كتب .. مصطفى محمود

أفادت مصادر عراقية رفيعة المستوى لوكالة رويترز أن عدة فصائل مسلحة مدعومة من إيران في العراق، والتي تُعد من الأقوى في البلاد، تستعد لأول مرة للموافقة على نزع سلاحها، في خطوة تهدف إلى تجنب تصعيد التوترات مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وتأتي هذه الخطوة بعد تحذيرات متكررة من مسؤولين أميركيين للحكومة العراقية منذ تولي ترامب منصبه في يناير الماضي، بشأن تصعيد التهديدات العسكرية ضد الفصائل المدعومة من إيران إذا استمرت في أنشطتها المسلحة على الأراضي العراقية.

وقد أُبلغت بغداد بشكل غير رسمي أنه إذا لم تتخذ إجراءات حاسمة لحل هذه الفصائل، فقد تواجه غارات جوية أميركية.

وأكد عزت الشابندر، السياسي الشيعي الكبير، في تصريح لوكالة رويترز، أن المناقشات بين رئيس الوزراء محمد شياع السوداني وقادة الفصائل المسلحة وصلت إلى مرحلة متقدمة للغاية.

وأضاف أن الفصائل المسلحة باتت تميل إلى الامتثال للدعوات الأميركية لـ نزع سلاحها، مشيراً إلى أن الحرس الثوري الإيراني وافق على اتخاذ هذه الخطوة، في إطار تفادي تصعيد مع الولايات المتحدة وإسرائيل.

تُعد الفصائل المسلحة التي تحدث عنها قادة عراقيون جزءاً من تحالف المقاومة الإسلامية، الذي يضم نحو 10 فصائل شيعية متشددة، ويقود نحو 50 ألف مقاتل. وتملك هذه الفصائل ترسانة ضخمة تشمل صواريخ بعيدة المدى وأسلحة مضادة للطائرات، مما يجعلها تشكل تهديداً مستمراً للاستقرار في المنطقة، وبالرغم من استثناء النفط الخام والغاز من الرسوم الصينية، لا يزال القلق قائماً من أن هذه السياسات قد تؤدي إلى تصعيد آخر في الوضع العسكري في العراق.

وفي إطار هذه التحركات، قال فرهاد علاء الدين، مستشار رئيس الوزراء العراقي للعلاقات الخارجية، إن الحكومة ملتزمة بإدارة جميع الأسلحة في العراق تحت سيطرة الدولة.

 وأكد أن رئيس الوزراء السوداني يواصل الضغط على الفصائل المسلحة لإيجاد حلول سلمية، وذلك من خلال حوار مع الجهات الفاعلة الوطنية.

وفي الوقت ذاته، أكدت وزارة الخارجية الأميركية أن واشنطن مستمرة في الضغط على الحكومة العراقية من أجل كبح جماح الفصائل المسلحة، داعية إياها إلى الامتثال لسلطة الدولة العراقية بدلاً من التبعيات الإيرانية.