ابوظبي - ياسر ابراهيم - الثلاثاء 8 أبريل 2025 12:20 صباحاً - 20 % تراجع مؤشر «إس آند بي» من أعلى مستوياته

24 % انخفاض مؤشر «ناسداك» عن أعلى مستوياته

«داو جونز» يفقد 1500 نقطة مرتين متتاليتين للمرة الأولى

زلزال «غير مسبوق» يضرب الأسواق الأوروبية

نيكاي الياباني يهبط لأدنى مستوى له في عام ونصف العام

بورصة هونغ كونغ تسجل أسوأ انهيار منذ العام 1997

التراجعات الحادة طالت طوكيو وشانغهاي مروراً بسيئول وتايبيه

تواصل الأسواق المالية في العالم الانهيار، أمس، على خلفية تمسك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالرسوم الجمركية المعممة التي فرضها على باقي الدول، ورد الصين عليها، ما ينذر بعواقب وخيمة على الاقتصاد العالمي.

فقدت الأسهم العالمية تريليونات الدولارات من قيمتها السوقية خلال ثلاثة أيام، مع تخلي المستثمرين عن آمالهم في تراجع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن سياسته المتعلقة بالرسوم الجمركية.

وبحسب تقرير لوكالة بلومبرغ، تراجعت القيمة السوقية للأسهم العالمية بقيمة 9.5 تريليونات دولار في ثلاثة أيام، بما في ذلك عمليات البيع أمس في أوروبا وآسيا.

ومن بين هذه الخسائر، فقدت سوق الأسهم الأمريكية 6.6 تريليونات دولار خلال يومي الخميس والجمعة فقط، وهي أكبر خسارة في يومين على الإطلاق، بحسب بيانات «داو جونز ماركت داتا».

وهدد الرئيس الأمريكي ترامب الصين، قائلاً عبر حسابه على «تروث سوشيال»: «إذا لم تسحب الصين الرسوم الجمركية التي فرضتها على الواردات الأمريكية بنسبة 34% سأفرض بداية من 9 أبريل رسوماً إضافية ضدها بنسبة 50%، وسأنهي كافة المحادثات معها».

ولدى سؤاله عن انهيار الأسواق الذي قد يكون له أثر مدمر على الاقتصاد العالمي، تمسك ترامب بموقفه قائلاً: «في بعض الأحيان يتعين تناول علاج من أجل التعافي».

وأكد ترامب أن بلاده أصبحت «أقوى بكثير» منذ الإعلان عن هذه الإجراءات، معتبراً أن تراجع الأسواق لم يكن قراراً متعمداً من جانبه.

وستشتد الوطأة على التجارة العالمية الأربعاء مع فرض رسوم إضافية على قائمة طويلة من البلدان التي تصدر إلى الولايات المتحدة أكثر مما تستورد منها، ولا سيما رسوماً بنسبة 34% على الصين، و20% على الاتحاد الأوروبي.

وكتب ترامب الأحد على منصته «تروث سوشيال»: «لدينا عجز تجاري هائل مع الصين والاتحاد الأوروبي والعديد من الدول الأخرى».

وتابع: «الطريقة الوحيدة لتسوية هذه المشكلة هي الرسوم الجمركية التي ستدر عشرات مليارات الدولارات على الولايات المتحدة».

أسواق

فبعد جلستين من الخسائر يومي الخميس والجمعة، تشهد أسواق الأسهم الأوروبية زلزالاً «غير مسبوق»، بحسب محللين، إذ انخفض مؤشر داكس الألماني بأكثر من 5%، وكذلك مؤشر كاك الفرنسي.

وسُجل انهيار، أمس، في الأسواق الآسيوية من طوكيو إلى شانغهاي مروراً بسيئول وتايبيه. وبلغ التراجع 13% في هونغ كونغ التي سجلت أسوأ جلسة منذ 16 عاماً.

وكانت وول ستريت شهدت الجمعة أسوأ يوم لها منذ 2020.

وول ستريت

شهدت المؤشرات الرئيسية في وول ستريت، الاثنين، هبوطاً حاداً عند الفتح، قبل أن ترتد سريعاً، ثم تتذبذب بين الارتفاع والانخفاض، وذلك في وقت يسعى فيه المستثمرون لملاذ آمن بالإقبال على السندات الحكومية، وسط مخاوف بشأن نمو الاقتصاد العالمي.

انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 1.7%، ليصل انخفاضه من أعلى مستوى إغلاق له في فبراير إلى ما يقرب من 20%، وهو ما يمثل سوقاً هابطة بمقاييس وول ستريت.

انخفض مؤشر داو جونز الصناعي 803 نقاط، أو 2.1%، بعد خسارتين متتاليتين بلغت 1500 نقطة للمرة الأولى على الإطلاق في نهاية الأسبوع الماضي.

انخفض مؤشر ناسداك المركب بنسبة 1.5%، مواصلاً تراجعه، حيث باع المستثمرون أسهمهم التكنولوجية الرابحة لجمع السيولة. وانخفض مؤشر ناسداك بنسبة 24% عن مستواه القياسي.

أوروبا

وشهدت البورصات الأوروبية تراجعات حادة على انهيار على غرار البورصات الآسيوية.

وتراجع مؤشر ستوكس 600 الأوروبي 4.5%، وفي فرانكفورت انخفض مؤشر داكس بنسبة 4.26%%، بعد تراجعه لفترة وجيزة بأكثر من 10 %، وتراجعت بورصة باريس بنسبة 4.38%، وفي بورصة لندن تراجع مؤشر فايننشال تايمز البريطاني 4.38%، وانخفض فوتسي الإيطالي 5.18%.

اليابان

تراجع المؤشر نيكاي الياباني إلى أدنى مستوى في عام ونصف العام وسط انخفاض مؤشر أسهم البنوك بأكثر من 17 بالمئة خلال الجلسة، إذ استمرت المخاوف بشأن الركود العالمي الناجم عن الرسوم الجمركية في التأثير على الأسواق.

وانخفض المؤشر نيكاي بما يصل إلى 8.8 بالمئة إلى 30792.74 نقطة للمرة الأولى منذ أكتوبر 2023، قبل أن ينهي الجلسة منخفضاً 7.8 بالمئة عند 31136.58 نقطة. وأغلقت جميع الأسهم المدرجة على المؤشر البالغ عددها 225 سهماً على انخفاض.

ونزل المؤشر توبكس الأوسع نطاقاً بما يصل إلى 9.6 بالمئة قبل أن يغلق منخفضاً 7.8 بالمئة.

وقال ماكي ساوادا، خبير الأسهم في شركة نومورا للأوراق المالية: «من الصعب للغاية الحكم على المدى الذي سيصل إليه هذا التصحيح النزولي في سوق الأسهم، ولكن طالما أن هناك عدم وضوح حول الرسوم الجمركية ورد فعل كل بلد، فإن السوق ستظل مثقلة بالضغوط».

وأضاف أنه في الوقت نفسه فإن «السوق في الوقت الحالي لا تراهن إلا على الأخبار السيئة»، لذلك إذا كانت هناك إشارات على وجود مرونة في السياسات التجارية أو الإعلان عن تدابير دعم اقتصادي، «فمن المحتمل جداً أن تصل السوق إلى أدنى مستوى».

وانخفض المؤشر الفرعي للبنوك الفرعي على المؤشر توبكس بما يصل إلى 17.3 بالمئة قبل أن يتعافى قليلاً لينهي الجلسة منخفضاً عشرة بالمئة.

وتحملت البنوك العبء الأكبر من عمليات البيع في الأسهم اليابانية، وخسرت ما يقرب من ربع قيمتها المجمعة خلال الجلسات الثلاث الماضية، إذ ضغطت مخاوف الركود على عائدات السندات ودفعت الرهانات على المزيد من رفع أسعار الفائدة من قبل بنك اليابان (المركزي).

وقال ريكي مالك، وهو مدير محفظة في سبرينج بورد كابيتال: «هذه مرحلة بيع أي شيء حقق ربحاً»، مضيفاً أن البنوك تتصدر هذا التوجه. لكنه تابع: «أعتقد أننا على وشك الاستسلام، وسنشهد انتعاشاً قريباً جداً».

وسهم نومورا هولدنجز هو الأسوأ أداء بين البنوك، إذ تراجع 13.2 بالمئة. وانخفضت أسهم مجموعة ميزوهو المالية 10.7 بالمئة، وتراجع سهم مجموعة ميتسوبيشي يو.إف.جي المالية 10.4 بالمئة.

وشهدت العديد من أسهم قطاع الرقائق أيضاً عمليات بيع كثيفة، إذ انخفضت أسهم شركة رينيساس لصناعة الرقائق 16.7 بالمئة، ونزلت شركة تصنيع السيليكون سومكو 15.8 بالمئة، وهبطت شركة أدفانتست‭‭‭ ‬‬‬المصنعة لمعدات اختبار الرقائق ذات الوزن الثقيل 11 بالمئة.

هونغ كونغ

وانهارت سوق الأسهم في هونغ كونغ بأكثر من 13.22%، أمس، في أسوأ انخفاض منذ نحو ثلاثة عقود، في ظل الحرب التجارية الضارية التي يشنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والإجراءات الانتقامية التي اتخذتها الصين.

وتراجع مؤشر هانغ سنغ بنسبة 13.22% أو 3021.51 نقطة، وهو أكبر انهيار منذ العام 1997 خلال الأزمة المالية الآسيوية، كما انخفض في البر الصيني المؤشر المركب في بورصة شانغهاي بنسبة 7.34% أو 245.43 نقطة.

وتأثرت الشركات في القطاعات المختلفة، مع تراجع سهم شركة «علي بابا» 18%، وخسارة منافستها «جاي دي.كوم» 15.5%، في حين وصلت خسارة أسهم شركات التطوير العقاري الصينية إلى ما يصل إلى 15%. كما تكبد مشغل الأسواق في بورصة هونغ كونغ والمقاصة خسارة تزيد على 14%.

ولم تنج أي شركة في مؤشر هانغ سنغ الـ83 من الخسائر، الاثنين. ومن بين أكبر الخاسرين مجموعة لينوفو التي تراجعت أسهمها بنسبة 23%، ومجموعة علي بابا التي انخفضت أسهمها بنسبة 18%.

تركيا

وهبطت الأسهم التركية بأكثر من ثلاثة بالمئة بضغط من قطاع البنوك وسط موجة بيع في أسواق الأسهم العالمية بسبب الرسوم الجمركية الأمريكية والإجراءات المضادة، وفي ظل استمرار الضغط على الليرة والأصول التركية الأخرى بسبب تداعيات احتجاز رئيس بلدية إسطنبول.

وهبط مؤشر إسطنبول الرئيسي 2.8 بالمئة بعد أن نزل عند الفتح بمقدار 3.36 بالمئة. وتراجع قطاع البنوك 3.4 بالمئة. وأغلق المؤشر الرئيسي على انخفاض نسبته 1.1 بالمئة يوم الجمعة.

وجرى تداول الليرة عند 38.0105 مقابل الدولار دون تغير يذكر عن إغلاق الجمعة.

هبه الوهالي

أعمل كقائد فريق في الخليج 24، مع إدارة حسابات مواقع التواصل الاجتماعي. عملت من قبل مع حال الخليج كمديرة قسم أخبار الخليج وكاتبة ومحررة للمقالات والأخبار العالمية والعربية. أحمل شهادة البكالوريوس في الصحافة وعلم الاجتماع من جامعة بيرزيت - فلسطين. ولي خبرة طويلة في إعداد وتحرير المحتوى والمضامين وإنتاج المقالات والأخبار للعديد من المواقع الإلكترونية والإذاعات المحلية، كما لدي خبرة ومعرفة غنية في مجال العلاقات العامة والإعلام وتنسيق المشاريع وإدارتها.