بقايا كراسات وأقلام وكشاكيل ومقعد دراسي وزي مدرسي ملطخ بدماء تلاميذ أبرياء استشهدوا قبل 55 عاما في جريمة من جرائم جيش الاحتلال، بعد قصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي لمدرستهم مدرسة البقر الابتدائية بمحافظة الشرقية، حيث استشهد 19 تلميذًا وأصيب العشرات، بعدما قصفت طائرات الاحتلال المدرسة الواقعة بمركز الحسينية في صباح يوم 8 أبريل 1970.

في تمام الساعة التاسعة وعشرين دقيقة صباحًا، عندما كان الطلاب في الفصول يدرسون دروسهم ما بين زرع وحصد ولعب، تغير الدرس بين لحظة وأخرى وتبدلن الكلمات لتكون قصف، قتل، دمر، حين شنت طائرات الفانتوم الإسرائيلية غارة جوية على المدرسة المكونة من طابق واحد وتضم نحو 130 تلميذًا، مما أدى إلى تدميرها بالكامل وسقوط الأطفال بين شهيد وجريح في مشهد دموي لا يزال محفورًا في الذاكرة الوطنية.

شهادات موجعة من قلب الحدث

يقول أحد الناجين من المذبحة، وكان طفلًا آنذاك: "كنا نردد النشيد الوطني وفجأة دوى صوت انفجار هائل، شعرت وكأن الأرض قد انشقت تحت أقدامنا، رأيت زملائي جثثًا هامدة، وملابسهم ممزقة ومغطاة بالدماء."

وأكد شهود عيان أن القصف كان متعمدًا، واستهدف الأطفال الأبرياء بوحشية، ما أثار صدمة وغضبًا واسعًا محليًا وعالميًا آنذاك، حيث أدانت العديد من الدول والمنظمات الحقوقية المجزرة، واعتبرتها جريمة ضد الإنسانية.

مذبحة بحر البقر.. جرح لا يندمل

ورغم مرور 55 عامًا، لا تزال هذه المذبحة تثير الألم في نفوس المصريين، وتُذكر الأجيال بوحشية الاحتلال الإسرائيلي، وتُخلد في التاريخ كشاهد دامغ على استهداف المدنيين والأطفال، في انتهاك صارخ لكل القوانين والأعراف الإنسانية.

وتبقى دماء الشهداء أمانة في أعناق الأجيال.. لا تُنسى ولا تُغتفر.