علّق تجمع البلدات الجنوبية الحدودية على إجراء الانتخابات البلدية في ظل التحديات الراهنة، معتبراً أنّ "بلديات الشريط الحدودي في جنوب لبنان، التي تمتد من الناقورة إلى العرقوب مروراً بالعديد من القرى والمناطق الحدودية، تواجه تحديات غير مسبوقة في إجراء الانتخابات البلدية القادمة، وفي ظل الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان، تتضافر الجهود لتوفير بيئة آمنة وفعالة تضمن وصول المواطنين إلى صناديق الاقتراع، على الرغم من التحديات المعقدة التي تتخلل هذه العملية".

وعدّد التجمّع، في بيان، أبرز التحديات التي تواجه البلديات في إجراء الانتخابات، هي "التنقل من بيروت إلى القرى، إذ يُشكّل نقل المواطنين من بيروت والمناطق الأخرى إلى القرى في الشريط الحدودي تحدياً كبيراً، خاصة مع تعقيدات الوضع الأمني والاقتصادي، مما يتطلب توفير وسائل نقل آمنة ومؤمنة، وهو ما يتطلب تنسيقاً مع الجهات المعنية لتوفير وسائل النقل اللازمة".

ومن التحديات أيضاً، "التنقل إلى مراكز الاقتراع في مناطق خارج الليطاني، إذ يُشكّل نقل المواطنين من القرى إلى مراكز الاقتراع الواقعة في مناطق خارج خط الليطاني تحدياً لوجستياً، خاصة في ظل الاضطرابات الأمنية الحالية، وضرورة توفير آليات آمنة لنقل المواطنين وضمان سلامتهم".

إضافة إلى "تنقّل رؤساء الأقلام والمساعدين، وفقاً للقانون، يجب أن يكون رؤساء الأقلام والمساعدين من خارج المنطقة، مما يضيف عبئاً إضافياً على البلديات في تأمين وسائل النقل لهؤلاء الأفراد، وضمان وصولهم إلى المراكز في ظل الظروف الراهنة من قصف وتهديدات أمنية".

وتابع التجمّع تعداد التحدّيات التي ترافق الانتخابات البلدية: "القصف الإسرائيلي المستمر على القرى الجنوبية، إذ تُعَدّ القرى المحاذية للحدود مع اسرئيل هدفاً دائماً للهجمات الإسرائيلية، وهو ما يجعل من الصعب تنظيم الانتخابات في ظل هذه التهديدات المستمرة، بالإضافة إلى مخاطر القصف الذي قد يتسبب في تعطيل العملية الانتخابية أو التأثير على وصول الناخبين إلى مراكز الاقتراع".

إلى ذلك، يتخوّف تجمّع البلديات من "الاغتيالات والتهديدات الأمنية، إذ تشهد بعض المناطق في الجنوب عمليات اغتيال مستمرة، وهو ما يخلق بيئة غير مستقرة تؤثر بشكل مباشر على سير العملية الانتخابية، حيث يجد المواطنون صعوبة في التنقل بحرية بسبب المخاوف من التهديدات الأمنية"، إضافة إلى "البنية التحتية لمراكز الاقتراع، ففي بعض المناطق الحدودية، تعاني مراكز الاقتراع من ضعف في البنية التحتية، مما يتطلب جهوداً كبيرة لتأمين هذه المراكز وضمان جاهزيتها لاستقبال الناخبين بشكل سليم وآمن".

ومن التحدّيات أيضاً، "إغلاق بعض مراكز النفوس، في العديد من القرى الحدودية، مما يضطر المواطنين إلى التنقل لمسافات طويلة إلى مراكز النفوس في النبطية أو صيدا أو صور، وهو ما يزيد من الأعباء اللوجستية على المواطنين".

وأصدر تجمع البلدات الجنوبية الحدودية توصيات للمعنيين، أهمّها المطالبة بـ"ضرورة توفير الدعم اللازم لتذليل هذه التحديات، سواء من خلال تأمين وسائل النقل، أو توفير الحماية الأمنية لضمان سلامة المواطنين والمشرفين على الانتخابات. كما يجب العمل على تحسين البنية التحتية لمراكز الاقتراع وضمان استمرارية عمل مراكز النفوس في هذه المناطق لتسهيل عملية تسجيل الناخبين وتوفير الوثائق اللازمة".         

ما بالنسبة للوقت اللازم للتحضير للانتخابات، فاعتبر التجمّع أنّ "إعطاء مزيد من الوقت هو أمر ضروري لضمان إعداد قوائم الناخبين، تدريب الكوادر المشرفة على الانتخابات، وضمان توفير الظروف اللوجستية التي تضمن نزاهة وشفافية العملية الانتخابية"، إلى جانب  "تأمين موضوع الميغا سنتر قبل إجراء الانتخابات البلدية في أيار المقبل هو خطوة مهمة لضمان سير العملية الانتخابية بسلاسة وأمان. الميغا سنتر هو مراكز انتخابية كبيرة يتم تجهيزها بأحدث التقنيات والأنظمة لتسهيل عملية التصويت، وقد أصبحت جزءًا أساسيًا من التحسينات على النظام الانتخابي في العديد من البلدانن".

وفي الختام، أكد تجمّع البلديات أنّها "مستعدة بالتعاون مع المواطنين والجهات الأمنية لتنظيم الانتخابات في أجواء من الشفافية والعدالة، رغم جميع التحديات القائمة"، آملاً في أن "تجد هذه الدعوة آذاناً صاغية من الجهات المعنية لضمان حق المواطنين في المشاركة في هذه الانتخابات الهامة".