أوهام - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
أوهام - تكنو بلس, اليوم الاثنين 7 أبريل 2025 08:51 صباحاً

حتى لو كنتُ من جيلٍ شبّ على قضية العرب الأولى، وشاب على خيبات القومية العربية والإيديولوجيا والإسلام السياسي بشقّيه؛ وحتى لو كنت لا أستسيغ بسهولة مسألة التطبيع مع إسرائيل، فلن أكون "الأطرش في زفّة" خرابٍ جناه دعاة المقاومات والممانعات والكرامات والخطابات والشاشات والكوفيات على الشعبين الفلسطيني واللبناني، منذ مغامرة "7 أكتوبر" وحتى الرضوخ للقرار 1701، منقّحاً ومزيداً.

لا أعرف لمَ عليّ أن أستهجن جرأة نائب لبناني رحّب بالتطبيع "إن كان يخفف الويلات عن لبنان"، كما قال، إذا كانت طهران نفسها قد طلّقت كلّ محور المقاومة، وآخر بقاياه حوثيّو اليمن، وهي التي رفعوها لنا إلى مصاف "المنقذ المخلّص"، الذي يستظل به أيّ مقاوم في عواصم خمس حشرتها إيران في فلكها، بحدّ سيفٍ ما استُلَّ يوماً إلا لخرابنا.

لا أظن التطبيع قراراً، ولا هو خيار أيضاً، إنما هو "قشة في بحر"، ما زيّنها نجاةً إلا همْ أنفسُهُم مَن ادّعوا محاربةَ إسرائيل، إذ ظهر عجزهم جلياً بعدما ملأوا الدنيا بأسطورة صواريخ لن تُبقي أحداً جنوب الخط الأزرق، وحكايا رجال ينتظرون إشارةً ليحلّوا في الجليل، فما تكشفت الحرب إلا عن وهمٍ ما بعده وهم.

خيباتنا من بعضنا بعضاً تفوق خيباتنا من إسرائيل نفسها. جرّبنا عبد الناصر، فنكبنا ونكسنا. وجربنا السوفيات من خروتشوف إلى غورباتشوف، فحوّلونا إلى "دول استخبارات" لا صوت يعلو فيها على صوت المعركة. وجرّبنا الإسلام السياسي وشعارات "الشيطان الأكبر والأصغر" وجماعات الإخوان، فازددنا كفراً بالقضية. 

هكذا، منذ عام 1948، تاريخنا أوهام بأوهام. فكيف ترمون من يريد تجربة وهم التطبيع بحجر وقضيتكم كلها من زجاج؟ وكيف تلومونه إن كان أنور السادات قد استعاد في كامب ديفيد ما خسرته مصر في حروبها التحريرية كلها؟

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق