يسدل كيفن دي بروين الستار على مشواره في الدوري الإنكليزي الممتاز مع مانشستر سيتي في نهاية الموسم الجاري، بعد عقد نثر فيه الدولي البلجيكي السابق إبداعه في أهم وأقوى بطولة محلية في العالم. 

مسيرة استحقها أحد ألمع لاعبي خط الوسط في العقود الأخيرة، تمتع بشخصية قيادية فذة، ولعب أدواراً حاسمة في 17 بطولة من ألقاب "سيتيزنس" ولا سيما تحت إشراف المدرب الاسباني بيب غوارديولا، إذ ساهم في الحقبة الذهبية للفريق الأزرق وصعوده إلى مصاف نخبة أندية العالم. 

وكتب البلجيكي عبر حسابه على موقع "إنستغرام": "أعلمكم جميعاً أن الأشهر المقبلة ستكون الأخيرة لي كلاعب في مانشستر سيتي". وأضاف "يصعب جداً على نفسي إعلان هذا الأمر لكن كل اللاعبين يعرفون أن هذا اليوم سيأتي لا محالة. حان هذا اليوم بالنسبة إليّ ومن واجبي أن أبلغكم أولاً بهذا القرار". وأكمل "لكل قصة نهاية، لكن هذا بالتأكيد كان أفضل فصل". 

كيفن دي بروين (أ ف ب)

لن يكون الوداع مثالياً، إذ فشل سيتي هذا الموسم في مواصلة الهيمنة على اللقب المحلي أمام سطوة ليفربول، وخرج من دوري الأبطال على يد ريال مدريد الإسباني، ويخوض صراعاً قاسياً لضمان مقعد في البطولة القارية للموسم المقبل، وتالياً ليس أمام الفريق إلا لقب مسابقة الكأس ليكون المناسبة الأمثل لتكريم البلجيكي فضلاً عن كأس العالم للأندية. 

وكان هذا الأمر متوقعاً، إذ أن أرقام البلجيكي في الموسمين الحالي والماضي لم تكن توحي باستمراره، ولا سيما أن أسلوب غوارديولا التدريبي يتطلب الكثير من اللاعب الذي بات في خريف عمره الرياضي، ولم يبدأ دي بروين هذا الموسم سوى في 19 مباراة كلاعب أساسي في التشكيلة، وبدا من غير المرجح أن تتحسن هذه الأرقام لو مدد إقامته للموسم الحادي عشر، حيث أشار غوارديولا إلى أن 751 مباراة في مسيرته مع النادي والمنتخب قد أثرت سلباً على جسد اللاعب المميز. وأضاف الإسباني: "خلال العام ونصف العام الماضيين، غاب عن الملاعب بسبب الإصابة لأنه بذل قصارى جهده من أجل النادي. لقد بذل كل ما في وسعه من أجله، لذا لا شك في ذلك". 

وقال مانشستر سيتي في بيان "سيودع مانشستر سيتي لاعبه كيفن دي بروين وداعاً حاراً هذا الصيف عند انتهاء عقده، منهياً بذلك فترة رائعة استمرت 10 سنوات مع النادي". وتابع "يتوجه النادي وجميع مشجعيه بتحية وداع حارة لواحد من أعظم اللاعبين الذين ظهروا في الدوري الإنكليزي الممتاز". 

ما إن انتشر الخبر، حتى بدأت التكهنات في شأن مستقبل اللاعب، إذ تم ربطه بدوري روشن السعودي الذي بات وجهة أساسية وملاذاً لأهم لاعبي العالم في السنوات الأخيرة، ولا سيما أن اللاعب البالغ 33 سنة من عمره ويمكنه تقديم الإضافة الفنية النوعية للبطولة. 

أوساط اللاعب تحدثت عن اهتمام من نادي سان دييغو إف سي الجديد في الدوري الأميركي، إلا أنه عاد وانسحب من سباق المفاوضات، الأمر الذي سيمنح أندية أخرى في "MLS" فرصة التحدث إلى اللاعب وممثليه، وعلى رأسها نيويورك، النادي الشقيق لمانشستر سيتي، والذي شهد قبل سنوات انتقال باتريك فييرا إليه بعد رحيله عن سيتيزنس. كما يرغب إنتر ميامي في ضم دي بروين من أجل المشاركة في كأس العالم للأندية، ودعم كتيبة النجوم التي تضم ليونيل ميسي، لويس سواريز، سيرجيو بوسكيتس وجوردي ألبا. 

وفي حال تراجع كيفن دي بروين عن مغادرة أوروبا إلى السعودية أو الولايات المتحدة، قد يُفضل العودة إلى بلجيكا والتوقيع لنادي جنك، حيث بدأت مسيرته، أو الانضمام مجدداً إلى فولسبورغ الألماني، حيث تألق وصنع اسماً لنفسه قبل انضمامه لمانشستر سيتي في صيف 2015. 

وأبدى دي بروين سابقاً انفتاحه على الانتقال إلى السعودية، ولكن مع وجود ثلاثة أطفال، جميعهم دون سن العاشرة، قد لا يعتبر الانتقال إلى هناك مناسبًا لعائلته في الوقت الحالي.