كتب .. مصطفى محمود

كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، نقلًا عن مصادر في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، أن أكثر من 100 موقع يُشتبه في ارتباطه ببرنامج الأسلحة الكيميائية السوري لا يزال قائمًا في سوريا بعد سقوط الرئيس السابق بشار الأسد، في أول تقدير رسمي من نوعه منذ انهيار النظام.

وبحسب تقرير الصحيفة، فإن المواقع المشتبه بها يُعتقد أنها لعبت أدوارًا في البحث والتطوير، التصنيع، أو التخزين للأسلحة الكيميائية، وهو رقم يفوق بكثير ما كان الأسد قد اعترف به طيلة سنوات حكمه، لا سيما خلال الحرب الأهلية التي استمرت لأكثر من عقد.

وتشير نيويورك تايمز إلى أن هذه الأسلحة، بما في ذلك غاز السارين والكلور والخردل، استخدمت في عدة مناسبات ضد مقاتلين ومعارضين ومدنيين، وقد خلّفت آثارًا مروعة، حيث يُعد السارين من غازات الأعصاب القاتلة خلال دقائق، فيما تسبب الكلور والخردل بحروق واختناق شديدين.

وقالت الصحيفة إن الحكومة الانتقالية السورية تواجه اليوم اختبارًا صعبًا في تأمين هذه المواد شديدة الخطورة، وسط تحذيرات من إمكانية وصول جماعات مسلحة إلى المواقع غير المحمية، مما يفاقم التهديدات الأمنية والإنسانية في مناطق واسعة من البلاد.

وفي هذا السياق، أجرى وفد رفيع من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بقيادة مديرها العام السفير فرناندو آرياس، زيارة رسمية إلى دمشق في فبراير الماضي، التقى خلالها بالرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع ووزير الخارجية أسعد حسن الشيباني.

ووصفت المنظمة اللقاءات بأنها كانت "مطوّلة، منفتحة ومثمرة"، مضيفة أنها شهدت تبادلًا معمقًا للمعلومات قد يُشكّل أساسًا لإنهاء جمود استمر لأكثر من 11 عامًا في ملف نزع الأسلحة الكيميائية في سوريا.