استقبلت القاهرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في زيارة تاريخية امتدت لثلاثة أيام، حيث شهدت أماكن تاريخية تعكس عراقة الحضارة المصرية وكرم شعبها. وقد اصطحب الرئيس عبد الفتاح السيسي ماكرون في جولة خاطفة شملت منطقة خان الخليلي، مؤثرًا فيه بانسجام عميق بين الأصالة والحداثة. عبّر ماكرون عن دهشته وامتنانه لما لمسه من أصالة تعكس هوية مصر الفريدة، وسط ترحيب شعبي استثنائي.

خان الخليلي: قلب التاريخ المصري

بدأت جولة الرئيس الفرنسي بزيارة منطقة خان الخليلي، أشهر الأسواق التاريخية في القاهرة. وتتجلى في خان الخليلي صفحات من ماضٍ مشرق عبر النقوش والعمارة الفريدة. وماكرون لم يخفِ انبهاره ليس فقط بجمال المكان، بل أيضًا بحفاوة المصريين التي وصفها بأنها نادرة في عالم اليوم.

زيارة مسجد الحسين: عظمة الفنون الإسلامية

في مسجد الحسين، لم يكن بإمكان ماكرون إلا أن يُبدي إعجابه بالعمارة الإسلامية والجهود المبذولة للحفاظ على التراث الثقافي. أبدى شغفه بالترميم الدقيق الذي يظهر عبقرية المهندسين المصريين. ولم تترك الأجواء الروحانية المحيطة بالمكان مجالًا لماكرون لإخفاء تأثره؛ حيث أظهر الكثير من الامتنان للخدمات التي تُقدَّم لاستدامة الهوية الروحانية والفنية للمكان.

عشاء في مطعم خان الخليلي

أُختتمت الأمسية بعشاء في مطعم خان الخليلي، وهو مكان أسطوري ارتبط بروايات الأديب نجيب محفوظ. تلك اللمسة زادت من انبهار ماكرون بالمكان واستمتع بالأطعمة المصرية التي عكست أصالة الضيافة المصرية وكرمها.

فيما يتعلق بهدف الزيارة، تأتي زيارة ماكرون في إطار مباحثات سياسية لبحث استقرار المنطقة، إلى جانب تعزيز العلاقات الثنائية بين القاهرة وباريس. كما شملت مناقشات ثلاثية مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني لبحث وقف الأعمال العدائية وإعادة إعمار قطاع غزة.

ختامًا، تأكد ماكرون أن مصر ليست مجرد دولة لها تاريخ، بل هي قلب التاريخ ومصدره.