شهدت أسواق الأسهم الأمريكية تقلبات حادة خلال الساعات الأخيرة، بعدما لم يُبدِ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أي نية للتراجع عن خططه بفرض رسوم جمركية واسعة النطاق على شركاء الولايات المتحدة التجاريين، وفقًا لما ذكرته منصة "إنفيستوبيديا" الأمريكية.

مؤشرات وول ستريت تتأرجح

أغلق مؤشر داو جونز الصناعي منخفضًا بنسبة 0.9%، ما يعادل حوالي 350 نقطة، بعد أن كان قد ارتفع بنسبة 2.3% في موجة صعود مؤقتة أعقبت تقارير غير مؤكدة تحدثت عن احتمال تأجيل الرسوم الجمركية، وهي تقارير سارع البيت الأبيض إلى نفيها.
وشهد المؤشر تذبذبًا كبيرًا تجاوز 2500 نقطة بين أعلى وأدنى مستوياته خلال الجلسة، في مؤشر واضح على حجم الضغوط التي تواجهها السوق.
وفي السياق ذاته، تراجع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.2%، بينما أضاف مؤشر ناسداك المركب الذي تهيمن عليه أسهم التكنولوجيا نسبة 0.1%، مع تسجيل كلا المؤشرين تقلبات حادة تفوق تلك التي شهدها داو جونز.
اقرأ أيضاً: الأسهم الأمريكية.. ستاندارد آند بورز يغلق على تراجع بنسبة 0.2%

أسوأ أسبوع منذ جائحة كورونا

جاءت هذه التذبذبات عقب أسبوع تاريخي من الخسائر، اعتُبر الأسوأ منذ الأيام الأولى لجائحة كوفيد-19 في مارس 2020، وذلك بعد تراجع حاد في الأسهم يومي الخميس والجمعة، أعقب إعلان ترامب عن رسوم جمركية إضافية على شركاء الولايات المتحدة التجاريين.
وخلال اليومين الأخيرين من الأسبوع الماضي، هبط مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 10.5%، بينما فقد داو جونز ما يقرب من 4000 نقطة.
اقرأ أيضاً: بالأرقام.. استمرار انخفاض أسهم الأسواق المالية العربية والعالمية

ترامب: "يجب تناول الدواء للعلاج"

وفي تصريحات لافتة، أكد ترامب من على متن الطائرة الرئاسية أنه لا ينوي خفض الرسوم الجمركية، قائلاً: "لا أريد أن ينخفض سعر أي شيء، ولكن أحيانًا يجب تناول الدواء للعلاج..."
ومن المقرر أن تدخل الرسوم الجمركية التبادلية الجديدة حيز التنفيذ يوم الأربعاء، وتشمل: رسوم بنسبة 20% على الواردات من الاتحاد الأوروبي، رسوم بنسبة 26% على الواردات اليابانية، رسوم بنسبة 34% على الواردات من الصين.
كما هدد ترامب عبر منشور على منصة "تروث سوشيال" يوم الاثنين بفرض رسوم إضافية بنسبة 50% على الواردات من الصين، إذا لم تقم بكين بإلغاء رسومها المفروضة على البضائع الأمريكية.

رسوم جمركية تثير مخاوف الركود

تدافع إدارة ترامب عن هذه الرسوم باعتبارها ضرورية لاستعادة التوازن التجاري، وإعادة التصنيع إلى الولايات المتحدة، وإيجاد فرص عمل جديدة.
لكن في المقابل، يرى اقتصاديون ومحللون أن سرعة وعمق الإجراءات المتخذة مؤخرًا، إضافة إلى الردود الانتقامية من شركاء التجارة مثل الصين، تزيد من مخاطر دخول الاقتصاد الأمريكي في حالة ركود.

تراجع أسهم كبرى الشركات الأمريكية

سجلت شركات التكنولوجيا الكبرى خسائر ملحوظة، حيث تراجعت أسهم آبل بنسبة 3.7%، وهبطت تسلا بنسبة 2.6%، انخفضت مايكروسوفت بشكل طفيف.
جاء ذلك وسط مخاوف بشأن قدرة هذه الشركات على التأقلم مع تصاعد الحرب التجارية بين واشنطن وبكين.

صعود مفاجئ لبعض الأسهم التكنولوجية

في المقابل، شهدت شركات أخرى مكاسب ملحوظة، حيث ارتفعت أسهم إنفيديا بنسبة 3.5%، وصعدت برودكوم بنسبة 5%، وسجلت أمازون وميتا مكاسب بأكثر من 2%، وأضافت ألفابت مكاسب بنسبة 1%، وقفزت أسهم شركة سوبر مايكرو كمبيوتر بنسبة 11% لتقود الرابحين على مؤشر ستاندرد آند بورز 500.

بيتكوين تنخفض إلى ما دون 75 ألف دولار

في إطار منفصل، تراجعت بيتكوين إلى 78,500 دولار أمريكي، بانخفاض عن مستوى 84,000 دولار يوم الجمعة الماضي. وكانت العملة الرقمية قد لامست مستوى 74,400 دولار في أدنى نقطة لها منذ فترة قريبة من الانتخابات الرئاسية في أوائل نوفمبر، مع عزوف المستثمرين عن الأصول عالية المخاطر.

مورجان ستانلي يخفض تصنيف البنوك

في تطور آخر، خفض "مورجان ستانلي" تصنيف البنوك الأمريكية الكبرى والمتوسطة من "جذابة" إلى "متوافقة"، مرجعًا ذلك إلى تنامي مخاطر الركود الاقتصادي نتيجة الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة ترامب.
وفي مذكرة بحثية، كتب محللو البنك بقيادة بيتسي جراسيك أن التوقعات الأساسية تشير إلى تباطؤ كبير في الناتج المحلي الإجمالي، مع تحذير من أن عدم اليقين الاقتصادي قد يؤخر انتعاش أسواق رأس المال.