غبار عاصفة الرسوم الجمركية لا يحجب ضغط الصراعات الإقليمية على لقاء ترامب ونتنياهو - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
غبار عاصفة الرسوم الجمركية لا يحجب ضغط الصراعات الإقليمية على لقاء ترامب ونتنياهو - تكنو بلس, اليوم الاثنين 7 أبريل 2025 05:59 صباحاً

اللقاء المفاجئ المقرر اليوم بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وإن اتخذ من الرسوم الجمركية التي فرضتها الإدارة الأميركية على دول العالم ومن بينها زيادة 17 في المئة على الواردات من إسرائيل، عنواناً أساسياً، فإن أزمات الشرق الأوسط المستفحلة تفرض نفسها أيضاً.

بديهي أن تُقلق الرسوم الأميركية إسرائيل في وقت تسعى إلى إنعاش اقتصادها الذي تأثر بالحرب المستمرة منذ 18 شهراً. وسيقدم نتنياهو أي إعفاء أو تخفيف محتمل من الرسوم الأميركية، على أنه انتصار آخر له في سياسته الخارجية، وفي توطيد العلاقات مع حليف استراتيجي.

ويكتسب الأمر أهمية استثنائية في وقت يخوض نتنياهو نزاعاً متصاعداً مع السلطتين القضائية والأمنية، وكذلك مع عودة رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت إلى العمل السياسي معلناً تشكيل حزب "بينيت 2026" في إشارة إلى الانتخابات التشريعية المقررة في خريف 2026. وتظهر استطلاعات الرأي أن بينيت يستطيع ترؤس ائتلاف حكومي مع قاعدة من 65 نائباً أو أكثر في مواجهة ائتلاف اليمين المتطرف الذي يقوده نتنياهو. 

ومع ذلك، لا يغيب عن البال أن اللقاء الذي جاء بناءً على طلب ترامب، يتصل اتصالاً مباشراً بالتطورات المتسارعة في الشرق الأوسط بدءاً من تصعيد إسرائيل هجماتها الجوية والبرية في غزة وما يُحكى عن خطط تصل إلى اعتزام إسرائيل إعادة احتلال القطاع بشكل دائم وفرض هجرة قسرية على سكانه تحت قناع المغادرة "الطوعية".

والسؤال الذي يُطرح هنا: هل ترامب متفق مع نتنياهو مئة في المئة في إعادة احتلال القطاع وصولاً إلى استئناف الاستيطان، كما توحي الحملة العسكرية المكثفة التي تضع مصير ما بقي من أسرى إسرائيليين أحياءً على المحك؟

هناك مؤشرات إلى ضغوط يمارسها أهالي الأسرى الإسرائيليين على ترامب كي يضغط على نتنياهو ليعود إلى اتفاق وقف النار، أو التفاوض على اتفاق جديد يؤمن إطلاق الأسرى. وعودة المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف إلى المنطقة اعتباراً من أمس، يُستدل منها على أن واشنطن وإن كانت أعطت نتنياهو مهلة معينة لممارسة الضغط العسكري على "حماس"، فإنه لا يزال يهمّها التوصل إلى اتفاق يؤمن إطلاق الأسرى.

ماذا يعني ذلك؟

يعني أن مهلة التسامح مع التصعيد الإسرائيلي في غزة ليست مفتوحة، وهي محكومة بموعد الزيارة التي يعتزم ترامب القيام بها للسعودية في أيار/ مايو المقبل.

وليست غزة هي الملف الوحيد الضاغط على العلاقة بين ترامب ونتنياهو. الأخير ينتابه قلق من احتمال حصول اختراق يكسر جدار التوتر بين الولايات المتحدة وإيران. والرئيس الأميركي يمزج في تصريحاته بين أقصى التهديد والرغبة في الوقت نفسه في الذهاب إلى صفقة مع طهران وعدم التورط في كارثة شرق أوسطية أخرى.

وعلى عكس هذا الموقف الذي يتمسك بديبلوماسية معززة بضربات جوية للحوثيين في اليمن وبحشد جوي وبحري، يحبّذ نتنياهو استخدام القوة للتخلص من البرنامج النووي الإيراني وصولاً إلى إسقاط النظام واستكمال "تغيير الشرق الأوسط" الذي بات هدفاً أساسياً من أهدافه.

ومع التمدد العسكري الإسرائيلي في سوريا، يحتدم الصراع مع تركيا، اللاعب الأبرز بعد الانحسار في النفوذ الإيراني. يسعى نتنياهو بقوة إلى الحؤول دون توسيع أنقرة دورها العسكري في سوريا باعتبارها الداعم الرئيسي للنظام الجديد الذي خلف نظام بشار الأسد. وبناءً على ذلك، تواصل إسرائيل قصف المطارات والبنى العسكرية التي يمكن أن تستخدمها تركيا ضمن أي اتفاقات دفاعية بين أنقرة ودمشق.

تضارب المصالح بين تركيا وإسرائيل، لم يعد يستبعد خيارات الصدام المباشر بين قوتين إقليميتين حليفتين للولايات المتحدة. ما يهم ترامب المنشغل بعاصفة الرسوم الجمركية ومساعي وقف الحرب الروسية-الأوكرانية، تجنب اندلاع نزاع آخر في المنطقة. 

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق