كتب – محمود كمال

حث وزير الدفاع الفنلندي أنتي هاكانين دول الاتحاد الأوروبي على إعداد خارطة طريق واضحة تنظم أي انسحاب محتمل للقوات الأميركية من القارة، مشددا على ضرورة التنسيق الوثيق مع واشنطن لتفادي أي فراغ أمني تستغله موسكو.

وطالب هاكانين خلال مكالمة هاتفية عقب اجتماع غير رسمي لوزراء دفاع الاتحاد الأوروبي في وارسو بضرورة امتلاك خطة مشتركة مع الولايات المتحدة خصوصا في حال قررت الأخيرة نقل تركيزها العسكري إلى منطقة المحيطين الهندي والهادئ.

وعبر الوزير الفنلندي عن تعاطفه مع دوافع الإدارة الأميركية للتحول نحو آسيا لمواجهة التهديد الصيني لكنه حذر من أن تقليص الوجود الأميركي في أوروبا قد يفتح الباب أمام روسيا لتعزيز نفوذها على حدود الاتحاد.

وأكد أن أوروبا دون القدرات الأميركية تظل ضعيفة مشيرا إلى أن قدرات القارة يجب أن تكمل وليس أن تستبدل الدعم الدفاعي الأميركي.

وأشاد هاكانين بخطط المفوضية الأوروبية الرامية لتعزيز الإنفاق العسكري الأوروبي، مشيرا إلى أنها تسير في الاتجاه الصحيح مع خطة تصل إلى 800 مليار يورو تتضمن تخفيف القواعد المالية وتوفير قروض دفاعية بـ150 مليار يورو حتى عام 2030.

وتقاطعت مواقف هاكانين مع تصريحات وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس، الذي دعا الشهر الماضي إلى إعداد خارطة طريق أميركية - أوروبية لتجنب أي فراغ في القدرات حال قررت واشنطن تقليص وجودها العسكري في القارة.

وجاءت هذه الدعوات في وقت يعيد فيه الاتحاد الأوروبي تقييم منظومته الدفاعية وسط تصاعد التوترات مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب التي شنّت حربًا تجارية على بروكسل، وألمحت إلى تقارب محتمل مع موسكو.

واتهمت الإدارة الأميركية، بقيادة ترمب بعض أعضاء الناتو بعدم الإنفاق الكافي على الدفاع ولوحت بإمكانية عدم الدفاع عنهم بل وذهبت إلى حد التلويح بغزو جرينلاند.

ورفض وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو تلك المخاوف ووصفها بالهستيرية مؤكدا أن التزام بلاده بحلف الناتو لا يزال قائمًا ومشددا على أهمية وحدة التحالف.

وطمأن رئيس الناتو مارك روته الحلفاء بأن أي تغيير في الاستراتيجية الأميركية سيتم بطريقة منسقة ومدروسة نافيا وجود مفاجآت.

وواصل الاتحاد الأوروبي تعزيز دوره الدفاعي في مواجهة التهديدات الروسية، في وقت يتزايد فيه القلق بشأن موثوقية الحليف الأميركي.