كيف يقرب ترامب بين الصين وكوريا الجنوبية واليابان؟ - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
كيف يقرب ترامب بين الصين وكوريا الجنوبية واليابان؟ - تكنو بلس, اليوم الاثنين 7 أبريل 2025 05:48 صباحاً

وسط معمعة التطورات الدولية في الشرق الأوسط وأوروبا وصولاً إلى "يوم التحرير" الأميركي، ضاع إلى حد ما تطور دولي بارز حصل في شرق آسيا خلال الأسبوعين الماضيين.

 

في 30 آذار/مارس الماضي، التقى وزراء التجارة لكل من كوريا الجنوبية آهن دوك-كون واليابان يوجي موتو والصين وانغ وين تاو في سيول لمناقشة اتفاقية للتجارة الحرة. بينما لم يتوصل الوزراء الثلاثة إلى تقدم ملموس في المحادثات، أكد الاجتماع نفسه أن الدول منفتحة على التعاون لمواجهة الرسوم الأميركية.

 

قبل ذلك بيومين، كان الرئيس الصيني شي جينبينغ يستقبل عدداً من أصحاب الأعمال الدوليين، من بينهم المديران التنفيذيان لشركتين كوريتين جنوبيتين، وهما "سامسونغ" و"هاينيكس".

 

في "يوم التحرير"، فرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب رسوماً بقيمة 26 في المئة على كوريا الجنوبية و24 في المئة على اليابان. في اليوم نفسه أيضاً، فرض ترامب رسوماً على الصين بقيمة 34 في المئة. مع إضافتها إلى الرسوم السابقة التي فرضها ترامب على دفعتين خلال هذه السنة، يصبح مجموع التعريفات الأميركية على الصين 54 في المئة بالحد الأدنى. وحرصت الإدارة الأميركية على تضييق الخناق أكثر على بكين عبر استهداف سلسلة إمداداتها في الدول المجاورة برسوم مشابهة، مثل كمبوديا وفيتنام ولاوس (بين 46 و49 في المئة).

 

ماذا يعني الاختلاف؟

في اليوم التالي للاجتماع، قال حساب مرتبط بالإعلام الرسمي الصيني على وسائل التواصل الاجتماعي إن الدول الثلاث وافقت على الرد بشكل مشترك على التعريفات الأميركية. لكن طوكيو أوضحت أن المجتمعين لم يتطرقوا إلى هذا الموضوع، بينما قالت سيول إن ما ذكره الحساب هو "مبالغ به نوعاً ما". ربما كان الاختلاف في الحديث عن مفاعيل الاجتماع شكلاً من أشكال الغموض البنّاء الذي يسمح لكل طرف بالتحوط وانتظار المستقبل ريثما تتضح معالمه.

 

في نهاية المطاف، لا يحتاج الأطراف الثلاثة إلى الاتفاق على نقاط ملموسة في المدى المنظور. تكمن أهمية الحوار الاقتصادي الذي أجرته هذه الدول في أنه كان الأول من نوعه منذ خمسة أعوام وأنه حدث على أبواب فرض ترامب رسومه الجمركية. كان مجرد الاجتماع رسالة قالت فيها اليابان وكوريا الجنوبية إن بإمكانهما الاقتراب أكثر من الصين، فيما أشارت الأخيرة إلى أنها قادرة على سحب شريكين أساسيين للولايات المتحدة إليها. هذا الاجتماع عينه عبّر عن الكثير؛ خصوصاً أن خطوة التقارب هذه لم تكن الأولى.

 

قبل نحو أسبوع واحد منها، وتحديداً في 22 آذار/مارس، اجتمع وزراء خارجية الصين وانغ يي وكوريا الجنوبية تشو تاي يول واليابان تاكيشي إيوايا في طوكيو. خلال الاجتماع الأول منذ 2023، اتفق الوزراء الثلاثة على التعاون ضمن أرضية مشتركة في مواضيع مثل الشيخوخة وانخفاض المواليد والكوارث الطبيعية والاقتصاد الأخضر. كما اتفق الوزراء على الترويج للتفاهم والثقة ومواجهة المخاوف المتعددة الأجيال من أجل دعم التعاون. وفي اليوم نفسه، عقد مسؤولون صينيون ويابانيون بارزون في مجالات الصحة والعمل والنقل والاقتصاد وغيرها حوارهم الاقتصادي الأول منذ نيسان/أبريل 2019.

 

اختبار

تواجه اليابان وكوريا الجنوبية مشكلة مزمنة مع ترامب. طالب الأخير طوكيو بزيادة إنفاقها الدفاعي إلى 3 في المئة من ناتجها القومي وهي زيادة كبيرة لدولة تعاني من ضغوط ديموغرافية. ليس وضع كوريا الجنوبية أفضل حالاً إذ إن تعرضها للرسوم الجمركية، وهي أساساً تعاني من عجز في ميزانها التجاري مع الولايات المتحدة، يجعلها عرضة لأضرار اقتصادية كبيرة.

 

قد يمثل "الاتفاق الشامل والتقدمي للشراكة عبر المحيط الهادئ" اختباراً مقبلاً لمدى إمكانية تقدم العلاقات بين الأطراف الثلاثة بحسب ما كتب جيمس بالمر في "فورين بوليسي". منعت اليابان الصين من الانضمام إلى الاتفاق بسبب رغبتها بتجنب التعامل مع قضية تايوان التي لا تزال في مرحلة التقدم بالطلب. كانت فكرة الاتفاق، بنسخته السابقة (الشراكة عبر الهادئ)، تقوم على تقييد الصين في آسيا. الآن، أصبحت مشكلته الأساسية أميركا لا الصين بحسب بالمر.

 

بايدن استعان بالصين... والصين استعانت بترامب

لا يزال الوقت مبكراً جداً للحديث عن شراكة ثلاثية، وبشكل أقل تحالف بين الدول الثلاث، وقد أقر الحاضرون في 22 آذار بأن انعدام الثقة الذي يتوجب معالجته يعود إلى أجيال. حتى العلاقات بين اليابان وكوريا الجنوبية لم تشهد تطوراً ملحوظاً إلا في عهد الرئيس جو بايدن، في القمة التي عُرفت لاحقاً بـ "روحية كامب ديفيد"، بعدما اعترت العلاقات الثنائية خلافات طويلة المدى تعود إلى الحرب العالمية الثانية. مع ذلك، لا تزال هناك خلافات إقليمية بين الدولتين. والمشاكل بين الصين واليابان تعود إلى حربهما في أواخر القرن التاسع عشر بالحد الأدنى.

 

إذا كان بايدن قد استخدم الصين سنة 2023 كورقة للمساهمة في التقريب بين اليابان وكوريا الجنوبية، فالصين نفسها تستخدم ورقة ترامب اليوم لتقريب أو محاولة تقريب طوكيو وسيول إليها. يعود جزء كبير من ذلك إلى رسومه كما شكوكه بالتحالفات الطويلة المدى. ولّد ترامب ظروفاً مثالية للصين، قال عنها محرر شؤون وول ستريت مايك بيرد في حديث إلى موقع "فوكس" الأميركي:

 

"لَما أمكنك أن تصوغ تلك الظروف بطريقة أفضل (حتى) لو كنتَ ديبلوماسياً صينياً".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق