بعد أكثر من ثلاثة أسابيع من الحملة الجوية الأمريكية – الفارس الخشن – المتواصلة ضد جماعة الحوثيين في اليمن، تتجلى حقيقةٌ صارخة: فشلت الضربات، التي كلفت دافعي الضرائب قرابة مليار دولار، في شلّ قدرة الجماعة على تهديد القوات البحرية الأمريكية والشحن الدولي في البحر الأحمر.

حملة “الفارس الخشن” الأمريكية تفشل في كبح الحوثيين

وأفادت شبكة CNN أن القصف المتواصل الذي شنته القوات الجوية الأمريكية في منتصف مارس لم يُلحق ضررًا كبيرًا بقيادة الحوثيين – سواءً سياسيًا أو عسكريًا – أو بقدراتهم على إطلاق الصواريخ.

وأشارت الشبكة، نقلًا عن مصادر مُطلعة على العملية، إلى أن الحوثيين يواصلون شن هجمات على أهداف إسرائيلية وسفن حربية أمريكية، مما يُبرز محدودية القوة الجوية في هذا الصراع.

وانطلقت الاستجابة الأمريكية، التي أُطلق عليها اسم “عملية الفارس الخشن”، في 15 مارس بعد أن استأنف الحوثيون هجماتهم عقب وقف إطلاق نار قصير في غزة.

موارد عملية الفارس الخشن على وشك النفاد

صرح مسؤول أمريكي لشبكة CNN أن موارد العملية على وشك النفاد، مما يثير تساؤلات حول استدامتها مع ارتفاع تكلفتها.

وقد اعتمد الجيش الأمريكي بشكل كبير على التكنولوجيا المتقدمة لتنفيذ هذه الحملة، حيث نشر مزيجًا من الذخائر الموجهة بدقة والأنظمة غير المأهولة، ومن بين هذه الأسلحة صواريخ المواجهة المشتركة جو-أرض (JASSMs)، وهي صواريخ كروز بعيدة المدى مصممة لضرب الأهداف من مسافة آمنة.

تُطلق هذه الأسلحة من طائرات مثل قاذفة الشبح B-2 Spirit، ويتجاوز مداها 230 ميلًا، وتعتمد على نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) والتصوير بالأشعة تحت الحمراء لإصابة الأهداف بدقة متناهية.

إلى جانب صواريخ JASSMs، استخدم البنتاغون صواريخ توماهوك الهجومية البرية (TLAMs)، التي تُطلق من سفن بحرية مثل مدمرات من فئة أرلي بيرك وغواصات من فئة أوهايو.

رغم الترسانة الأمريكية .. جماعة الحوثي قادرة على الرد

هذه الصواريخ دون الصوتية، التي يصل مداها إلى 1500 ميل، تحمل رأسًا حربيًا يزن 1000 رطل، وقد كانت عنصرًا أساسيًا في العمليات الأمريكية منذ حرب الخليج. كما لعبت طائرات MQ-9 Reaper بدون طيار دورًا، حيث وفرت قدرات المراقبة والضرب بصواريخ هيلفاير.

ومع ذلك، وعلى الرغم من هذه الترسانة عالية التقنية، لا يزال الحوثيون قادرين على العمل، وتُعد مرونتهم دليلاً على قدرتهم على التكيف التي صقلت على مدار سنوات من الصراع.

جماعة الحوثي استغلت تضاريس اليمن الوعرة كغطاء لنشر منصات صواريخ

وبدعم من إيران، طوروا شبكة لامركزية تتحدى الاستهداف التقليدي. بدلاً من الاعتماد على قواعد مركزية، قاموا بنشر منصات إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة وقياداتهم عبر تضاريس اليمن الوعرة.

وتوفر المناطق الجبلية مثل محافظة صعدة، معقل الحوثيين، غطاءً طبيعيًا، بينما تحمي المخابئ تحت الأرض – التي يُقال إن بعضها بُني بمساعدة إيرانية – أصولًا رئيسية.

إحباط البنتاجون من صعوبة تحديد مواقع صواريخ ومسيرات الحوثيين

أشار تقرير لصحيفة نيويورك تايمز في 4 أبريل إلى إحباط البنتاغون من صعوبة تحديد مواقع مخزونات الحوثيين من الصواريخ والطائرات المسيرة، وكثير منها مخفي أو متنقل.

وهذا يعكس مقاومتهم المستمرة منذ عقد من الزمن ضد التحالف الذي تقوده السعودية، والذي أسقط عشرات الآلاف من القنابل بين عامي 2015 و2022 دون أن يكسر قبضتهم على شمال اليمن.

ترامب يتعهد بـ “القوة الساحقة” لإنهاء جماعة الحوثي

وتعهد الرئيس دونالد ترامب، في منشور على موقع “تروث سوشيال”، باستخدام “القوة الساحقة” حتى توقف الجماعة هجماتها البحرية، وهو هدف أكده وزير الدفاع بيت هيجسيث في مقابلة مع قناة فوكس نيوز. ومع ذلك، وكما يشير أحدث تقرير لشبكة CNN، لا يزال هذا الهدف بعيد المنال.

اقرأ أيضاً: منظومة ثاد للدفاع الجوي.. درع أمريكي في سماء الشرق الأوسط ضد إيران

نسخ الرابط تم نسخ الرابط