ابوظبي - ياسر ابراهيم - الاثنين 7 أبريل 2025 12:20 صباحاً - في خطوة تعكس التوجه الاستراتيجي لدولة الإمارات نحو تعزيز جودة التعليم والارتقاء بكفاءة الكوادر التربوية، أصدرت وزارة التربية والتعليم دليلاً مهنياً شاملاً لاختبار معلمي اللغة العربية للناطقين بغيرها، ضمن نظام الترخيص المهني الذي تنفّذه الوزارة بهدف بناء منظومة تعليمية تنافسية تواكب متغيرات العصر، وتُسهم في تعزيز مكانة الإمارات كمركز رائد في مجال التعليم النوعي.

ويُعد هذا الدليل من المبادرات التربوية التي تستند إلى رؤية عميقة لدور المعلم في نقل اللغة والثقافة، حيث يركّز على إعداد معلم متمكن يمتلك أدوات مهنية وعلمية حديثة، تؤهله لتعليم اللغة العربية للطلبة من خلفيات لغوية وثقافية متنوعة، بطريقة فعالة تتماشى مع أفضل الممارسات الدولية.

ويهدف الدليل إلى توفير إطار مرجعي واضح يحدّد المهارات والمعارف الواجب توفرها في معلمي العربية للناطقين بغيرها، كما يضع معايير دقيقة لقياس كفاءاتهم، ما يُسهم في ضبط جودة التعليم وضمان مخرجات تعليمية متميزة. وقد تم تصميم الاختبار المدرج ضمن الدليل ليعكس المواقف الصفية الواقعية التي قد يواجهها المعلمون أثناء تدريسهم، ويُعقد إلكترونياً على مدار ساعتين ونصف ساعة.

ويُغطي الاختبار مجالين أساسيين؛ الأول هو الكفاءة اللغوية التي تشكّل 60 % من الدرجة النهائية، وتشمل النحو، والصرف، والإملاء، والفهم القرائي، والتعبير الكتابي، والبلاغة، والمفردات، وهي مكونات تضمن امتلاك المعلم قاعدة لغوية متينة تمكّنه من التعامل مع محتوى اللغة بشكل سليم ودقيق. أما المجال الثاني، فهو الكفاءة المهنية بنسبة 40 %، ويشمل مهارات التدريس الحديثة، والتعامل مع خصائص المتعلمين الثقافية والسلوكية، وفهم نظريات اكتساب اللغة، إضافة إلى الإلمام بالمرجعيات الوطنية والدولية المتعلقة بتعليم العربية لغير الناطقين بها.

ويتميّز الدليل بتقديم مؤشرات أداء واضحة تُسهم في تقييم مستوى المعلم وتحديد نقاط القوة وجوانب التحسين، ما يوفّر فرصة للتطوير المهني المستمر، كما يدعم المعلمين في تصميم تجارب تعلم فعّالة وتفاعلية، تُراعي الفروق الفردية، وتعزّز من اندماج الطلبة في بيئة تعلّم اللغة بأسلوب محفّز وشيّق.

استراتيجية

ويأتي هذا الدليل في إطار استراتيجية شاملة تهدف إلى تمكين اللغة العربية، وتعزيز حضورها العالمي، من خلال برامج ومبادرات تستند إلى الجودة والابتكار. ويُعد هذا المشروع خطوة نوعية لترسيخ مكانة الدولة في مجال تعليم اللغات، ولا سيما اللغة العربية التي تُعد أحد عناصر الهوية والثقافة الإماراتية.

كما ينسجم هذا التوجه مع رؤية الدولة في بناء مجتمع متسامح ومتعدد الثقافات، يكون التعليم فيه جسراً للتواصل والتفاهم بين الشعوب، وتُسهم فيه اللغة العربية كأداة للتقارب والتفاعل الحضاري. ومن خلال دعم المعلمين وتأهيلهم وفق أعلى المعايير، تضع الإمارات نموذجاً عالمياً لتعليم اللغة في بيئات متعددة اللغات.

ياسر ابراهيم

كاتب محتوى باللغة العربية شغف بالبحث والإطلاع بجانب دقة في مراعاة قواعد اللغة وعلامات الترقيم