداخل والخارج، كما ورد في خطابي العاهل المغربي عامي 2005 و2022.

وأشار اليزمي إلى أنّ البرنامج المخصّص للجالية سيشهد تنظيم 70 فعالية، بمشاركة 170 مبدعاً من 15 دولة، في مجالات الأدب والفنون والسينما، مع تركيز خاص على الأصوات النسائية في المهجر.

ويتضمن البرنامج الثقافي للمعرض، طيلة فعالياته، نحو 260 نشاطاً يومياً، يشارك فيها 762 متدخّلاً، من باحثين وأدباء ومفكرين، إلى جانب ليالٍ شعرية وندوات فكرية ولقاءات لتقديم الإصدارات الجديدة. كما سيشهد المعرض تكريم عدد من الأسماء الفكرية المغربية، وتنظيم فقرات احتفالية بتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "إلكسو"، من بينها منح جوائز أدبية من قبيل جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة، والجائزة الوطنية للقراءة.

إلى جانب ذلك، تولي الوزارة عناية خاصّة للأطفال، من خلال برمجة 712 نشاطاً، من بينها 660 ورشة تربوية وثقافية موزّعة على ستّة فضاءات مخصّصة للطفل، بالإضافة إلى تخصيص ركن خاصّ بكتب الأشرطة المصورة، في تجربة تربط بين الترفيه والقراءة.

ويأتي هذا المعرض في وقت تسعى فيه السلطات المغربية إلى تعزيز الرباط كعاصمة ثقافية على المستوى الإقليميّ، بالتوازي مع سلسلة من المبادرات الثقافية والفنية التي تعرفها المدينة، في سياق دعم "الدبلوماسية الثقافية" للبلاد وتعزيز مكانة الكتاب في السياسات العمومية.